أقلام وأراء
الثّلاثاء 02 مايو 2023 12:18 مساءً - بتوقيت القدس
"اصابع" دولة الكيان و" الموساد" حاضرة في الأزمة السودانية
ما ان تحققت المصالحة الإيرانية - السعودية بشراكة صينية،والتي مهدت لكي تقترب الحرب على اليمن من نهايتها،وتحدث انفراجة في العلاقة بين اليمن والسعودية،حتى تفجر الصراع في السودان،والذي هو مرشح للتفاقم،بين جنرالات تتصارع على الزعامة والمصالح،وتنفذ مصالح وتخدم اجندات خارجية،البرهان قائد الجيش من جهة ونائبة محمد حمدان دقلو "حميدتي"،قائد ما يعرف بميليشا " التدخل السريع"، صراع تحركه أمريكا ودولة الكيان وبريطانيا،وتدخلات اقليمية اخرى، صراع لا ناقة ولا جمل فيه للشعب السوداني الطيب،الذي يدفع ثمن صراع هؤلاء من دمه وأرضه وخيراته وثرواته وامنه واستقراره ووحدة أرضه وجغرافيته،وتلك القوى المحركة للصراع،لها نفس الأهداف الإستعمارية،في استمرار اضعاف الأمة العربية وتدمير بلدانها وقتل وتشريد أبنائها ونهب خيراتها وثرواتها واحتجاز تطورها،هذه السياسة جرى تطبيقها في العراق وليبيا وسوريا ولبنان،ومن قبلها في الصومال،بتحويل هذه الدول الى دول فاشلة، تنهب خيراتها وثرواتها ،وتقف على رأس قيادتها، زعامات وقيادات فاسدة وخانعة وذليلة،ليس لها سيطرة على قرارها السياسي،وان تبقى في موقع الذيلية والتبعية للقوى الإستعمارية،وأرضها تستباح من قبل قوى العدوان، وإن كانت تلك السياسة قد فشلت في تحقيق اهدافها في سوريا عبر الحل العسكري،ولكنها سوريا ما زالت تخضع لحصار وعقوبات أمريكية واوروبية غربية اقتصادية ومالية ظالمة.
هذه السياسة الإستعمارية في السودان،بدأت بفصل جنوبه الغني بالنفط عن شماله، ولتبدأ الآن المرحلة الثانية ،بتفكيك السودان الى دويلات متناحرة على اساس عرقي ومناطقي،بعد قيامهم بحل الجيش المركزي وتشكيل ميلشيات متناحرة ..للوصول الى الفوضى والتقسيم.
اهتمام دولة الكيان بأوضاع السودان الداخلية وتركيبته السياسية،وسياساته الخارجية،لا ترجع فقط للسنوات الأخيرة،بل السودان محط انظار دولة الكيان واجهزته الأمنية منذ زمن بعيد،حيث السودان شكل خطا لوجستيا،لتهريب السلاح من ايران الى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة،وطائرات الكيان الحربية في تشرين أول/ عام 2012،قصفت مصنع اليرموك العسكري في العاصمة السودانية،وقالت بأن القصف استهدف شحنات اسلحة ايرانية متطورة ،قيل أنها تخص قوى المقاومة في قطاع غزة.
الخوف في دولة الكيان من أن الصراع المحتدم على السلطة بين أصدقائها، الجنرال البرهان الذي جرى توقيع اتفاق التطبيع معه،وحميدتي الذي جاء زاحفاً الى تل ابيب ورجل الموساد،قدم خدمات كبرى لدولة الكيان مباشرة وغير مباشرة، أن يطول الصراع،ويطيح بإتفاق التطبيع،الذي كان يسعى وزير خارجية دولة الكيان ايلي كوهين اثناء زيارته للسودان في شباط الماضي،أن يجري توقيعه قريباً في واشنطن،علماً بأن السودان قد التحقت بمسار التطبيع الذي شقت طريقه الإمارات العربية،وما عرف بالسلام "الإبراهيمي"،هذا المسار الذي بات يترنح ويتراجع ويضمُر،في ظل فشل ضم السعودية ذات الثقل السياسي والإقتصادي اليه،بعد مصالحتها مع ايران،ولعل التطبيع مع السودان،كان سيشكل تعويضاً عن الفشل في التطبيع مع السعودية.
دولة الكيان يهمها بقاء السودان ضعيفاً ومفككاً،حتى يسهل العمل فيه بحرية وفق مصالحها،ولكن الأكثر اهمية،خروج السودان كلياً من المسار والتحالف المعادي لها.
دولة الكيان تابعت وتتابع تطورات الأزمة في السودان،والصراع الدائر هناك،بشكل حثيث ،حتى ان وزير خارجيتها ايلي كوهين،بادر لدعوة "أشقائه" البرهان و"حميدتي" الى عقد لقاء بينهما في تل ابيب من أجل عقد تسوية بينهما، وإن كانت الزيارة لم تتم،والتي تمت بتنسيق أمريكي، ولكنها تعكس حالة من القلق لدى دولة الكيان،بأن تتطور الأزمة والصراع في السودان،بما يتعارض مع اهدافها ومصالحها ،وهي ترى أي كان الفائز في هذه الحرب،فهو يخدم مصلحتها واهدافها، فإضعاف السودان وتفكيكه يخدمها،لكي تمارس دورها بحرية في السودان،وهذا يعزز علاقاتها بأثيوبيا التي تقف ضد السودان.
التطبيع مع السودان مهم جداً لدولة الكيان،وله عدة أبعاد،فهو يشكل "كيا" للوعي العربي والإسلامي، بأن هذه الدولة التي احتضنت القمة العربية بعد هزيمة حزيران عام 1967،ونتج عنها ما يعرف باللاءات الثلاث " لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بدولة الكيان،ها هي يجري اختراقها وتطبع مع دولة الكيان،وتقيم معها العلاقات الدبلوماسية،وكذلك التطبيع مع السودان،سيمكن دولة الكيان من التمدد الى قلب القارة الأفريقية،وتطبيع العلاقات مع دولها،حيث أن هناك دولاً عربية وافريقية،تشكل حاجز صد أمام هذا التمدد،ففي قمة الإتحاد الأفريقي الأخيرة،نجحت الجزائر وجنوب افريقيا،بإلغاء القرار السابق لرئيس الإتحاد بمنح دولة الكيان عضوية مراقب في الإتحاد الأفريقي،وكذلك في ظل الأزمة السياسية المحتدمة في دولة الكيان،يشكل التطبيع رافعة اساسية لنتنياهو ،يقدمها كإنجاز لجمهور دولته،وأن أي اخفاق أو تأجيل أو تراجع للتطبيع مع السودان،من شأنه ان يمنع او يؤجل التمدد لدولة الكيان عربياً وأفريقياً،ولذلك تبدي "اسرائيل قلقها من ما يحدث في السودان،ويضاف الى ذلك بأن دولة الكيان قلقة من تزايد النفوذ الروسي الصيني الإيراني فيه، وبأن لا تقود الأزمة الى عودة السودان،لكي تصبح ممراً لوجستياً لنقل السلاح من طهران الى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة... والسودان من الناحية الإقتصادية،سوق اقتصادي جديد وكبير ،وموقعه الجيواستراتيجي يضع دولة الكيان على البحر الأحمر،وهذا مهم لها لمتابعة ومراقبة ايران ومحورها،وكشف مخططاتهم وأهدافهم،وخاصة بأن جزءا كبيرا من تجارتها وسفنها تستخدم هذا الممر المائي،كما ان هذا التطبيع يمكنها من إستهداف مصر دوراً وموقعاً وحضارة ونفوذاً إقليمياً، والضغط عليها وإبتزازها في أمنيها القومي والمائي،بعلاقاتها الإستراتيجية مع السودان واثيوبيا،وهي كذلك تريد التخلص من الهجرة غير الشرعية من السودانيين الى كيانها،والتي اوجدت أكثر من 150 الف مهاجر،يلعبون دوراً في التأثير على هوية الكيان،كدولة يهودية.
دولة الكيان من المهم جداً لها ان يؤول الصراع في السودان الى ما يخدم مصالحها،وهي تفضل ان يحسم الصراع نائب الرئيس محمد حمدان دقلو " حميدتي" ،قائد ما يعرف ب" التدخل السريع"،ويكفي ان نقرأ ونتفحص جيداً تصريح يوسف عزّت المُستشار السياسي لحميدتي لقناة "كان" الإسرائيليّة يقول فيه أقول" للشّعب الإسرائيلي" وحُكومته أن ما تتعرّض له الخرطوم، وقوّات "الدعم السريع"، هو هُجومٌ يشنّه الجيش، استغلّته العصابة الإسلاميّة الإرهابيّة"، ويُضيف "ما يتعرّض له السودان شبيه بما تعرّضت له إسرائيل آلاف المرّات من المجموعات الإرهابيّة مِثل "حماس" والمُنظّمات الأُخرى التي يعرفها "الشعب الإسرائيلي جيّدًا" .
دلالات
محمد قبل أكثر من سنة
اصلا من أتى بالبرهان غير الصهاينة كم لم تصلح العراق من بعد صدام فلن تصلح السودان بعد البشير وهدف الاعداء واحد ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
أطفال فلسطينيون تعرضوا للإعدام الميداني
الأكثر قراءة
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
"اصابع" دولة الكيان و" الموساد" حاضرة في الأزمة السودانية