أقلام وأراء

الجمعة 28 أبريل 2023 11:15 صباحًا - بتوقيت القدس

نتانياهو.. يحلم بالسعوديّة!!

يدرك "بيبي" كم للسعودية من تأثير على الرأي العامّ الإسرائيلي، بحيث يبدو ادّعاء أقلّ صلة معها مفيداً على صعيد تحسين الصورة، واستقطاب التأييد الشعبي، خصوصاً في الوقت الذي تراجعت فيه حظوظ "الساحر" في البقاء على قمّة السلطة لدورة جديدة.


منذ فوزه الأخير لم يتوقّف "بيبي" عن زفّ البشرى للناخبين والخصوم بأنّ العلاقة مع السعودية أضحت قاب قوسين أو أدنى من تحقّقها، وأنّ دخوله التاريخ من هذا الباب صار مضموناً!!

نتانياهو يعرف لكنه يتجاهل
لسوء حظّ "بيبي" أنّ في إسرائيل ذاتها من يكذّبه ويعتبر أنّه يضلّل نفسه، قبل الجمهور، ويحاول افتعال إنجاز لا أساس له في الواقع.


نتانياهو يعرف لكنّه يتجاهل أنّ للمملكة سياسة ذات صدقية عالية، ومعلَنة بكلّ وضوح، أساسها أن "لا علاقة رسمية وتطبيعية مع إسرائيل قبل استجابتها للمبادرة العربية للسلام". وهذا ما يعمل نتانياهو عكسه تماماً. ويعمل أيضاً على قلب قواعد اللعبة رأساً على عقب، منكِراً أساسيّة القضية الفلسطينية في العالم العربي، ومعطياً الأولويّة للتطبيع وتأسيس علاقات مع من لا علاقة لإسرائيل معهم وكأنّ القضية المركزية للعالم العربي تمّ دفنها وإلغاء حضورها، وما على العرب إلا الإقرار بانتهائها أو غرقها في محيط العلاقات الإسرائيلية المستجدّة في المنطقة.

يجد نتانياهو في إسرائيل من يسرد له حقائق الواقع المتناقضة تماماً مع طروحاته الدعائية، وخصوصاً حين يطرح نفسَه حاميَ حمى المنطقة من "التهديد الإيراني" متجاهلاً حقيقة أنّه أكثر احتياجاً إلى من يحميه ويحمي دولته من التهديد الماثل بقوّة في داخلها، ومن إنكاره للتهديد الدائم المتمثّل في مصادرة حقوق شعب يعدّ بالملايين ينتشر في الجسد الإسرائيلي ومن حوله. وهذا ما أشار إليه التقرير الاستراتيجي عن الأخطار الحقيقية التي تهدّد أمن إسرائيل الذي يضعه عادة جهاز حكومي، ونتانياهو وكلّ من يماثله لا يتجاهلون هذا التشخيص المعزَّز بالقرائن، بل يعملون عكسه.


ما يُحرج نتانياهو وكلّ الذين يستبعدون حلّ القضية الفلسطينية عن برامجهم وسياساتهم أنّ رزمة العلاقات المستجدّة، التي تحقّقت في المجالين العربي والإسلامي، لم تبعد القضية الفلسطينية عن مكانتها العميقة في العالمين العربي والإسلامي، ولم تقنع حتى الذين قاموا بها بأنّ إسرائيل مصدر حماية وطمأنينة لهم، وما حدث من ردّ فعل على موجة التعدّي على المسجد الأقصى في رمضان كان الدليل الأبلغ على ذلك.

عودة الاهتمام بالقضية الفلسطينية
ربّما تكون التطوّرات الإقليمية والدولية قلّلت من الاهتمام الملحّ بالقضية الفلسطينية بفعل ظهور قضايا أكثر إلحاحيّة، ومنها الحرب المشتعلة في أوروبا، إلّا أنّ فتور الاهتمام لن يستمرّ إلى الأبد، ولن يلغي قضيّة بعمق وفاعلية القضية الفلسطينية. وهذا ما يقوله الواقع وتؤكّده الأحداث، التي ما إن ينصرف الاهتمام بعيداً عن القضية الفلسطينية، حتى يعود إليها بقوّة أشدّ. أفلم تأتِ الإدارة الأميركية بكلّ أقطابها إلى القدس وعمّان ورام الله سعياً إلى تهدئة ولو مؤقّتة؟ ألم تصبح اقتحامات الأقصى من قبل شرطة بن غفير هي الشغل الشاغل للعالم كلّه، ولا نقول العالمين العربي والإسلامي فقط؟


ألم يكن خفض المشاركة في صلوات المسيحيين الفلسطينيين في كنيسة القيامة ومنع مسيحيّي غزّة من القدوم إليها الشغل الشاغل للعالم كلّه، الذي رأى على الشاشات كيف تبطل شرطة إسرائيل تباهي الدولة العبرية بتوفير حرّيّة العبادة لجميع الطوائف؟؟


إذا أراد نتانياهو ومن يماثله في إسرائيل أمناً واستقراراً، فلن يجدوه على بعد آلاف الأميال، بل سيجدونه حين يرضى الفلسطينيون عن حلّ عادل لقضيّتهم، وساعتئذٍ لن يكون حلم نتانياهو بإنشاء علاقات مع السعودية أضغاثاً كما هو الآن... هذا إذا بقي في مكانه حتى ذلك الوقت!!

دلالات

شارك برأيك

نتانياهو.. يحلم بالسعوديّة!!

بيت المقدس - فلسطين المحتلة 🇮🇱

نوار قبل حوالي سنة

حجيج اقطاب الادارة الى المنطقه بفضل نهوض المقاومه في جبهاتها المتعدده والمتكامله رغم الهجوم الاطلسي على روسيا في اوكرينيا،،،وفقط بفضل المقاومه تستخلص الحلول الوطنية!!! لا انتظار افاق السلام الموعود،،،،،

المزيد في أقلام وأراء

كابينيت الحرب يقرر مواصلة الحرب

حديث القدس

الإصرار الأميركي نحو فلسطين

حمادة فراعنة

من "اجتثاث حماس" الى "الهزيمة النكراء" .. الصفقة خشبة خلاص لإسرائيل

حمدي فراج

زمن عبد الناصر

سمير عزت غيث

الأسير باسم خندقجي بروايته طائرة مسيّرة تخترق القبة الحديدية

وليد الهودلي

مرحى بالصغيرة التي أشعلت هذه الحرب الكبيرة

مروان الغفوري

متى تضع أمريكا خطًّا أحمر؟

سماح خليفة

بين انتفاضة الجامعات الأميركية والجامعات العربية

عبد الله معروف

انتفاضة الجامعات ضد حرب الابادة.. هل تنجح في احياء الوعي بقيم العدالة ؟

جمال زقوت

ما أفهمه

غيرشون باسكن

من الاخر ...ماذا وراء الرصيف العائم في غزة ؟!

د.أحمد رفيق عوض.. رئيس مركز الدراسات المستقبلية جامعة القدس

لم ينته المشوار والقرار بيد السنوار

حديث القدس

الانعكاسات السيكولوجية للحد من حرية الحركة والتنقل

غسان عبد الله

مفاوضات صفقة التبادل إلى أين؟

عقل صلاح

الحرب مستمرة ومرشحة للتصاعد على جبهتي الشمال والضفة

راسم عبيدات

السعودية وولي العهد الشاب: ما بين الرؤية والثوابت

د. دلال صائب عريقات

ملامح ما بعد العدوان... سيناريوهات وتحديات

بقلم: ثروت زيد الكيلاني

نتانياهو يجهض الصفقة

حديث القدس

هل الحراك في الجامعات الأمريكية معاد للسامية؟

رمزي عودة

حجر الرحى في قبضة المقاومة الفلسطينية

عصري فياض

أسعار العملات

الإثنين 06 مايو 2024 10:33 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.28

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.03

شراء 3.99

رغم قرار مجلس الأمن.. هل تجتاح إسرائيل رفح؟

%75

%20

%5

(مجموع المصوتين 229)

القدس حالة الطقس