فلسطين
الأحد 25 يونيو 2023 8:34 مساءً - بتوقيت القدس
العيد مثقل بالأحزان في حياة عائلة الأسير عامر مقبل
جنين "القدس" دوت كوم- علي سمودي
كلما حل عيد الأضحى المبارك، تزداد أحزان الوالدة الستينية أم أحمد، على غياب نجلها الأسير عامر عبد الرحمن مقبل، خلف قضبان سجون الاحتلال الذي سرق فرحة العائلة بحريته وزواجه وطفله البكر، بعدما تحرر في صفقة "وفاء الأحرار"، بإعادة اعتقاله وزجه في غياهب السجون لقضاء ما تبقى من محكوميته الأولى.
وكعادتها، استقبل الوالدة أم أحمد العيد بالدموع، وتقول: "رغم فرحتنا بهذه المناسبة الدينية، فلإن البكاء سيد الموقف طوال أيام العيد، فهي صعبة جداً، ونحاول بصبرنا والإيمان بالله، أن نتحمل ظلم الاحتلال وعقابه المستمر لنا منذ سنوات".
وتضيف: "عندما تحرر عامر، عادت الأفراح لحياتنا وشعرنا بسعادة كبيرة ومعاني شهر التكافل والتراحم بوجود عامر وكافة أبنائي حولي، كان للعيد نكهة جميلة وخاصة بوجوده معنا لأول مرة منذ سنوات".
وتكمل: "لكن الاحتلال نغص علينا بألم أكبر وأقسى بعد إعادة اعتقاله، لنتجرع صنوف الحسرة والمرارة، وألمي اليوم أكبر لغيابه مجدداً، ونتضرع لرب العالمين أن نفرح بحريته مجدداً، ويعود لأحضاني ولزوجته وأطفاله خاصة طفلته التي ولدت من نطفة مهربة، ليحتضهن جميعاً بعدما حرمهم الاحتلال من وجود والدهم لجانبهم في كافة اللحظات".
في مخيم نور شمس في محافظة طولكرم، ولد ونشأ وعاش وتعلمه بمدارس وكالة الغوث حتى أنهى المرحلة الإعدادية، وتضيف والدته: "على مقاعد الدراسة، قاد المسيرات وشارك في المواجهات ومقاومة الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، فاعتقل في المرة الأولى وهو بسن 16 عاماً خلال عام 2002".
وتضيف: "بعد رحلة معاناة وعذاب، حوكم بالسجن الفعلي 21 عاماً، لكنه تجربة الأسر لم تنال من عزيمته وروح الوطنية، فصمد وخاض مع الأسرى معارك الحرية والصمود حتى تحرر بعدما قضى 8 سنوات في صفقة وفاء الأحرار".
عمت الأفراح في منزل العائلة بعودة أسيرها عامر، لتتوج مشاعر الغبطة والسعادة بزفافه في مهرجان وعرس وطني كبير بتاريخ 24/11/ 2012، وتقول والدته: "حرص عامر على تأسيس حياة جديدة وبناء أسرة جميلة، وكرمنا رب العالمين بطفلنا البكر عمر، وما زلت أتذكر فرحة عامر واحتفاله بهذه المناسبة الأجمل حتى نغصها الاحتلال علينا".
وتضيف: "بعد ثمانية شهور من ولادة عمر، اقتحم الاحتلال منزلنا، وفوجئنا بانتزاع زوجي من بيننا رغم التزامه ببنود الإفراج، ولم يقوم بأي مخالفة ويكرس حياته لأسرته وطفله".
وتكمل: "منعوه من وداعنا وحرموه احتضان طفلنا، وشعرت أنهم يعتقلوننا معه، فلم أصدق أنهم سيعيدونه لدوامة السجن وكوابيسه، توقعت أن هناك خطأ، لكنهم نقلوه فوراً لسجن مجدو ورفضوا إطلاق سراحه".
فشلت كافة الجهود والتحركات في إطلاق سراح عامر الذي اعتقل ضمن حملة إسرائيلية استهدفت محرري صفقة وفاء الأحرار، وتقول: "توجهنا لرعاة الصفقة للتدخل وإلزام الاحتلال بإطلاق سراحه، فلا يوجد أي مبرر لإعادة اعتقاله، لكن واجهنا صدمة جديدة، عرضه على المحكمة ومطالبة النيابة بإعادته للسجن لقضاء حكمه الأصلي 21 عاماً".
وتضيف: "خضعت المحكمة لضغوط المخابرات، ووافقت على إعادته للسجن، وعشنا لحظات ألم قاسية وحزن لا ينسى، فالاحتلال يترصدنا حتى في أفراحنا حتى لا نعيش حياة طبيعية، ولم نكد نفرح بطفلنا عمر حتى فرقوه عن ولده".
رغم حزنه، أكمل الأسير عامر حياته الطبيعية خلف القضبان، ولحبه للحياة والأبناء، أهدى زوجته ووالدته وعائلته، سفير الحرية الأول علي الذي أبصر النور من نطفة مهربة، وتقول والدته: "فرحنا كثيراً عندما علمنا بقرار عامر تحدي الاحتلال وسجونه بإنجاب الأطفال، ورغم ألم الفراق، احتفلنا بولادة طفله الثاني الذي نتحدث أمامه دوماً عن والده ليقترب منه ويتعرف عليه ويقبله ويحبه كشقيقه البكر عمر الذي لم يتأخر عن زيارته يوماً".
وتكمل زوجته: "كرمنا رب العالمين بتاريخ 28-3-2021، بولادة طفلتنا الثانية سارة من نطفة مهربة، ورغم القضبان وبعد المسافات، شعرت بوجود زوجي لجانبي معنا، وكانت فرحتنا كبيرة رغم كونها منقوصة لأنها جاءت للدنيا ووالدها خلف القضبان، ولم يرى ملامح وجهها ويكبر في أذنها".
يعاني الأسير من أوجاع في المعدة وألم مستمر في المفاصل والظهر، ورغم ذلك، تهمل إدارة السجون علاجه، ولكنه استطاع اكمال دراسته بنجاح، وتمكن من حفظ القرآن الكريم كامل غيباً، كما حصل على شهادة السند في "القراءات السبع"، وتعلم اللغة العبرية ويحرص على المطالعة بشكل مستمر.
ورغم معاناتها من أمراض مزمنة عديدة، واظبت الوالدة أم أحمد على زيارة عامر، وتضيف: "طوال السنوات الماضية، لم نفرح في جميع المناسبات حتى عندما تزوج أخواته وشقيقته، ولدينا اليوم 18 حفيداً ممنوعين أمنياً، ولا يعرفهم عمهم وخالهم إلا عن طريق الصور".
وتكمل: "نصلي لرب العالمين ليكون عيده الأخير بعيداً عنا".
دلالات
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
العيد مثقل بالأحزان في حياة عائلة الأسير عامر مقبل