Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الإثنين 17 أبريل 2023 11:06 صباحًا - بتوقيت القدس

ليس في أمريكا وحدها تصنع السياسة!

يشهد النظام الدولي تطورات سريعة وهائلة قد تغير نمط القطبية فيه، وليس بالمقدور التنبؤ بمسارات هذا التحول، فالحرب الروسية الأوكرانية لم تتوقف، ولا يتوقع أن تتوقف خلال الأمد القصير. وأوروبا تعيش حالة صعبة من الانقسامات وسوء الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد أزمة الطاقة. وأزمة تايوان ما زالت تشكل تهديداً وتنذر بمزيد من الصراع بين الولايات المتحدة والصين. وكوريا الشمالية لم تثنيها خطوات التهدئة التي اتخذتها إدارة ترامب السابقة، عن إستمرار التهديد في المحيط الهادئ وخاصة تجاه اليابان. وفي ظل هذه الصراعات، تظل الحقيقة الواضحة والمهمة وهي أن العالم يشهد تحولات حثيثة لصعود قوى كبرى على قمة القطبية في العالم.


الملفت للنظر، أن مكانة الولايات المتحدة الأمريكية تزعزت في أماكن نفوذها التقليدي، وبدأت تقاوم هذا النفوذ قوى منافسة كبرى وإقليمية؛ ومنها ما هو حليف طبيعي للولايات المتحدة نفسها. ففي منطقة القرم، لم يستطع الروس أن يحققوا الحسم، ولكن الولايات المتحدة وحلفائها من الأوكران والأوروبيين لم يستطيعوا أيضاً إنهاء الحرب. وفي الواقع، فإن مجرد إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يشير بوضوح الى أن قوة الردع للقوة الأولى في العالم وهي الولايات المتحدة، لم تكن كافيةً لردع الروس على ضم شبه جزيرة القرم وخوض الحرب لاحتلال أوكرانيا. بالمقابل، فإن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في أوروبا وعلى رأسهم فرنسا، أصبحوا منزعجين بشكل علني من الهيمنة الامريكية التي لم تسطع أن تحمي أوروبا من الخطر الروسي ولا من أزمة الطاقة والبطالة فيها. فالرئيس الفرنسي ماكرون نفسه أثار ضجة كبيرة عندما أجرى مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" الاقتصادية الفرنسية، حيث قال إن "أسوأ شيء هو الاعتقاد أننا نحن الأوروبيين يجب أن نكون أتباعًا" حول مسألة تايوان و"أن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه. ووفقا لافتتاحية صحيفة لوفيغارو الفرنسية فإن عصر الهيمنة الأمريكية على العالم إنتهي وتراجع إستخدام العالم للدولار، وواشنطن دفعت العالم لذلك من خلال إستخدام عملتها كأداة للضغط السياسي على الآخرين.


بالنسبة للتنافس الصيني الأمريكي، فقد إنتقل الى مرحلة قريبة من الصراع لاسيما عندما يتعلق الأمر بموضوعة تايوان. وازداد التقارب الروسي الصيني نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات إقتصادية مستمرة على الصين. بالمقابل، فان الصين يتوسع نفوذها في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا دون قدرة حقيقية للولايات المتحدة أن توقف هذا التوسع. وكانت آخر ضربة تلقتها الولايات المتحدة من الصين عندما نجحت الأخيرة بالوساطة بين ايران والعربية السعودية، وهو الأمر الذي يعتبر من أصعب الملفات في المنطقة العربية التي كانت تعتبر منطقة نفوذ طبيعية للولايات المتحدة. وفي النتيجة، لقد تجرأت الصين وروسيا ولعبتا دوراً محورياً في الشرق الأوسط وأوروبا، ولم تعد الولايات المتحدة اللاعب الأوحد في هاتين المنطقتين الاستراتيجتين. هذه التحولات بدأت تشعر حلفاء الولايات المتحدة نفسها بالقلق، فاليابان زادت من قدراتها العسكرية مؤخراً بشكل لافت حتى تقلل إعتمادها على الحماية العسكرية الأمريكية. وإسرائيل وسعت من علاقاتها الاقتصادية مع الصين وروسيا، ليس هذا فحسب، بل إن الولايات المتحدة لم تستطع حتى الآن أن تغير من سياسات الحكومة الإسرائيلية الفاشية تجاه الإصلاح القضائي أو التسوية في المنطقة. في الواقع، يبدو أن السياسة العالمية لم تعد تصنع فقط في الولايات المتحدة، فهنالك شركاء ومنافسين أقوياء لديهم ما يقولونه في هذه السياسة، وربما في كثير من الحالات فقدت الولايات المتحدة وعملتها بريق القوة المهيمنة في العالم.

دلالات

شارك برأيك

ليس في أمريكا وحدها تصنع السياسة!

المزيد في أقلام وأراء

إسرائيل ترفع وتيرة قتل الفلسطينيين

حديث القدس

توفير الحماية العاجلة والفورية لأطفال فلسطين

سري القدوة

حقائق حول انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية وصولاً لمذكرات الاعتقال

د. دلال صائب عريقات

سموتريتش

بهاء رحال

مبادرة حمساوية

حمادة فراعنة

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 93)