"أبي لا تنام وانتظرني، أسأل رب العالمين، أن يمنحني القوة لأقوم بتكسير زجاج السجون وإحضارك لمنزلنا، لتقضي شهر رمضان وكل الأيام معنا، فأنا حزينة على فراقك"، ببراءة وحزن، كتبت الطفلة أية، في رسالة التهنئة والشوق التي كتبتها لوالدها الأسير حسن يوسف حسن مراعبة 46 عاماً، بمناسبة شهر رمضان المبارك، والذي استقبلته مع والدتها وإخوانها الأربعة محرومين من والدهم الذي ما زال محتجزاً وموقوفاً في سجن "مجدو" الإسرائيلي.

وأضافت والدتها: "لم تحتمل طفلتي دموعنا وحزننا ووجعنا المستمر منذ بداية شهر رمضان، فكتبت هذه الرسالة لترسلها لوالده، فهي منذ اعتقاله، لم تتوقف رغم صغر سنها، عن التعبير عن شوقها وألمها من خلال الكتابة التي تستوحي أفكارها لوحدها وتعبر عنا جميعاً".

وتكمل: "لتعلقها بوالدها كباقي إخوانها، دوماً يفتقدون والدهم، ولا يستطيعون نسيانه، وكل يوم تبكي على فراقه وبعدها عنها، خاصة في الشهر الفضيل".

من قرية فحمة بمحافظة جنين، ينحدر الأسير حسن "أبو علي" 46 عاماً، والذي يكرس حياته لزوجته وأسرته المكونة من 4 أفراد، أكبرهم بعمر 17 عاماً وأصغرهم 7 سنوات، وتقول رفيقة دربه رنا مراعبة: "منذ زواجنا، يعمل ويتفانى لنعيش حياة جميلة ومستقرة وأمنة، ملأ حياة أطفاله بكل الحب، ولم يكن له علاقة بالسياسة أو ينتمى لتنظيم".

وتضيف: "في حوالي الساعة الثانية من فجر تاريخ 11-1-2023، اقتحم الجنود منزلنا، احتجزونا وعزلونا في غرفة واحدة حتى انتهت حملة التفتيش وتخريب وتدمير كل المحتويات، وبعد مصادرة الهواتف الخلوية التي لم تعاد لنا حتى اليوم، انتزعوا زوجي من بيننا".

وتضيف: "دون مراعاة وجود أطفال، ورعبهم من هول منظر الجنود، قيدوا والدهم وعصبوا عينيه، منعونا من وداعه، واعتقلوه وسط صدمتنا ونقلوه للدوريات العسكرية، علماً أن زوجي يعاني من وضع صحي صعب، فلديه ديسكات وأوجاع لا تتوقف في الظهر والمفاصل، ويعاني من قرحة في المعدة والقولون، والسجن زاد من مضاعفات حالته".

وذكرت أم علي، أن قوات الاحتلال احتجزت زوجها لأكثر من شهر في زنازين التعذيب بسجن "الجلمة"، انقطعت خلالها أخباره، ورفضت السماح للمحامي بإدخال الأدوية التي يتناولها،وبعد انتهاء التحقيق، نقلوه إلى سجن "مجدو"، وما زالت المحكمة ترفض الإفراج عنه، وبعد 7 جلسات، مددت توقيفه حتى 16-5-2023.

وأضافت: "لأول مرة نعيش أجواء رمضان بدون زوجي وبين أولاده، فالحزن يخيم علينا ونراه في عيونهم كلما شاهدوا مكان والدهم فارغ، ولحظات صعبة نعيشها على مائدة رمضان، وتختلف كثيراً هذه الأجواء عن الرمضانات السابقة التي عاشها معنا وقضاها بطاعة الله عز وجل".

وأكملت: "نتمنى أن تنتهي هذه الفترة العصيبة والصعبة من حياتنا، فمائدة رمضان بدون طعم أو نكهة، وقضينا الوقت بالدعاء ثم الصلاة ليكون بيننا قريباً، إن شاء الله".