Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 02 أغسطس 2023 6:00 مساءً - بتوقيت القدس

بسمة صبيح: لن نترك مخيم جنين وتهديدات نتنياهو لن ترهبنا

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

لم تعرف عائلة المواطن حمد في مخيم جنين، طعم النوم على مدار ساعات طويلة، لشدة الخوف والقلق، من انفجارات الصواريخ التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال العدوان الإسرائيلي على المخيم، لكن سرعان، ما وصل القصف لمنزلها الواقع في حي السكة، وتناثرت شظايا زجاج النوافذ فوق رؤوس أطفال العائلة، التي هربت للطابق السفلي من المنزل، وسرعان ما سقط صاروخ ثاني اخترق جدران الحمام، لتعيش العائلة ساعات من الرعب قبل أن تتمكن طواقم الإسعاف من إنقاذها وإخراجها من المنزل لمشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي بالمدينة.


بغضب وسخط، تروي المواطنة بسمة صبيح لـ"القدس" دوت كوم، أن القصف الإسرائيلي للمخيم بدأ حوالي الساعة الواحدة من فجر 4-7، بإطلاق 4 صواريخ، ورغم بعد المسافة بين المنزل وموقع القصف، اهتزت المنازل، ونهض الناس في حالة رعب وهلع.


وتقول: "فور سماعات الانفجارات، علمنا أن قوات الاحتلال بدأت بالهجوم وتتالت صوت الانفجارات والرصاص، فأحضر زوجي أطفالنا من غرفتهم لغرفة النوم الرئيسية، لضمان سلامتهم وليكونوا بعيدين عن صوت الانفجارات".


وتضيف: "جلست أصلي وأتضرع لرب العالمين ليحمي المخيم، وفجأة هز انفجار كبير منزلنا، وانفجر زجاج النافذة الرئيسية فوق رؤوسنا، وتناثر الزجاج فوقنا وعلى فراشنا، فحملنا أطفالنا الذين نهضوا مذعورين، وهربنا للطابق الأرضي مع حماتي التي تعيش فيه".


وتكمل: "تبين لنا أن صاروخ إسرائيلي أصاب جدار المنزل المجاور لنا مباشرة، وهز منزلنا ودمر النوافذ وتناثرت شظاياه حتى وصلت إلينا، وشكرنا رب العالمين، لأنه أنقذنا وكتب لنا حياة جديدة".


اختبأت العائلة، في غرفة داخلية، بعيدة قدر الإمكان، بحثاً عن الأمان، ولتلافي أي قصف أو أحداث مفاجأة، فطوال الوقت كما تقول صبيح: "كنا نسمع حركة الدوريات والجرافات الإسرائيلية حول المنطقة ومنزلنا كونه قريب من الشارع الرئيسي الذي كان هدفاً للاحتلال، واكتشفنا بعد الانسحاب أن الجرافات دمرته بالكامل ضمن خطة الاحتلال لتدمير البنية التحتية بشكل كامل".


وتضيف: "منذ اللحظات الأولى أصبحنا نعيش في ظلام دامس بعدما دمر الاحتلال شبكات الكهرباء والمياه والاتصالات، مما سبب انقطاعنا عن العالم، فمع انقطاع الإنترنت والتشويش الإسرائيلي، لم نعد نعلم بما يدور حولنا من أحداث، مما زاد من قلقنا وتوترنا".


خلال ذلك، فوجئت العائلة، بصوت انفجار ثاني هز المنزل، وتطاير زجاجه ومحتوياته، وتقول صبيح: "كنا نجلس في غرفة داخلية، وفجأة أطلقت الطائرات الصاروخ الثاني، ووقع في الحمام، مما أدى لإحداث ثغرة في جدار الحمام، انتشر الدخان وتحطم الزجاج وجدران الباطون، فهربنا نحو غرفة صغيرة تحت المنزل".


وتضيف: "شقيقة زوجي، تعيش بمنزل مجاور لنا، وعندما سقط الصاروخ الثاني، هربت مع أطفالها نحونا، واضطرنا لكسر نافذة بين المنزلين وإدخالها وأطفالها لمنزلنا ونحن في حالة رعب، بعدما وقع الانفجار قربنا".


وتكمل: "احتمينا داخل الغرفة الصغيرة بانتظار انتهاء الأحداث، لكن حوصرنا 24 ساعة، ولم يتوقف القصف، مما أثر على حماتي التي تعاني من الضغط والسكري وتعبت كثيراً حتى كادت تصاب بالإغماء".


وتتابع: " بناتي، أصبحن في حالة نفسية سيئة، فلم يتمكن من النوم طوال الوقت، وكلما حاولت التخفيف عنهن، تكررت الانفجارات، وأصبحن يشتكين من السخونة ومغص شديد من شدة الخوف".


بحزن وألم، تقول صبيح: "لا توجد كلمات تصف حالتنا ومشاعرنا في تلك اللحظة، لم نكن نتوقع كل هذا لم نعرف طعم النوم والراحة، وكنا نضغط على أطفالنا حتى يتوقفوا عن البكاء والصراخ حتى لا يسمعنا الجنود وتتعرض حياتنا للخطر".


وتضيف: "بدأنا بطلب النجدة، والاتصال على الدفاع المدني والإسعاف لإنقاذ الصغار الذين تدهورت أوضاعهم النفسية، لكن لم يتمكنوا من الوصول إلينا في البداية بسبب إغلاق الاحتلال للمخيم، وعندما وصلت سيارات الإسعاف لمنزلنا، كنا في حالة مأساوية بعدما طلب الاحتلال من أهالي المخيم مغادرة منازلهم لقصفها".


ما زالت الطفلة زينب، تنهض من نومها تبكي وتصرخ من كوابيس الرعب التي عاشتها، وتقول والدتها: "لا ندري كيف سننقذ أطفالنا ونمسح من ذاكرتهم الصور المروعة لسقوط الصواريخ وتناثرها عليهم، وحصارنا الصعب، وحتى عندما صعدت وابنتي لسيارة الإسعاف، كانت الصور خلال خروجنا رهيبة، دمار وخرب وجيش في كل مكان".


وتضيف: "لم تستوعبنا سيارة الإسعاف جميعاً، ومن خرج من المنزل سار في الشوارع حافي القدمين، حتى وصلنا للمشفى الحكومي في حالة مأساوية، وكانت مشاعرنا سيئة ومؤلمة، وعشنا رهبة الموت في كل لحظة".


فور انسحاب قوات الاحتلال، عادت عائلة حمد لمنزلها في المخيم، وتقول بسمة: "رغم تهديدات نتنياهو بالعودة للمخيم، عدنا لمنازلنا، وأزلنا آثار القصف والتخريب، وبدأنا بالإعمار والأهم رعاية أطفالنا ومعالجتهم، فنحن لن نترك المخيم ومنازلنا، وإذا شعرنا بالخوف فهو لأجل أطفالنا وحياتهم، وصمود المقاومة وتحديها وإفشالها للعدوان، رفع معنوياتنا وإعطاءنا دفعة ورافعة جديدة للصمود".


وتضيف: "تهديدات بنيامين نتنياهو لن ترهبنا، ولن يتمكن من اركاعنا، عدنا وسنعمر كل ما دمره وسيكون أفضل وأجمل، وسنواصل حياتنا متمسكين بالحرية".

دلالات

شارك برأيك

بسمة صبيح: لن نترك مخيم جنين وتهديدات نتنياهو لن ترهبنا

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)