أقلام وأراء
الإثنين 05 يونيو 2023 10:02 صباحًا - بتوقيت القدس
مناورات "اللكمة القاضية" تكشف استراتيجية الهجوم الجديدة للاحتلال
في ظل حالة شبة اجماع للمحللين السياسيين والعسكريين والمراقبين والتقدير بان دولة الاحتلال قد تقدم على توجيه ضربة استباقية ما لاي من الجبهات الساخنة التي تشكل تحديات تقلق المنظومات الأمنية والعسكرية في إسرائيل معاً, تلقت دولة الاحتلال لكمة موجعة على الحدود مع مصر , الجبهة الباردة والتي لم يكن يتوقع احد ان تسخن يوما من الأيام ما اكد حالة التشكيك العامة في قدرة جيش الاحتلال على القتال على اكثر من جبهة في آن واحد صحيحة ، الواضح ان دولة الاحتلال لم تكن تحسب حساب لمثل هذا الحدث الذي ينذر بإمكانية تفجر جبهة جديدة في حالة تفجرت مواجهة شاملة , لذا فان دولة الاحتلال باتت تتخذ كافة التدابير اللازمة لتفادي انفجار المشهد بشكل كبير وخروجه عن السيطرة والوصول لحرب شاملة على اكثر من جبهة دون ان تكون مستعدة لذلك , كل حدث في وقت كانت انظار الجميع تذهب للحدث الكبير الذي اعقب جولة من التصريحات الساخنة للقادة العسكريين والسياسيين بقرب ضربة استباقية ما لاحد الجبهات او جبهتين وهو المناورات الكبيرة التي يجريها جيش الاحتلال تحت مسمي " اللكمة القاضية " وانشغال العديد من المراقبين بقراءة اهدافها غير المعلنة.
هذا الحدث من شانه ان يدفع دولة الاحتلال الى تحديث اهداف المناورات الحالية لرفع جهوزية الجيش وتشكيلاته الجوية والبرية والبحرية على كافة الجبهات حتى جبهة الحدود مع مصر، ووضع جميع الأجهزة الاستخبارية والسيبرانية في حالة نشطة للمعلومات الاستخبارية التي يتم البناء عليها لتحديث بنوك الأهداف ومواجهة اي متغيرات قد تطرأ على أي جبهة من الجبهات. وتجري هذه المناورات بتشكيلات متعددة لتمرين طويل تختبر فيه قدرة كافة الوحدات بالقتال على أكثر من جبهة في آن واحد وأطلق اسم " اللكمة القاضية" عليها في إشارة الىفي تطوير القدرات العسكرية، ان الاحتلال يخطط لتوجيه لكمة موجعة للمقاومة الفلسطينية او اللبنانية او حتى إيران وفي تقديره ان هذه اللكمة هي بمستوي ضربة استباقية فقط ,أي قد لا تكون قاضية، فقط ليتخلص من بعض القادة الذي ساهموا في تطوير القدرات العسكرية لان تشكل هذه الجبهات مجتمعة تعتبر تحديات مقلقة للاحتلال وتساهم هذه الضربات بالمقابل في شل قدرة تلك الجبهات على الاستمرار بالمواجهة لسنوات.
لم يطلق الاحتلال على المناورات اسم "الضربة القاضية" لأنه يدرك انه لا يستطع توجيه ضربة قاضية لاي من تلك الجبهات ولا حتى القضاء على إمكانية وحدتها بضربة واحدة، وهنا نستطع ان نستخلص معلومة مهمة ان الاحتلال يتدرب على "استراتيجية اللكمات" القوية الموجهة لفصائل المقاومة الفلسطينية او اللبنانية على السواء او حتى إيران كاستراتيجية للقضاء على الرؤوس التي تشكل تهديد ما له والتي تدعم وتحرض على مقاومه أي جبهة كانت. تعتبر هذه الاستراتيجية من استراتيجيات الهجوم الجديدة للاحتلال بالتركيز على "ضرب على الرؤوس" من خلال سياسة الاغتيالات وتصفية الحسابات مع رجال المقاومة الفلسطينية من الصف الأول، لم يتخل الاحتلال عن هذه السياسة يوما من الأيام خلال مواجهته المقاومة الفلسطينية بكافة اشكالها ومراحلها منذ انطلاق الثورة مروراُ بالانتفاضة الاولي والثانية او الحالية التي توسعت فيها دائرة الاشتباك مع قواته ما ارق المحتل وجعل حالة الهدوء المطلوبة مستحيلة دون اثمان كبيرة وفي ذات الوقت خلق تحديات أكبر ادت الى تضرر ملموس في منظومة الردع التي يتباهى بها الاحتلال.
تقديرات قادة الاحتلال وخبراؤه الأمنيين والعسكريين والاستراتيجيين ان هذه الاستراتيجية من شأنها ان تفجر مواجهة كل مرة تطال فيها قوات الاحتلال رؤوس المقاومة فما باكم في اقدام الاحتلال على اغتيال عدد من قيادات المقاومة على أكثر من جبهة حسب ما نفترض، فان عمل كهذا من شانه ان يؤدي لجولة قتال أوسع من الجولات القصيرة التي يخوضها الاحتلال مع غزة لوحدها او مع فصيل ما من فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة كالتي حدثت مؤخرا بين دولة الاحتلال والجهاد الإسلامي بعد اغتيال ثلاث قادة من سرايا القدس مع عائلاتهم. لهذا لجأ الاحتلال الى هذه المناورة التي تحاكي سيناريوهات محتملة تتثمل برد المقاومة على أي من اللكمات التي قد توجه لرجالها , لذلك نلاحظ ان هذه المناورة اليوم تعد المناورة الأطول والأوسع منذ سنوات تتدرب فيها قوات الاحتلال على مواجهة التحديات والاحداث المتفجرة على عدة ساحات في وقت واحد وبالطبع لا يقتصر التدريب على الوحدات القتالية فقط وانما تدريب يشمل قيادة الاركان الشمالية والوسطى والجنوبية ,وأوضحت مصادر في قوات الاحتلال ببيانات مختلفة انه سيتم اختبار قدرة الجيش على الاستعداد لمعركة طويلة قد تتطور لمعركة استنزاف على عدة جبهات ولا يستثني منها الجبهة الإيرانية ,لذلك فان التدريب تضمن مشاركة القوات النظامية والاحتياط وجميع القيادات والأسلحة والألوية وسيتم اختبار قدرة الجيش الإسرائيلي على الاستعداد لمعركة طويلة على عدة ساحات, وستشارك في التدريبات قوات الجيش النظامية والاحتياطية من جميع القيادات والأسلحة والألوية".
ان توقيت هذه المناورة يأتي بالتزامن مع حالة عدم رضا على السياسة الداخلية او الخارجية للائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو، وتأتي في وقت توجه فيه العديد من الاتهامات لهذه الحكومة بالإخفاق في ترمم منظومة الردع لقوات الجيش والفشل في استعادة الهدوء الطويل على جبهتي غزة والضفة بالتزامن، وفي وقت اجرى فيه حزب الله اللبناني مناورة عسكرية بالذخيرة الحية بالقرب من الحدود الشمالية للاحتلال شاركت فيها لأول مرة النخبة من القوات الخاصة " قوات الرضوان" . هذا استدعى مناورة مقابلة لجيش الاحتلال لإرسال رسائل في اتجاهين الأول للجبهة الداخلية والمعارضة بان قوات الجيش تفتح عيونها جيداً على أي تهديد على أي من الجبهات وهي تستعد لاي سيناريوهات محتملة بالمستقبل وان إسرائيل الان تواجه تحديات جسام ما يستدعي من الجميع الالتفاف حول حكومتها بقيادة نتنياهو والائتلاف اليميني، والرسالة الثانية لحزب الله بان إسرائيل لن تسمح بان تجري مناورة على حدودها دون رسالة بالغة السخونة للحزب ترد فيها إسرائيل على رسالة حزب الله بنفس الأسلوب والمحتوى وصفحات متعددة.
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
مناورات "اللكمة القاضية" تكشف استراتيجية الهجوم الجديدة للاحتلال