Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 11 فبراير 2023 10:13 صباحًا - بتوقيت القدس

لماذا يموت الفلسطينيون؟

بقلم : بكر أبوبكر


تجد الكثير من علامات الاستفهام عندما يقوم أي شاب فلسطيني بعمل مناهض للاحتلال، سواء كان عملًا سلميًا كالتظاهر، أو عملًا شبه عنفي عبر إلقاء الحجر في دفاعه عن ذاته أو أرضه أو اغنامه أو أشجاره أو بالاشتباك بالأيدي، وتزداد الدهشة حين يقوم بعمل عسكري من مثل استخدام السكاكين أو السلاح المذخّر كالبندقية أو المسدس .
وتجد من التساؤلات الغريبة لدى البعض الذين ينسبون للشاب أو للمجتمع العربي الفلسطيني النزوع نحو العنفّ؟ والتطرف في نظرة عمياء كليًا لا تنظر مطلقًا لبشاعة القتل اليومي من قبل الاحتلال ولا لبشاعة سلب الأرض وهدم البيت على رؤس أصحابه! بمنطق النظر في صرخة الضحية دون لوم الجُناة الأصليين أي الاحتلال؟
أثارني كاتب عربي منذ أيام وهو يقارن بين الاعتداءات الاسرائيلية، وبين العمليات الفلسطينية ويعتبرها –بوصفه لذاته بأنه رجل معتدل!؟-اتجاه نحو العنف، داعيًا لنزع فتيل العنف (من الطرفين!؟) متحولًا من متضامن مع الظلم الواقع على العرب الفلسطينيين منذ 100 عام حتى الآن الى حمامة سلام غبية! وكأنه وأمثاله من الكُتاب اصبحوا سفراء للأمم المتحدة أو للرئيس الاميركي "بايدن" الذي يقول ما لايفعل، وتستنكر ولا تقدم خطوة واحدة نحو الحل؟
على العموم فإن مثل هذا الكاتب "المعتدل"! قد تجده أفضل من أولئك الذين هجموا هجومًا شرسًا على الفلسطينيين عندما رفضوا بعنفوان، بقول "لا" كبيرة ضد صفقة "ترامب" التدميرية للقضية الفلسطينية حيث بدأوا يسكبون الزيت على النار وينفخون في بوق ضياع القضية!
إن الصورة العمياء حين النظر للمقاومة الفلسطينية بأي شكل من أشكالها قد جاءت من الانبهار العاري بالآخر، ومن الانهزام العربي والانسحاق النفسي أمام الهيمنة الصهيو-أمريكية من جهة.
وجاءت من نقيصة ترك الجهاد-بأي فهم كان، وإيثار الدعة، والخلود الى النوم ما أصبح سِمة كثير في أمة العرب التي افتقدت الهدف الجامع والقضية الحاضنة والفكر الحضاري المتميز!
ويأتي ثالثًا من تعملق النَفَس الرأسمالي الاستهلاكي الغرائزي فتصبح القضية القيمية أو المبدئية بلا أي اهمية أو قيمة أمام الغرائز والنزق وأمام المتطلبات الشخصية من رخاء واسترخاء ودِعة لن تكسب صاحبها الا الاستكانة والنوم في العسل حتى يدهمه الطوفان! أي طوفان السحق والاكتساح الصهيوني الثقافي والاقتصادي، بل-لا تستغربوا- والجغرافي والعسكري لكل مساحات جلوسهم الدافئة في قرّ الشتاء.
يستغرب الملوّثون بالدعاية الصهيونية المأسورون لوسائل التواصل الاجتماعي المهيمن عليها من الغربي والصهيوني، أن يقوم شباب أو أطفال بعمليات عسكرية وهم ليسوا منتمين لهذا الفصيل الوطني أو ذاك في الشمال أو الجنوب؟ ويستغربون فكرة الموت (الشهادة) التي لا تكف عن مطاردة الفلسطيني الشاب في مواجهة الإسرائيلي الذي نهب الأرضَ والشعب، بل ودخل في دماغ الفلسطيني فنهبه عزته وكرامته، ولعب باحلامه وقتل آماله، فما العمل ؟.
في سياق آخر هل تجوز المقارنة بين الفعل العنفي (الرسمي) للمحتل الباغي، مع العنف غير الرسمي الفردي أو الجماعي في منهج القانون أو منهج الثورات، أو في الوعي القومي أوالحضاري ؟
يقول د. مكرم خوري - مخّول أن "الخطاب الإعلامي السياسي للاحتلال الإسرائيلي يصف دوما العمليات الفدائية، مهما كان موقعها الجغرافي (غرب فلسطين المحتل عام ١٩٤٨ أو شرق فلسطين المحتل عام ١٩٦٧) على أنها عمليات “إرهابية” رغم أن “القانون الدولي” لا يعترف باحتلال الحركة الصهيونية لشرق فلسطين والذي يجيز أيضا للشعب الذي يرزح تحت الاحتلال اختيار أنواع المقاومة التي يراها مناسبة سلمية كانت أم غير سلمية."
ويضيف: "إن تحول الإنسان الفلسطيني على وجه التحديد الى مشروع فدائي ينبت اجتماعيا ونفسيا من الغبن والظلم والحرمان من الاستقلال السياسي وانعدام الحرية القومية والعدالة الإنسانية وممارسة القمع وفرض حواجز بينه وبين وطنه والحصار الجسدي الذي يتحول الى شعلة تختار عملا تضحي فيه (أو على الأقل تعرف أنها ستضحي بجسدها لأجل قناعتها أو لكي تضحي للآخرين) قبل أن تتحول أحيانا الى حالة انتقام نفسي."
وبرغم الخيار الفلسطيني للمقاومة الشعبية السلمية الجماهيرية، فإن المداهمات الصهيونية والاعتداءات ومسلسل القتل الذي لا ينتهي تُلقي بعيدًا بكل الدعاة لمثل هذا الخيار، وتستجدي الدم كما ذكرنا سابقًا؟
فكيف بربكم سيفكّر شاب قُتِل جدّه أو أبوه أو أخوه، أو اعتقل، أو هدم بيته أو تم الاعتداء على صديقه أو غيرها من مئات الانتهاكات والاعتداءات؟ كيف سيكون ردّه؟ والمعروف عن الشعب العربي الفلسطيني تمسكه الأثير بأهداب الكرامة والعزة والفخار. وهو مرصود في جيناته العربية الأصيلة من نصف مليون عام عاشها وما زال في فلسطين منذ الحضارة الناطوفية والحضارة الكبارية ثم ما لحقها حتى اليوم الحاضر.
إن كنا لا نرى المستقبل بعد أن سدّته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بسلب ما كان متاحًا لاعلان استقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والقانوني (تحت الاحتلال) ومع ما تراه يوميًا من قتل لا يشبع من الدماء فما العمل؟
وما العمل حين تفترق الفصائل ولا تقدم رِجلًا او تؤخرها الا استتباعًا لهذا النظام أوذاك؟! وكأن "المقاومة" رهن إرادة الغير، والأرض ما زالت محتلة؟ او كأن الجُدُر الخارجية أكثر حنانًا من حضن الأخوة؟!

دلالات

شارك برأيك

لماذا يموت الفلسطينيون؟

المزيد في أقلام وأراء

Google تدعم الباحثين بالذكاء الاصطناعي: إضافة جديدة تغيّر قواعد اللعبة

بقلم :صدقي ابوضهير باحث ومستشار بالاعلام والتسويق الرقمي

التعاون بين شركة أقلمة والجامعات الفلسطينية: الجامعة العربية الأمريكية نموذجاً

بقلم: د فائق عويس.. المؤسس والمدير التنفيذي لشركة أقلمة

أهمية البيانات العربية في الذكاء الاصطناعي

بقلم: عبد الرحمن الخطيب - مختص بتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويسألونك...؟

ابراهيم ملحم

الحرب على غزة تدخل عامها الثاني وسط توسّع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجبهة الشمالية

منير الغول

ترامب المُقامر بِحُلته السياسية

آمنة مضر النواتي

نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي

حديث القدس

مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً

جواد العناني

سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن

أسعد عبد الرحمن

جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية

مروان أميل طوباسي

الضـم ليس قـدراً !!

نبهان خريشة

دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة

معروف الرفاعي

الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا

حديث القدس

من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها

أحمد لطفي شاهين

الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة

وسام رفيدي

تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية

معروف الرفاعي

المطاردون

حمادة فراعنة

فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار

سامية وديع عطا

السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال

الصحفي عمر رجوب

إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة

حديث القدس

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%53

%47

(مجموع المصوتين 90)