Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأحد 02 أبريل 2023 8:50 مساءً - بتوقيت القدس

المحرر حامد عبدالله يروي عذابات الأسرى وصبرهم في شهر رمضان

جنين- "القدس" دوت كوم- علي سمودي

بعدما قضى 12 رمضان بعيداً عن أسرته في غياهب السجون الإسرائيلية، لم تتغير مشاعر المحرر حامد فيصل عبد الله، وهو يعيش لأول مرة طقوس وأيام شهر رمضان المبارك حراً، وسط أسرته وأحبته، فما زال يشعر بحزن وألم كلما سمع صوت آذان المغرب معلناً الإفطار.


ويقول: "منذ تحرري لم أعش أجواء رمضان كما يجب، فالحزن والألم يلازمني، لأن روحي ما زالت مع رفاقي في السجون، وفي ظل غياب وفقدان والدتي التي تمنت أن تراني في أحضانها، وتفرح بوجودي بجانبها في كافة المناسبات، وخاصة في شهر رمضان الذي قضيته خلف القضبان وسط القهر والمعاناة".


ويضيف: "في هذه الأيام أتذكر والدتي التي كانت تنتظرني وتحصي الدقائق والأيام من أجل عناقي، بعدما قضت سنوات طويلة على بوابات السجون صابرة وصامدة تجهز لاستقبالي وفرحتي".


ويكمل: "كانت الصدمة والفاجعة الكبرى عندما توفيت والدتي خلال اعتقالي، بعدما تحدت كل الصعاب لزيارتي التي كانت تعتبرها يوم عيد، لكنها رحلت فبكيت عندما تحررت لغيابها، وفي رمضان افتقد الوالدين، ولا يوجد أي طعم للفرحة والسعادة، أبكي وأحزن لأنني أشتاق لطعامها الذي أحبه، ولن يعوضني عنها أحد".


قبل 34 عاماً أبصر حامد النور في جنين، تلقى تعليمه حتى أنهى الثانوية العامة، لكن الاحتلال قطع عليه الطريق باعتقاله لدوره ومشاركته في مقاومته منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، ويقول: "العشرات من الجنود داهموا منزلنا بعد حصاره واحتجزونا وعزلوا أفراد أسرتي وسط التفتيش والتخريب وتدمير كافة محتويات المنزل، اعتقلوني ونقلوني إلى مركز تحقيق سجن الجلمة، وهناك بدأت رحلة التحقيق القاسية".


ويكمل: "عاشت أسرتي كل صور المعاناة خلال فترة محاكمتي، وسط تمديد وتأجيل حتى صدر الحكم التعسفي، وقد تنقلت بين كافة السجون وشاطرت إخواني الأسرى محطات المعاناة والقمع والقهر ولوحات التحدي والصمود والبطولة خاصة بتحويل السجون إلى أكاديميات وجامعات".


مازال حامد يتذكر أجواء رمضان في السجون، ويقول: "كان الأسرى ينتظرون الشهر المبارك على أحر من الجمر طوال العام لخصوصيته الدينية، وحرصهم على التقرب لرب العالمين بالعبادات، ومن ضمن خطواتنا رفع مطالبنا لإدارة السجن لتحسين وجبات الطعام، وتسهيل إجراءات الأهالي لزيارة أبناءهم وتخفيف التفتيشات خلال طقوس رمضان الدينية، لكن الإدارة كانت تتعمد التنغيص علينا والتنكيل بنا لحرماننا فرحة رمضان".


يروي المحرر حامد، أن الإدارة كانت تتعمد تقديم الطعام السيء للأسرى، مما يضطرهم للاعتماد على أنفسهم لشراء احتياجاتهم من الكنتينا خاصة في شهر رمضان، لكن المفارقة الكبيرة أن قائمة المحضورات كانت كبيرة، فالإدارة تمنع غالبية الأشياء واحتياجات الطعام، ولا توفر سوى أصناف محدودة مثل البندورة والخضار والزهرة والبطاطا والموز، كما يشتري الأسرى اللحوم والدجاج وجميعها أسعارها غالية".


ويضيف: "في شهر رمضان يبادر مجموعة من الأسرى للتطوع من أجل الإشراف على تجهيز الوجبات ومائدة رمضان طوال الشهر، ورغم قلة الإمكانيات كان يتفنن الطهاة من الأسرى بإعداد وجبات المقلوبة والمنسف والرز واللبن وغيرها، إضافة إلى بعض السلطات والعدس والخضار، كما يجهز الأسرى الحلوى بإمكانيات محدودة مثل "البالوزة "والعوامة "والكنافة "والتي كان مذاقها جيداً".


يتذكر المحرر حامد، أن الأسرى كانوا يقضون يومهم في رمضان بتنظيم الحلقات الدينية والثقافية والصلاة وحفظ القرآن حتى حلول موعد الإفطار، فيقوم أحدهم بالآذان، وقبلها يتم توزيع التمور على الأسرى ثم يبدأ الإفطار بما يتيسر من الطعام الذي كانوا يتناولونه بألم وحزن وهم يتذكرون أسرهم.


ويضيف: "بعد صلاة المغرب الجامعية تعقد الدروس الدينية، ثم حلقات الذكر وحفظ القرآن وبعدها الجلسات الثقافية والترفيهية، التي يتخللها مسابقات توزع خلالها الجوائز على الأسرى".


أما مرحلة السحور، فيفيد المحرر حامد، أنها كانت تبدأ قبل ساعة من حلول الفجر، حيث يقيم الأسرى الليل وتلاوة القرآن الكريم حتى بداية السحور، ويضيف: "رغم فرحتنا بالشهر الكريم، إلا أن إدارة السجون كانت تتعمد خلق المشاكل واستفزاز الأسرى من خلال اقتحام الأقسام والغرف وقمعهم والتنكيل بهم، وخاصة في ساعات الليل للتنغيص عليهم وتحرمهم الشعائر الدينية".


ويتابع: "كل لحظة أتذكر هذه المشاهد والقصص التي عشناها في سجون الاحتلال الذي لم يقهر عزيمتنا، فكنا أخوة ومتعاونين في كافة القضايا والمواقف، واليوم أشعر بوجع وقهر لأنه مازال هناك أسرى، وبسبب الظروف الحالية التي يعيشونها أمام ظلم الاحتلال".


ويتابع: "رغم أن السجن شكلت تجربة صعبة جداً في حياتي، لكني أكملت دراستي في الجامعة العبرية تخصص علوم سياسية، وأنجزت عام حتى حرمني الاحتلال من إكمال مشواري الجامعي، لكن الأسرى حولوا السجون لأكاديميات رغماً عن أنف الاحتلال".


في رحاب الحرية يعيش حامد، لكنه يعتبرها حرية ناقصة مادام هنالك سجون، ويقول: "فرحتي كبيرة بوجودي مع أسرتي في رمضان، لكن في كل جلسة على المائدة أرى صور عذابات إخواني الأسرى وصبرهم، وصور والدتي، فيزداد وجعي لكني متمسك بالأمل والدعاء".


ويضيف: "الأسير خاصة في رمضان يموت في السجن يومياً ألف مرة، بسبب العذابات والمضايقات والحملات المستمرة وحرمانهم من حقوقهم ومكتسباتهم وغياب أسرهم عنهم، لذلك فإن الهدية الأجمل لأسرانا في رمضان أو في الأعياد هي حريتهم، وكسر قيودهم وعودعتهم لأسرهم".

دلالات

شارك برأيك

المحرر حامد عبدالله يروي عذابات الأسرى وصبرهم في شهر رمضان

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%52

%48

(مجموع المصوتين 107)