أقلام وأراء
الأربعاء 02 أغسطس 2023 10:45 صباحًا - بتوقيت القدس
العلمين... صورة.. ولجنة. ما الذي ميز لقاء العلمين عن مئات اللقاءات التي سبقته؟
في كل ما سبق.. كان المجتمعون يصدرون بيانا لحفظ ماء الوجه أو مجاملة للمضيف الذي لا يحب أن يُعلن الفشل على أرضه. أمّا في العلمين "المكان الذي حسمت فيه الحرب العالمية الثانية" فقد كانت نتيجة اللقاء أقل كثيراً، "صورة تذكارية"، تشبه صور مؤتمرات عدم الإنحياز. ولجنة تضم جميع من ظهروا في الصورة، وظيفتها البحث عن مكان جديد للقاء جديد.
كانت دوافع لقاء العلمين قوية بحجم موقعة جنين الأقوى، وكان الهدف المعلن منه كما ورد على لسان الرئيس عباس، "نظامٌ سياسي واحد، وسلاح واحد، وسلطة واحدة". ونظراً لاستحالة التفاهم على بند واحد من هذه البنود، جرى اللجوء إلى المخرج الدائم لتغطية الفشل، وهو إحالة الأمر إلى لجنة.
المعضلة التي أنتجها الإنقسام طويل الأمد، والمتحول عملياً إلى انفصال، كانت تدمير أرض الكفاح الفلسطيني، وهي الوحدة الوطنية، التي جرى الاستخفاف بها أولا من خلال مئات اللقاءات الفاشلة في أمر تحقيقها، وليس أخيراً بإحالة هذه المعضلة الكبرى، إلى لجنة كما لو أنها مكلفة بزيادة ساعات الكهرباء في غزة. قبل لقاء العلمين، قيل أن دعوة الأمناء العامين هدفها ليس إنهاء الانقسام كما أُعلن، بل تجديد الشرعيات المتقادمة والمتآكلة.. وإذا كان الأمر كذلك، فقد تمت تجربة تجديد الشرعية، في لقاءات مماثلة، ليس آخرها لقاء الفيديو كونفرنس بين بيروت ورام الله.
في ذلك اللقاء جلس الرئيس عباس على رأس الطاولة، وتبارى الذين كانوا كلما اختلفوا معه يطعنون في رئاسته، مستخدمين عبارة "المنتهية ولايته"، تباروا في كيل المديح لشرعيته، وكأنهم يستعيدون قول الحكيم جورج حبش لياسر عرفات، نختلف معك ولا نختلف عليك. ولمعرفتي بمغزى لغة الجسد لدى الرئيس عباس فلم يكن ليصدق ما يسمع. لأنه يعرف ما الذي سيقال وسيفعل في اليوم التالي، فكل الذين أدوا واجب الطاعة والولاء يحتفظون في الجيب الآخر بوثيقة الطعن والإدانة.
مثلما لم ينجح لقاء الفيديو كونفرنس في تجديد الشرعيات المتآكلة والمتقادمة، فلم ولن ينجح ألف لقاء على شاكلة لقاء العلمين في ذلك، وأقرأوا نتائج الاستطلاعات!!
وقيل أثناء تجهيز الحقائب للسفر، أن اللقاء الجديد، ومن خلال السبب المباشر الذي أدى إليه وهو مواجهة السلوك الإسرائيلي المتغول تجاه الشعب والقضية والأرض والحقوق. والذي تجاوز الخطوط الحمراء وعلى النحو الذي يجسد تحديا مصيريا، لذلك سنرى في العلمين حسما أكيدا.. إذ لم يعد في القوس منزع، ولا مناص من الوحدة الفورية لمواجهة الخطر الداهم.
قيل ذلك غير أن اللقاء الحاسم وبكل مرارة، تزامن مع تواصل اقتحامات الأقصى وجنين ونابلس، وتزامن مع تأكيدات قادة الاحتلال بأن بقاء السلطة مرهون بجهدها في توفير الأمن لإسرائيل، فإن فعلت ذلك في جنين قبل غيرها تبقى وإن لم تفعل فلكل حادث حديث. والسؤال المنطقي الذي يثور بعد صورة العلمين واللجنة الموعودة، هل ستتولى اللجنة مهمة ردع الإسرائيليين عن مواصلة تجاوزهم للخطوط الحمر؟ أم يتعين الانتظار حتى تتشكل وتجتمع وتقرر؟
هذا هو فعل اللجان، بل من أجل أن لا تفعل شيئا تتشكل!
فشل لقاء العلمين بأكثر مما توقع غلاة المتشائمين، ولم يسعد أحدا من متظاهري غزة، ومتذمري الضفة، أهل المنفى، بصورة "عدم الانحياز" التي تصدرت الصحف كرسالة إنجاز. لن يصدق أحد أن اقتسام الحكومة المقترحة "التكنوقراط" بين الفصائل، ستؤدي إلى الحماية الدولية المستعصية بالفيتو الأمريكي، ولن يصدق أحد أن اللجنة التي ستتشكل لإنجاز المهام الكبرى، ستختلف شكلا وموضوعا عن ألف لجنة شُكلت ولم تسفر عن شيء، ولن يصدق أحد أن الفصائل التي التقت في كل العواصم تبحث فعلا في القضية الوطنية، لأنها فعلاً تبحث في قضاياها الخاصة..
الفلسطينيون الذين لا يهتمون بلقاءات الفصائل، وحكاية المصالحة هم الأكثر واقعية في حياتنا، لأنهم يعرفون جيداً أن الطبقة السياسية الفلسطينية محكومة بعدة اجندات وارتباطات ولم تدع مكانا لهم، ولتطلعاتهم، ولا حتى لحلول معقولة لأبسط قضايا حياتهم اليومية. لهذ لم يكترث الناس لا باللقاء ولا بما تمخض عنه.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
الشتاء.. فصل من المعاناة في غزة
حديث القدس
أي شرق نريد؟
إياد البرغوثي
مجرما حرب
بهاء رحال
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الاحتلال؟
راسم عبيدات
بانتظار الجهد العربي والإسلامي
أحمد رفيق عوض
خطوة على طريق الانتصار
حمادة فراعنة
التربية والتراث.. قوة الانتماء في مواجهة التحديات
د. سارة محمد الشماس
سيادة العراق ولبنان في خندق واحد
كريستين حنا نصر
إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين
سري القدوة
حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال
د. دلال صائب عريقات
سموتريتش
بهاء رحال
مبادرة حمساوية
حمادة فراعنة
Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة
بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي
التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً
بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة
أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي
بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي
ويسألونك...؟
ابراهيم ملحم
الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية
منير الغول
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
أي شرق نريد؟
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
اللواء محمد الدعاجنة قائداً للحرس الرئاسي
ترمب يرشح طبيبة من أصل عربي لمنصب جراح عام الولايات المتحدة
"الجنائية" تتحرك أخيراً ضد الجُناة.. قِيَم العدالة في "ميزان العدالة"
الإمارات تكشف هوية المشتبه بهم بقتل الحاخام كوغان
الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
الأكثر قراءة
الحكومة الإسرائيلية توافق على قطع العلاقات مع صحيفة "هآرتس"
الفيتو في مجلس الأمن.. أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
زعيمة حركة استيطانية تدخل غزة بدون علم الجيش لإعادة الاستيطان
الفيتو في مجلس الأمن... أمريكا حارسة مرمى شباكه ممزقة!
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
نتنياهو و"الليكود" يتربصان بغالانت لفصله من الحزب وإجباره على التقاعد
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%52
%48
(مجموع المصوتين 106)
شارك برأيك
العلمين... صورة.. ولجنة. ما الذي ميز لقاء العلمين عن مئات اللقاءات التي سبقته؟