أقلام وأراء

الإثنين 27 مارس 2023 12:14 مساءً - بتوقيت القدس

يحصدون أموالهم ويحظرون دعوتهم !

بقلم:د. رمزي عودة/ الأمين العام للحملة الاكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد


يمثل الصهاينة المسيحيون تاريخياً كتلة حيوية متسعة تقوم بتجنيد الدعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم. ولقد غيرت جهودهم مواقف الدول إيجابياً تجاه إسرائيل، ووفرت مبالغ ضخمة من المال والسياح هناك، ومولت الهجرات اليهودية والمشاريع المختلفة. وبرغم تلك التشاركية أو التحالف العقائدي، قدم النائبان من حزب “يهدوت هتوراة” الشريك في الحكومة الإسرائيلية موشيه غافني ويعكوف آشر مشروع قانون للكنيست الإسرائيلي حول حظر الدعوة التبشرية للديانة المسيحية. وحسب نص المشروع، فإن دعوة شخص لتغيير عقيدته جريمة تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عام. وستزيد العقوبة إلى عامين إذا كان الشخص المستهدف قاصراً. ويأتي هذا المشروع في ظل تنامي الفاشية الصهيونية الدينية في إسرائيل، والتي باتت تشعر بالقلق من قيام الجماعات المسيحية بتكثيف جهودها المالية والخدماتية لإقناع الإسرائيليين بتغيير ديانتهم.
وتبعا لإرتفاع مظاهر التوتر والقلق والانزعاج من مشروع القانون من قبل الجماعات المسيحية الصهيونية، فإن موجة عالمية عارمة من الإنتقادات التي طالت حكومة اليمين الإسرائيلي تصاعدت معتبرةً أن مجرد تقديم هذا المشروع ينفي صيغة الديمقراطية والحريات التي تحاول دولة الاحتلال إلصاقها بها. كما أن هذه الجماعات عبرت عن صدمتها من صيغة المشروع العنصرية في الوقت الذي تقدم به العديد من الخدمات وتجنيد الأموال لصالح إسرائيل على مدى العقود السابقة. وقد دفعت هذه الإنتقادات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى أن ينفي عبر تغريدة له على تويتر أي نية لحكومته لتقديم هذا المشروع الى الكنيست أو تبنيه.
المفارقة الغريبة في هذا المشروع أنه أولاً: يتنكر لدعم الجماعات المسيحية الصهيونية لإسرائيل معتبرا أن المسيحية خطر على إسرائيل. وثانياً، أنه يتنكر لصيغة الديمقراطية وإحترام حريات التعبير والاعتقاد التي تتغنى بها إسرائيل. وثالثاً،انه وضع المسيحية والاسلام في "سلة واحدة" بإعتبارهما تهديداً لليهودية ويجب مواجهتهما.
وفي المحصلة، وفي ظل تفشي الصهيو-داعشية في المجتمع الإسرائيلي، فإن على الكنائس الانجليكانية الصهيونية أن تقوم بمراجعة معتقاداتها الدينية ومواقفها السياسية. فالصهيوينة هي حركة الأقلية اليهودية كما يقول ألن بابيه، والمسيحية دين يدعو الى السلام والمحبة والتسامح، في الوقت الذي تُعتبر إسرائيل دولة مارقة تقوم على العدوان والحرب والقتل. وليس من الطبيعي أن تقوم هذه الكنائس بدعم دولة عدوانية تبعاً لمقولات دينية لا تمت للحقيقة الدينية بصلة. ويكفينا أن نستمع الى مقولات حركة ناطوري كارتا التي تعتبر إلصهيونية "حركة كافرة" لم تبشر بها التوراة في الأساس. ليس هذا فحسب، وانما كيف لهذه الكنائس أن تدعم حكومة تقتل المدنيين ويدعو وزير ماليتها لمحي مدينة "حوارة" الفلسطينية عن الوجود!

دلالات

شارك برأيك

يحصدون أموالهم ويحظرون دعوتهم !

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)