قبل سنوات بدأ شبان وشابات من بلدة الجديرة شمال غرب القدس، تطوعًا، لتوفير وجبات إفطار للعائلات في شهر رمضان المبارك، حيث كانت جائحة كورونا تضرب العالم، والكثيرين فقدوا أعمالهم.

بداية جائحة كورونا فقد الكثيرون أعمالهم، وحينها فكرت مجموعة من الشبان والشابات من بلدة الجديرة بضرورة توفير مصدر للطعام لمن يحتاجه في البلدة والقرى والبلدات المحيطة، حيث أنشأوا مبادرة أطلقوا عليها "مائدة أهل الخير"، ثم تبنى المبادرة واحتضنها المرحوم نزار قاسم رئيس بلدية الجديرة السابق، وتوسعت المبادرة تدريجيًا، توضح الناشطة عبير الخطيب لـ"القدس" دوت كوم.

تعمل المائدة، بحسب الخطيب على مدار العام بخدمات متعددة، ويتم تمويلها من أهل الخير من المجتمع المحلي وأهل البلدة والمغتربين منهم، لكن المبادرة لا تقدم وجبات الطعام خلال شهر رمضان المبارك، منذ نشأتها قبل 3 سنوات، بينما يتم طهو الطعام في قاعة مسجد "سعد بن أبي وقاص" في البلدة، حيث لا يوجد مقر خاص بالمبادرة، إلا أن اجتماعات القائمين عليها تتم في مقر بلدية الجديرة، وأصبحت تقدم المائدة 400 وجبة يومية.

ووفق الخطيب، يتم توزيع خدمات متعددة بحسب الحاجة إليها، وبحسب تقديم الممولين، فأحيانًا يتم توزيع حقائب مدرسية وقرطاسية، أو ملابس للعيد، أو توفير أدوية، كما تم تأثين منزلين لعائلات محتاجة العام الماضي، إضافة لتوفير 12 جهاز أوكسجين خدمت البلدة والقرى والبلدات المجاورة خلال جائحة كورونا، وتمكنت المائدة من توفير وتوزيع نحو 250 طرد غذائي سنويً.

تؤكد الخطيب أن"مائدة أهل الخير" شكلت حالة نضالية جديدة في الجديرة، خاصة في جائحة كورونا، وأصبحت تقدم خدماتها في قرى وبلدات "الجييب، وبيت حنينا التحتا، وبير نبالا، قلنديا البلد، والجديرة، علاوة على وصولها إلى التجمعات البدوية المهددة بالتهجير في محاولة لتثبيت صمود تلك التجمعات"، مشيرة إلى أن مثل هذه الأفكار مهمة من أجل إسناد المواطنين في المناطق المصنفة "ج"، في سياق تعزيز الروح الوطنية لديهم.

وتقع بلدة الجديرة في منطقة شمال غرب القدس، على بعد تسعة كيلومترات ونصف الكيلو متر من مدينة القدس، وترتفع 737 متراً فوق سطح البحر، وتبلغ مساحتها ألف وسبعمائة وخمسة وخمسون دونماً.

ويبلغ عدد سكان الجديرة نحو أربعة آلاف نسمة، بينهم نحو ألف شخص مغترب، كما أن البلدة محاطة بجدار الفصل العنصري، و4 مستوطنات أبرزها مستوطنة "جفعات زئيف".

تشتهر الجديرة بخصوبة أراضيها ومن أشهر مزروعاتها أشجار الزيتون، والتين، والمزروعات الموسمية، وتشتهر البلدة بتربية الحيوانات، وأهلها يعملون بالزراعة أو عمالًا.

والجديرة فيها مؤسسة نسوية واحدة منذ أشهر وتحتاج لمزيد من المؤسسات، وفيها بلدية، لكنها بحاجة لبنية تحتية إضافية.