نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز، اليوم الاثنين، تقريراً تحت عنوان "الاتفاق السعودي مع إيران يقلق إسرائيل ويهز الشرق الأوسط"، أشارت في مستهله إلى أن "أخبار التقارب بين الخصمين الإقليميين منذ فترة طويلة السعودية وإيران تسببت يوم السبت الماضي في موجات صادمة عبر الشرق الأوسط، ووجهت ضربة رمزية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جعل التهديد الذي تمثله طهران أولوية دبلوماسية عامة وحملة صليبية شخصية".

ويلفت التقرير إلى أن هذا الانجاز الكبير هو "تتويج لأكثر من عام من المفاوضات في بغداد والمحادثات الأخيرة في الصين" مشيرا إلى أن "هذا الاتفاق - الذي يمنح إيران والمملكة العربية السعودية شهرين لإعادة فتح سفارتيهما، وإعادة العلاقات بينهما بعد سبع سنوات من الانقسام - يمثل على نطاق واسع أحد التحولات الأكثر لفتا للانتباه في دبلوماسية الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة".

وبحسب التقرير، فإنه "في دول مثل اليمن وسوريا، العالقة منذ فترة طويلة بين المملكة السنية والقوة الشيعية (إيران)، أثار هذا الإعلان تفاؤلا حذراً. 

أما في إسرائيل، فقد تسبب في خيبة أمل، إلى جانب توجيه أصابع الاتهام. إذ لا يزال أحد أعظم انتصارات السياسة الخارجية لنتنياهو هو اتفاقات التطبيع الإسرائيلي الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في عام 2020 مع أربع دول عربية، بما في ذلك البحرين والإمارات العربية المتحدة. حيث كانت تلك الاتفاقات جزءًا من حملة أوسع لعزل ومعارضة إيران في المنطقة، ولقد صور نتنياهو نفسه على أنه السياسي الوحيد القادر على حماية إسرائيل من البرنامج النووي المتسارع لطهران والوكلاء الإقليميين، مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة".

ومنذ عودته إلى رئاسة الوزراء في أواخر العام الماضي، بحسب التقرير " ألمح نتنياهو وحلفاؤه إلى أن اتفاق التطبيع مع المملكة قد يكون وشيكا، وفي خطاب ألقاه أمام القادة اليهود الأمريكيين الشهر الماضي، وصف نتنياهو اتفاق السلام ذلك بأنه "هدف نعمل عليه بالتوازي مع هدف وقف إيران" وفي ضوء ذلك، يقول الخبراء "إن الاتفاق السعودي الإيراني الذي تم الإعلان عنه يوم الجمعة قد قضى على تلك الطموحات. حيث ترك قرار المملكة العربية السعودية التعامل مع منافستها الإقليمية إيران إسرائيل وحيدة إلى حد كبير في مساعيها لفرض عزلة دبلوماسية على إيران، وخاصة مع استئناف الإمارات العلاقات الرسمية مع إيران العام الماضي".

وينسب التقرير إلى يوئيل جوزانسكي، الخبير في شؤون الخليج العربي في معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي قوله: "إنها ضربة لفكرة إسرائيل وجهودها في السنوات الأخيرة لمحاولة تشكيل كتلة مناهضة لإيران في المنطقة".