أطلقت جامعة النجاح الوطنية، اليوم الإثنين باكورة احتفالاتها بتخريج الفوج الثالث والأربعين من طلبتها، بحفل تكريم لأوائل الكليات والأقسام وطلبة كلية الشرف، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، وبحضور الأستاذ الدكتور محمود أبو مويس، وزير التعليم العالي والبحث العلمي ممثلاً عنه، وصبيح المصري، رئيس مجلس أمناء الجامعة، والأستاذ الدكتور رامي الحمد الله، نائب رئيس مجلس الأمناء، وأعضاء المجلس، والأستاذ الدكتور عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، ونواب رئيس الجامعة ومساعديه وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام والهيئات الإدارية في الجامعة.

وأُقيم الحفل في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد بحضور رسمي وشعبي من مختلف فئات المجتمع وقطاعاته وممثلي المؤسسات المختلفة وعدد من قادة الأجهزة الأمنية في المحافظة، والطلبة الأوائل وذويهم.

وفي كلمة ممثل الرئيس محمود عباس، ترحّم الوزير أبو مويس على شهداء فلسطين الذين استحقوا شهادات الشهادة، مباركاً باسم الرئيس ورئيس الوزراء د. محمد اشتية للجامعة وللخريجين وذويهم، متمنياً للخريجين التوفيق والنجاح في القادم من أيامهم، مُهدياً هذا النجاح لأرواح الشهداء وللأسرى والجرحى.

وأشاد وزير التعليم العالي بجامعة النجاح وتميّزها، قائلاً: "النجاح جامعة الحداثة والعصرية، والتقنية والبرامج الثنائية، وقد استطاعت مع مثيلاتها من الجامعات الفلسطينية رفع معدل الإقبال على التعليم المهني والتقني من 5% عام 2017 إلى 15% عام 2022".

وثمّن أبو مويس التميّز البحثي للجامعة كماً ونوعاً، مشيداً بحرصها على الرقمنة والتحوّل الرقمي والذكاء الصناعي، وتركيزها على الأولويات العالمية بما فيها تغيّر المُناخ، والوبائيات، والفضاء، والبيانات الضخمة مع الذكاء الصناعي، وكذلك حصولها على تصنيفات متقدمة، متطرقاً بالعموم إلى تميّز فلسطين في المجال البحثي، مستعرضاً إحصائية تُشير إلى نشر 14 ألف بحث لفلسطين في قواعد البيانات العالمية "سكوبس"و"سيماجو".

وأضاف الوزير مخاطباً الخريجين: "بعد أن حققتم الأمل اليوم تبدأ رحلة البحث عن العمل، فبادروا ونافسوا، وابدؤوا أعمالاً ومشاريع صغيرة، وطوِّروا أنفسكم بالمهارات والدورات والدراسات العليا، والله تعالى لا يُخيّب أبداً طالب علم وعمل".

وفي كلمته، رحب صبيح المصري، رئيس مجلس أمناء الجامعة بالحضور في رحاب جامعة النجاح، مباركاً للطلبة وأهاليهم فرحة التخرج، وقال: "يتجدد موسم الحصاد في الجامعة مع هذه الكوكبة الجديدة من الخريجين والخريجات في كل عام، وكلي فخر بأن أرى هذه الفرحة على وجوهكم ووجوه ذويكم".

وأضاف المصري: "إن جامعة النجاح الوطنية تمضي بالرقي يوماً بعد يوم، وتخرج أجيالاً عظيمة تحمل رسالة البناء في هذا الوطن الذي ينتظر سواعد أبناءه لقيادة التغيير، فالأوطان تبنى بسواعد شبابها الطموحة، فكونوا أيها الخريجون والخريجات عوناً لوطنكم، فأنتم اليوم تسدلون الستار على مرحلة هامة من مراحل حياتكم وتشرّعوا أمامكم فصولاً جديدة أنتم من سوف يكتب عناوينها وتفاصيلها، فكونوا على قدر المسؤولية لا تثنيكم التحديات والصعوبات عن بلوغ غاياتكم وتحقيق أحلامكم."

وختم المصري كلمته بشكر العاملين في الجامعة كافة على جهودهم في إرساء قواعد الجامعة والنهوض بها لتكون ضمن أفضل جامعات العالم تقدماً وعلماً.

وألقى الأستاذ الدكتور عبد الناصر زيد، رئيس الجامعة، كلمةً رحب فيها بالحضور من الأهالي والخريجين والضيوف، معرباً عن سعادته وفرحته بهذه الكوكبة الجديدة من خريجي الفوج الثالث والأربعين الذين حصلوا على شهاداتهم العلمية ليكونوا بناةً للوطن وحماةً للمستقبل.

ووجه التحية والتقدير إلى الرئيس محمود عباس، راعي احتفالات الخريجين لهذا العام، وراعي مسيرة الوطن، وإلى مجلس أمناء الجامعة الذين يعملون دائماً على تقدّم الجامعة، ويسهرون من أجل استقرارها وازدهارها بكل حكمة واقتدار، وشكر أعضاء الهيئتين التّدريسية والإدارية في الجامعة، على جهودهم في تحقيق أهداف الجامعة ورسالتها رغم التحديات، ولكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل المَهيب.

وتحدث عن الإنجازات الأخيرة التي حققتها جامعة النجاح لتبقى في طليعة جامعاتِ الوطنِ العربيِّ، ومقدمة جامعات العالم أيضاً في التصنيفات العالمية المعروفة، وأشار إلى البرامج الأكاديمية الجديدة والعصرية التي استحدثتها الجامعة مؤخراً، مما يبرهن قدرتها على التحدي والبقاء والصمود، والتميز.

واختتم كلمته بالتهنئة والمباركة إلى الطلبة المتميزين ولذويهم، وأضاف: "بينما ترتدون زيّ التخرّج، تذكّروا دائماً زيَّ الرحمة، والنزاهة، والعدل، والتحدي، فكونوا جريئين في مساعيكم مؤمنين في مواجهة الشدائد، ثابتين في قراراتكم".

وجرى خلال الحفل تكريم أوائل الجامعة، الطالبة خولة كمال شعبلو الأولى على الكليات العلمية من كلية الطب وعلوم الصحة بمعدل 4.00/4.00، والطالبة طيف نادر حنون الأولى على الكليات الإنسانية من كلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بمعدل 3.99/4.00.

وألقت الطالبة خولة شعبلو كلمة أوائل الجامعة أهدت فيها نجاحها للوطن الجريحِ وللشهداء وذويهم وباركت فيها لزميلاتها وزملائها، وقالت فيها: "أقف أمام هذه الوجوه النّيرة، والكوكبة المبدعة، لأمثل كل مكرَّم ومكرَّمة في هذا الحفل البهيج، من تحملوا الصعاب وتخطوا العثرات من أجل أن يصيروا تعبهم مجدا ينتفع به، وإن أفضل أثرٍ تتركه الأجيال للأجيال هو العلم، وإن شعبنا الفلسطيني الصامد خير مثال على التحدي والإصرار، فرغم كل ما يعانيه من حصار وويلات وصعوبات إلا أنه يسير ثابتاً نحو العلم والمجد".

واختتمت كلمتها بشكر الجامعة على ما تبذله لتخرج جيلاً مهيّئاً لخوض غمار الحياة بصعوباتها وعقباتها، وطاقمها التعليمي ووجهت شكراً خاصاً لعائلتها.

ومع نهاية حفل التخريج جرى توزيع الشهادات وتكريم الطلبة الأوائل على الجامعة وأوائل الكليات والأقسام وطلبة كلية الشرف.

هذا وتخلل الحفل فقرة موسيقية من أداء جوقة عمادة شؤون الطلبة، وعرض فيديو عن الحياة الجامعية.