Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الثّلاثاء 09 مايو 2023 10:55 صباحًا - بتوقيت القدس

زيارة رئيسي لسوريا دلالات وأهداف

رغم كل العواصف السياسية والأمنية التي هبت على المنطقة، وتدمير دول واختفاء ورحيل قيادات،بقي التحالف السوري- الإيراني ثابتاً ولم يتغير ...والعلاقات السورية- الإيرانية ،نمت وتطورت في سياق تاريخي من بعد انتصار الثورة الخمينية عام 1979، ولم تهتز تلك العلاقة في ظل الحرب العراقية- الإيرانية 1980 -1988،والتي دفعت بها أمريكا ودول الخليج العراق للحرب مع ايران، من أجل اضعاف قدرات البلدين العسكرية واهدار طاقاتهما وثرواتهما،وتفكيك جغرافيتهما على اسس مذهبية وعرقية ،فالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،كان له رؤيا حول اسباب ومسببات واهداف تلك الحرب، مختلفة عن رؤية الكثير من دول النظام الرسمي العربي، التي وقفت الى جانب بغداد في تلك الحرب،حرب قادت في النهاية الى غزو أمريكي للعراق وإحتلاله عام 2003 م، بعد توريطه في غزو الكويت....العلاقات السورية - الإيرانية ،تجاوزت العلاقات التقليدية بين أي دولتين صديقتين، علاقات سياسية واقتصادية وثقافية وإجتماعية،يعبر عنها بإتفاقيات في تلك المجالات، لكي ترتقي الى علاقات المصير الواحد في سياق استراتيجي،بحيث تقف الدولتان الى جانب بعضهما في حال التعرض لهجوم او عدوان خارجي...سوريا وقفت الى جانب طهران في حرب ال 8 سنوات،وايران وقفت الى جانب سوريا في العشرية السوداء التي ضربت سوريا في عام 2011،وفي أكبر حرب عدوانية كونية استهدفتها من قبل أمريكا ودول الغرب الإستعماري ودولة الكيان،ومروحة واسعة من الحلفاء عرب واتراك وأدوات تنفيذية إرهابية وداعشية،محلية وأخرى من نفس المنتج، جرى جلبها من كل اًصقاع الدنيا...من أجل تدمير سوريا وهويتها الوطنية وإنتمائها العروبي القومي وتفكيكها جغرافياً،واضعاف جيشها والسلطة المركزية ،وبما يسمح بتمدد المشروع الأمريكي للهيمنة على كامل منطقة الشرق الأوسط،وبما يفرز دولة الكيان،كدولة قائد للمشروع في المنطقة،ترتبط معها الكيانات العربية الناشئة، بعد فك وتركيب الجغرافيا العربية بأحلاف أمنية....ايران وقفت الى جانب سوريا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ولوجستياً ودبلوماسياً،بل أبعد من ذلك تشاركت وتشابكت قواتها مع القوات السورية أمنياً وميدانياً وعسكرياً،بما مكن سوريا قيادة وجيشاً وشعباً من هزيمة هذا المشروع المتعدد القوى والأطراف والأهداف.

زيارة رئيسي لدمشق والتي جاءت،بعد ثلاثة عشر عاماً ،لأخر رئيس ايراني زار دمشق، أتت في ظل تغيرات وتطورات كبرى في المنطقة والإقليم والعالم، تصب في مصلحة محور المقاومة والتحالف الروسي الصيني الإيراني ،فالرهان على تمدد حلف "ابراهام" التطبيعي،لكي تنضم اليه السعودية ذات الثقل الإقتصادي والسياسي عربيا وإسلامياً تبدد،حيث ذهبت السعودية بمشاركة صينية للمصالحة مع ايران،وكذلك السعودية التي كانت رأس حربة في دعم ومساندة المشروع المعادي على سوريا،وجدنا انها إستدارت لكي تصبح عراب المصالحة مع سوريا سعودياً وعربياً،لقاءات سعودية سورية على مستوى وزراء الخارجية،وقمم تشاورية في جدة بحضور مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن،واخرى خماسية في عمان بمشاركة وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والعراق وسوريا،والهدف فتح الطريق امام عودة سوريا للجامعة العربية،وإنجاح القمة العربية في الرياض ال 19 من الشهر الحالي،وكذلك المصالحة السعودية – الإيرانية،سيكون لها تأثيرها في لحلحة العديد من الملفات المهمة للمنطقة ،بما تمتلكه طهران من تأثير على الملفات اليمنية واللبنانية والسورية،وكذلك فإيران شريك مع روسيا في السعي لتحقيق مصالحة سورية – تركية،تقوم على أساس الإنسحاب التركي من الأراضي السورية ورفع الغطاء عن الجماعات الإرهابية والداعشية في أدلب،وأيضاً اتت هذه الزيارة في ظل تراجع وانحسار الوجود والدور الأمريكي في المنطقة،وسعي طهران لتحقيق مصالحات بينية بين دولها، تستند الى توظيف طاقاتها وإمكانياتها لخدمة شعوبها.

الزيارة حملت أكثر من دلالة ومعنى واكثر من ملف،فالوفد الذي رافق الرئيس الإيراني في الزيارة ،لم يكن سياسياً فقط،بل اقتصادياً أيضاً،بما في ذلك خبراء في العديد من المجالات،بحيث نتج عن تلك الزيارة توقيع 15 مذكرة تعاون في مجالات الكهرباء والنفط والمعلوماتية والإتصالات والسكك الحديدية والزراعة وغيرها من الإتفاقيات في المجالات الأخرى،ناهيك عن أن الزيارة نتح عنها توقيع مذكرة تعاون استراتيجية لمدة طويلة تمتد لعشرين عاما او اكثر شبيهة بالتعاون الإستراتيجي بين طهران وكل من بكين وموسكو،وبحث إمكانية تشكيل مصرف سوري- ايراني مشترك ،وميناء تديره طهران متعلق بالنفط.

لا بد بأن زيارة رئيسي لسوريا،كانت محور قلق وإرباك وتوجس لدى دوائر صناع القرار في دولة الكيان من قادة سياسيين وعسكريين وامنيين،لما سيكون لها من نتائج وتداعيات امنية وسياسية وعسكرية على دولة الكيان،ولذلك جرى استقبال هذه الزيارة بتصعيد العدوان على سوريا،من خلال قصف جوي لمطار حلب،والنظر لهذه الزيارة،والتي تضمنت أيضاً اتفاقيات للتسليح وترسيخ الشراكة الأمنية،على انها اتت لكي ترسخ وحدة محور المقاومة ،والذي رأينا كيف جرى تفعيل ساحاته والرد بوحدة النار،في معركة العشر ساعات التي حدثت في 5/4/2023،عبر إطلاق الصواريخ من اكثر من جبهة على دولة الكيان، الجنوب اللبناني والأراضي السورية وقطاع غزة ،كرد على العدوان والإقتحامات المستمرة للأقصى من قبل الجماعات المتطرفة الصهيونية،بغرض فرض وقائع تكرس تقسيمه الزماني والمكاني وتوجد قدسية وحياة يهودية فيه عبر الإحلال الديني.

الرد من قبل دولة الكيان على هذا القصف الموحد،كان محدوداً،ونتنياهو الذي كان دوماً يتبجح ويقول، بأن الرد على ذلك سيكون قوياً وغير مسبوق،بحث عن ذرائع تبقي الرد في إطار محدود ومؤطر ومقيد،لكي لا يتورط في حرب على أكثر من ساحة،ولذلك نتنياهو الباحث عن استعادة الردع،وجد نفسه مردوعاً وملجوماً وفاقداً للمزيد من قوة الردع.

رئيسي الذي قال للرئيس الأسد بأن سوريا رغم كل الصعاب والعواصف انتصرت،وبأنه جاء للشام لكي يحتفلوا بنصر سوريا والمحور،شدد على ان سوريا بإمكانها ان تحول العقوبات الى فرص تحدي،كما حولت ايران الحصار الظالم الى فرص وتحدي،ولا بد من القول ان اللقاءات التي عقدها رئيسي في القصر الجمهوري مع العديد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية ،تأكيد على ان القضية الفلسطينية،هي قضية محورية ومركزية لطهران،وهي التي وقفت الى جانب فلسطين وقضيتها وشعبها ومقاومتها،من حيث دعم المقاومة الفلسطينية عسكرياً وتسليحياً وتطوير قدراتها وإمكانياتها ،ناهيك عن الدعم المالي والإقتصادي واللوجستي والسياسي،وطبعاً دعم المقاومة الفلسطينية،كان عبر شراكة مع سوريا.

اللقاء مع قادة فصائل المقاومة الفلسطينية وترسيخ الشراكة الأمنية مع دمشق ،وتزويدها بالسلاح النوعي،واللقاءات التي جمعت قبل ذلك وزير الخارجية الإيراني أمير اللهيان في بيروت مع زعيم حزب الله سماحة السيد نصر الله،والعديد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية،تؤكد بأن المرحلة القادمة ،لن تشهد فقط انتقال محور القدس من الجانب المفهومي النظري لمقولة وحدة الساحات الى الجانب العملي والتطبيقي، بل أن الرد على الغارات والإعتداءات الإسرائيلية على دمشق،ستاخذ منحى جديدا ،في إطار لجم وردع العدو عن عدوانه.

زيارة رئيسي لسوريا وما سيترتب عليها من دلالات ومعاني سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية ومشاركة ايرانية في ورشة الإعمار وتطوير البنى التحتية في سوريا،ما سيترتب عليها لاحقاً ليس كما قبل الزيارة،وكما قالت وسائل اعلام الكيان،زيارة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي لسوريا تأتي في توقيت مهم على المستوى الإقليمي.. ورسالته أننا انتصرنا وتحالفنا الاستراتيجي لا يمكن كسره.

دلالات

شارك برأيك

زيارة رئيسي لسوريا دلالات وأهداف

المزيد في أقلام وأراء

سيادة العراق ولبنان في خندق واحد

كريستين حنا نصر

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)