واشنطن "القدس" دوت كوم – سعيد عريقات - قال مسؤول أميركي في وزارة الدفاع ،الاثنين، أن الولايات المتحدة وإسرائيل بدأتا تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق في إسرائيل يوم الاثنين "لتظهر لخصوم مثل إيران أن واشنطن ليست مشتتة للغاية بسبب الحرب في أوكرانيا والتهديد من الصين لحشد قوة عسكرية كبيرة" بحسب إن.بي.سي نيوز.

وقال المسؤول الأميركي مستشهدا بالعدد الهائل من الطائرات ، والتنسيق المكثف مع جيش الدفاع الإسرائيلي ، وعنصر الذخيرة الحية المعقدة أن مناورات "جونيبر أوك 23 – شجر العرعرة والبلوط 23" هي أهم مناورة بين الولايات المتحدة وإسرائيل حتى الآن" .

وانضم حوالي 6400 جندي أميركي إلى 1100 فرد إسرائيلي في التدريبات ، والتي ستوظف 142 طائرة. من بينهم 100 طائرة من الجيش الأميركي ، بما في ذلك أربع قاذفات من طراز B-52 وأربع طائرات مقاتلة من طراز F-35 و 45 مقاتلة من طراز F / A-18 هورنت وطائرتان من طراز "الحاصد-MQ-9 Reaper.  " والتي ستشارك ست سفن أميركية ، بما في ذلك مجموعة حاملة طائرات هجومية ، وست سفن إسرائيلية.

بدوره صرح الجنرال مايكل "إريك" كوريلا ، قائد القيادة المركزية الأميركية ، "إن تدريبات جونيبر أوك (شجرة العرعر والبلوط) هي عبارة عن تمارين مشتركة متعدد المجالات تعمل على تحسين قابلية التشغيل البيني على الأرض والجو والبحر والفضاء وفي الفضاء الإلكتروني مع شركائنا (الإسرائيليين). ، يعزز قدرتنا على الاستجابة للطوارئ ، ويؤكد التزامنا تجاه الشرق الأوسط. "

وقال مسؤول وزارة الدفاع الأميركية لشبكة إن بي سي نيوز: "ما نعتقد أن هذا التمرين يظهره هو أنه يمكننا القيام بمسؤوليات متعددة الجوانب في آن واحد"، مشيرًا إلى التركيز على الصين و حوالي 100 ألف من القوات الأميركية في أوروبا لدعم الناتو وأوكرانيا.

وقال المسؤول الذي لم يكشف عن هويته "لا يزال لدينا القدرة الزائدة لنكون قادرين على استعراض مجال آخر ذو أولوية عالية للمسؤولية وإجراء تمرين على هذا النطاق."

وأضاف المسؤول إن التدريبات ليست موجهة لدولة معينة ، "لكن الخصوم الإقليميين مثل إيران سيلاحظون ذلك".

وقال المسؤول: "حجم التدريبات وثيق الصلة بمجموعة كاملة من السيناريوهات ، وقد تستخلص إيران بعض الاستنتاجات من ذلك". "من المفترض حقًا في الغالب أن نستعرض قدرتنا على القيام بأشياء على هذا النطاق مع الإسرائيليين ضد مجموعة كاملة من التهديدات المختلفة... لكن ، كما تعلمون ، لن يفاجئني أن ترى إيران حجم وطبيعة هذه الأنشطة وتفهم ما يمكننا القيام به".

وعلى عكس العديد من المناورات العسكرية ، فإن هذا التدريب (المناورة) يشمل جميع المجالات ، مما يعني أنه يشمل التدريبات البحرية والبرية والجوية والفضائية والحرب الإلكترونية. وتبلغ ذروتها بتدريبات بالذخيرة الحية ستنفق 180 ألف رطل من الذخيرة الحية أثناء محاكاة قمع الدفاعات الجوية للعدو ، والاعتراض الجوي الاستراتيجي والهجوم الإلكتروني. ستستخدم الولايات المتحدة أربع قاذفات صواريخ HIMARs التابعة للجيش الأميركي ، والقنابل الموجهة بالليزر ، وصواريخ كروز الشبحية "منخفضة الرؤية" مطروحًا منها الحمولات.

وقال المسؤول إن تمرينًا بهذا الحجم يستغرق عادة عامًا أو أكثر للتخطيط ، لكن هذا جاء في غضون أشهر ، ليس بسبب تهديد وشيك ولكن بسبب وجود نافذة متاحة.

وقال المسؤول: "هذه علامة على أننا نستمر في دعم إسرائيل في وقت يسود فيه الكثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة" ، وهذه فرصة لإظهار أن الولايات المتحدة وإسرائيل يمكنهما العمل معًا على نطاق واسع. مقياس في فترة زمنية قصيرة.

وسوف تستمر المناورات هذه من يوم الاثنين، 23 كانون الثاني وحتى يوم الجمعة، 27 كانون الثاني 2023 .   

وتأتي التدريبات في الوقت الذي أصبحت فيه البصمة العسكرية الأميركية في منطقة القيادة المركزية أصغر مما كانت عليه منذ عقود ، وذلك جزئيًا بعد انسحاب القوات من أفغانستان في عام 2021 وتراجع عدد أفراد الخدمة الأميركية في العراق. بينما يقلل البنتاغون والقيادة المركزية من شأن الانخفاض ، يشعر الحلفاء في المنطقة بالقلق من أن الولايات المتحدة أقل التزامًا بالمنطقة.

وقال مسؤول وزارة الدفاع الكبير إن هذا التدريب هو إشارة للدول الأخرى عن القدرات الأميركية الهائلة حيث إنه "إذا كان هناك شعورا بأن انتباه لأميركيين مشتت (بسبب أوكرانيا) ، أو أن الأميركيين يبتعدون عن الشرق الأوسط ، فإن من شأن هذه المناورات أن ما هذا إلا انطباع باطل عن الولايات المتحدة".