Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 06 أغسطس 2023 9:36 صباحًا - بتوقيت القدس

غزة ومسيرات "الديمقراطية"!

مشاهد آلاف المتظاهرين الإسرائيليين يذكرني بعشرات الآلاف من الفلسطينيين من سكان قطاع غزة المحاصر الذين ساروا للمطالبة بحقهم في الحياة كل يوم جمعة في ظروف صعبة ما بين عامي ٢٠١٨-٢٠١٩. يعود الشارع الغزي اليوم للانتفاض والمطالبة بحياة كريمة وخدمات إنسانية طبيعية تدعو لرفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع وإصلاح البيت الداخلي.

 
ما شهدناه من مظاهرات في الشوارع الاسرائيلية منذ بداية العام، ما هو الا وسيلة حضارية للشعوب للتعبير عن رفضها لسياسات حكوماتها، من المؤسف اننا لم نشهد المجتمع الإسرائيلي الليبرالي اليساري ينادي بإنهاء الاحتلال وضمان حقوق الانسان للفلسطينيين, هذه المظاهرات تذكرني بـ "مسيرات العودة" التي شهدناها في قطاع غزة قبل عدة أعوام. 


قبل أسابيع, بدأ المتظاهرون الإسرائيليون يرفعون الأعلام الأخرى ومنها الفلسطيني، ولكن ضروري الا ينجر المشاهد ويصدق ان هذه المسيرات تدرك أصلا ماهية الاحتلال وجرائمه على الجهة الفلسطينية من جدار الفصل العنصري! وصف المسيرات الديمقراطي في اسرائيل لا يتجاوز حدود المصالح الداخلية للمواطن الإسرائيلي اليهودي بعيدا عن أي شيء يتعلق بالفلسطينيين.


البقاء على هذه الأرض هو أكبر أشكال المقاومة, البقاء يرهق الاحتلال, نستذكر مسيرات العودة حيث خرج الفلسطينيون رفضاً واستنكاراً لإجراءات الاحتلال مطالبين بأبسط حقوق الانسان ضمن نهج المقاومة الشعبية السلمية التي خرجت بصورة مسيرات العودة التي بدأت منذ ٣/٣٠ ، أي بيوم الأرض بشكل أسبوعي للمطالبة برفع الحصار وبالحقوق الأساسية كالعيش بكرامة وحرية التنقل والعلاج والدراسة والعمل والتحرر والعودة والعيش بحرية وبسلام. أثناء هذه المسيرات أعدم الجيش الإسرائيلي حوالي ٢٠٠ فلسطيني وجرح اكثر من ٣٠ ألفا. لم يسقط أي إسرائيلي لا جندي ولا مدني اثناء هذه المظاهرات السلمية، ولكن القناصة في فرق الجيش قتلت ٢١٥ من المتظاهرين والأطفال والمسعفين والصحفيين الفلسطينيين. بينما أجازت المحاكم الاسرائيلية كل هذه الأعمال الدموية ولم تُعِر ديمقراطية الشعوب ومطالبها أي اهتمام, لم يتم التعامل مع الفلسطينيين كبشر، وهذا يفسر كل إجراءات الإعدام والقنص والقتل الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.


ردة الفعل الإسرائيلية الرسمية على مسيرات العودة تمثلت بجرائمها العلنية واستخدامها لأسلحة محرمة ضد المتظاهرين على شاشات التلفاز، جاءت مرة أخرى للالتفاف على الحقائق فخرج المتحدثون باسم الاحتلال لتوجيه اللوم عَلى حماس ولتحميل حماس مسؤولية سقوط هذا العدد من الشهداء والجرحى. كان هذا رد فعل متوقع اعتدنا عليه من قبل الاحتلال الذي يحاول دائماً إلقاء اللوم على الطرف الفلسطيني بأي شكل مِن الأشكال.


ما زال قطاع غزة يعاني في سجن كبير يفتقر لمقومات الحياة البشرية الطبيعية وحقوق الانسان. في الضفة نشهد مزيداً من إرهاب المستوطنين وسياسات الضم والاستيطان ومصادرة الأراضي والإعدامات الميدانية وهدم البيوت والقوانين العنصرية للاحتلال في أرضنا، وانتهاك القانون الدولي، وتراجع الدعم الدولي في كثير من القطاعات، وتزايد الجرائم ضد الانسانية في ظل عدم تحرك دولي, كل ذلك إضافة للانقسام وانعدام الديمقراطية والشفافية وحقوق الانسان.


في ظل الإملاءات التي يفرضها نتنياهو وحكومته المتطرفة على الأرض، من الحكمة أن نستلهم من مسيرات العودة ونتبنى المقاومة الشعبية السلمية، فمسيرات العودة هي النهج الذي تبقى لنا ومن مصلحتنا الحفاظ عليها لأن تمددها الطبيعي ليس فقط في قطاع غزة ولكن في كل أماكن تواجد الفلسطينيين تحت الاحتلال، وهذا سيولد عصيانا مدنيا ضد آلة الاحتلال الإسرائيلي. التأكيد على سلمية وشعبية وشمولية هذه المظاهرات وعدم مأسستها وتحزيبها هو شرط نجاحها كاستراتيجية للخروج من الوضع الراهن المتمثل بصراع داخلي "الانقسام" والاحتلال الإسرائيلي, حان الوقت لإنقاذ المواطنين الفلسطينيين ومنحهم حقوق المياه والكهرباء والحركة والعمل والعيش بكرامة, حان الوقت للتحرك بشكل وطني موحد باتجاه استعادة قطاع غزة كجزء من المشروع الوطني.

- دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي, كلية الدراسات العليا, الجامعة العربية الأمريكية.

دلالات

شارك برأيك

غزة ومسيرات "الديمقراطية"!

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 95)