كشفت مصادر المقاومة في مخيم جنين، أن مجموعاتها المقاتلة، أفشلت أهداف العدوان الإسرائيلي وكبدت الاحتلال خسائر فادحة، ووجهت له ضربة قوية خلال كافة المعارك التي خاضتها على مدار يومين، نافية اغتيال أو إعتقال أي عناصر المقاومة، مؤكدةً جاهزيتها الكاملة للتصدي والمواجهة في ظل التهديدات بالعودة لجنين.

وفي تصريح لـ "القدس" دوت، أوضح أبو محمد من عناصر المقاومة، أن تشكيلات المقاومة بدأت بالتحضير والاستعداد منذ إعلان الاحتلال قبل فترة، التحضير لحملة سور واقي ثانية في جنين والمخيم، وقد حرصت على التجهيز وتطوير قدراتها وامكانياتها وترتيب الخطط العسكرية المناسبة لخوض القتال وتكبيد الاحتلال خسائر حقيقية، كما حدث عندما نفذ عمليته قبل أسبوعين، حيث تمكنت المقاومة من تفجير عبوات ناسفة مطورة، أدت لاعطاب 7 آليات وايقاع إصابات في صفوف جنود الاحتلال.

وأضاف: "كافة المؤشرات وتحركات الاحتلال الميدانية، كانت تؤكد أن هناك عدوان وهجمة وشيكة، لذلك بدأت المقاومة بترتيب صفوفها وأوضاعها، واتخاذ تدابير واجراءات احتياطية ولوجستية، وعندما شن الاحتلال العدوان بالقصف، كنا في كامل الجاهزية".

وذكر المقاوم أبو محمد، أن تكتيك المقاومة وتوزيع المجموعات وتقسيم المخيم، وتحصين المداخل والأزقة والشوارع ومساعدة ودعم أهالي المخيم الذين رفضوا الخروج وساندوا المقاومة، اضافة للوحدة المتينة والراسخة، ساهمت في افشال الهجوم الشرس الذي حشد فيه الاحتلال قواته المختارة معززة بألف جندي،  وقال "كل الحملة الاعلامية التي رافقت العدوان، ومحاولات الاحتلال لاثارة الهلع والخوف، تحطمت على صخرة الصلابة والوحدة وروح الايمان والقناعة بقدرتنا على المواجهة والتصدي حتى رغم القصف والتدمير".

وتحدى المقاوم أبو علي، الاحتلال أن يثبت نجاح حملته، وقال "واجهنا الاحتلال بقوة وعزيمة وصلابة .. المجموعات أتقنت فن الهجوم والانسحاب والمراوغة، وخداع الاحتلال وايقاعه بالكمائن، فجنوده لم تطأ أقدامهم أرض المخيم حتى في ظل الطائرات المسيرة والحربية .. المقاومة قاتلت وتصدت للاحتلال في كافة المواقع، ولم تتراجع في كافة المواجهات، واستمرت المعارك على مداخل حي الدمج 12 ساعة وفشلت في اقتحامه،وقوات الاحتلال حاول فرض حصار على المقاومة من خلال فتح ثغرات في المنازل ومحاولة اقتحام الحي وقصف المنازل والمساجد، لكنها فشلت، وانسحبت وهي تجر أذيال الخيبة".

وبين أن المقاومة بكافة تشكيلاتها أوقعت جنود الاحتلال في عدة كمائن وحاصرتهم بالقنابل المصنعة محلياً والتي تعتبر من أهم وسائل المقاومة والتصدي للاحتلال الذي حوصر جنوده داخل الدوريات ولم يتمكنوا من التقدم نحو ساحات المواجهة رغم غطاء الطائرات وقصفها، ونصب فرق القناصة، وقد اعترف الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخر.

وذكر أن المقاومة فاجأت الاحتلال بالكمائن والمواجهات العنيفة رغم عمليات القصف وتحليق أكثر من 10 طائرات مسيرة في جنين، وقال "الاحتلال انسحب ولم ينجز أي من اهدافه في العملية، وفي كل اقتحام سيجد المقاومة بالمرصاد وقادرة على افشال تكتياته".

في نفس الوقت، نفت مصادر المقاومة اعتقال عناصرها، ودحضت مزاعم الاحتلال حول نجاحه باعتقال 120 مطلوباً، وقالت "جميع الذين اعتقلوا هم من المدنيين كانوا يتواجدون بمنازلهم بشكل طبيعي، لكن فشل الاحتلال دفعه لترويج هذه الأخبار المفبركة لخداع الرأي العام الإسرائيلي، وتلافياً لأي فضائح، بعد يومين من الاقتحام واستخدام وحداته المختارة، موضحةً أن الاحتلال أفرج عن عدد ممن سماهم مطلوبين بعد ساعات من الاعتقال.

وأكدت أسر المعتقلين ذلك، وقال المواطن جمال حسن لـ "القدس"، كنت أتواجد وأسرتي في منزلنا حتى اقتحمه الجنود، واعتقلوني وأبنائي الثلاثة، وهم غير مطلوبين، ونقلونا لمركز تحقيق غرب جنين، وبعد استجوابنا أفرجوا عنا".