فلسطين
السّبت 21 يناير 2023 7:11 مساءً - بتوقيت القدس
الدراعة والمنشفة واليمنية خليط سحري من تراث وأصالة الخليل
الخليل- "القدس" دوت كوم- جهاد القواسمي- حملت السيدة سلوى دعنا، سلتها ولبست دراعة ومنشفة ويمنية جدتها سكينة، وخرجت نحو السوق، تبحث عن أي شيء يعيد لها صوت المدينة، الحوانيت مغلقة، سوق الخواجات، السوق المسقوف والمغلق دكاكينه باستثناء واحد أو اثنين، يمر منه الناس سريعًا، وكأنهم لا يريدون أن يستسلموا لهذا الحاضر، وكان هذا السوق مكتظًا والناس فيه يقفون طويلًا على عتبات حوانيته، يقلبون القماش باندهاش وأمنيات وسحر صوت الباعة الذين ينادون على قماش طرابلس وبيروت ودمشق والإسكندرية والموصل، وأسكته صوت المستوطنين الإسرائيليين وبساطير جنودهم، ولغتهم الغريبة التي لا يفهمها أحد ستظل غريبة عن كل شيء.
ذكريات الأجداد
وعبرت السيدةدعنا، في محاكاة تمثيلية ضمن قسم التأريخ الشفوي والأرشيف في نادي الندوة الثقافي ومختبر السرديات الفلسطيني، في الخليل، إلى باب الخان (خان الوكالة) فخان السلطان، الذي هُدم ولم يبقى منه إلا اسمه وذكريات الأجداد، وبقاياه تحمل بصمات الناس الذين لمسوا حجارته عندما اتكأوا على جدرانه بعد مسافة طويلة قطعوها آتين لمدينة مقدسة يحزم الناس أمتعتهم لها من شتى بقاع الأرض، كانت شجرة العنب على الباب وحدها من تحفظ ملامح الناس، وتحتفظ ببضع ورقات صفراء تأبى أن تسقط، اليوم بعد كل هذه السنوات، بدا شكل المدينة غريبًا، كانت جزءاً لا يتجزأ من محيطها العربي واليوم باتت محتلة ومعزولة وغريبة.
نبض المدينة
وقال الروائي الدكتور أحمد الحرباوي، إن السيدة سكينة السعيد، فتحت خزانتها الخشبية المصنوعة من خشب الجوز، وأخرجت الدراعة الحريرية الزرقاء، ونظرت إليها باستياء، تحتاج إلى واحدة أخرى جديدة، فهذه ورثتها عن أمها التي أخذتها عن جدتها، كان الحصول على دراعة حريرية أمر سهل، لكنها متأكدة من أن تصميم الدراعة الجديدة التي تنوي تفصيلها عند زينب الخياطة لن تكون بهذه الجودة، فالتي تلبسها صنعها عبد الله عزت الشركسي، وسمعت من أمها أن هذا الخياط الذي سكن المدينة عام 1880م كان أول من ابتكر هذا التصميم الفريد للنساء، حيث كانت النساء قديمًا تلف على أجسادها قطع قماش مصنوعة من الكتان الأبيض أو القطن، وعندما استقر الشركس القادمين من بلغاريا واليونان في الخليل عام 1878م في منطقة سطاس (الوادي بين الخليل وتفوح، بجانب مصنع الجنيدي للألبان) حملوا معهم ثقافة جديدة، وكان عبد الله عزت أول من صنع هذا التصميم الذي يشبه ملابسهم، وكان محله في سوق الخواجات قبلة لنساء المدينة اللواتي يقلبن الحرير المتوفر بكثرة في حوانيت السوق، وكان خان السلطان (بجانب بركة السلطان) مصدر هذا الحرير القادم من طرابلس وبيروت، مشيرا انه بعد 103عاما تخرج السيدة سلوى دعنا، في أسواق المدينة لتعيد النبض ليس لمدينة الخليل فقط بل لكل تلك المدن التي تحتضر تحت سطوة الخراب، ولتؤكد على ارتباطنا الوثيق بقضيتنا وقضايا العالم الحُر.
وأضاف أن الدراعة والمنشفة واليمنية، خليط سحري من التراث والأصالة، ومن ملامح سكان مدن الشرق المختلفة التي وهب أبناؤها حياتهم من أجل هذه الصناعة التي تحمل أسماؤهم وحضارتهم، هؤلاء السكان الذين أصبحوا اليوم لاجئين أو مبعدين بعد حروب طويلة لا زالت تعبث بهم، مشيرا ان خرجت ، موضحا لم تكن الدراعة فقط من تحمل هذا المزيج الثقافي الشركسي المحلي، بل أيضًا قطعة القماش الحريرية المزخرفة التي تغطي جزءً من الوجه وتسمى باليمنية، لأن تجار اليمن كانوا يحملونها معهم عبر طريق "تجارة البخور" إلى مدينة الخليل إحدى المحطات الهامة في وجهتهم نحو شمال بلاد الشام، كما أن غطاء الرأس المصنوع من قماش (الموسوليني الأبيض) الآتي من مدينة الموصل في العراق، كان يعطي لهذا التصميم رونقًا خاصًا تميزت به نساء المدينة على كل نساء مدن بلاد الشام، وكانت اللوزة الذهبية التي تزين صدر النساء إحدى أهم مكونات حلي المرأة، وتحكي عن مكانتهن الاجتماعية حسب حجمها ووزنها والنقش الذي يزينها، وكان يسمى "نقش عصملي".
عام حاسم
وأوضح الحرباوي، كان هذا العام حاسمًا في تاريخ المدينة، فقد سقطت آمال العرب بالوحدة والاستقلال، فقبلها بأشهر زارت لجنة كينغ جرين المدينة في حزيران 1919م، وسألوا الناس عن طموحهم، فطالبوا باندماج فلسطين مع سوريا تحت حكم الملك فيصل الذي كانت جيوش فرنسا تقترب منه في دمشق، تم اسقاط حكم الأمير في شهر 7 عام 1920 ليتم إعلان الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والانتداب البريطاني على فلسطين، في هذا العام تمزق العالم العربي تحت بنادق المحتلين وطرق التجارة وخانات المدينة التي لم تعرف الحدود باتت خاوية من التجار والبضائع ولهجات الزوار القادمين من شتى مدن الشام ومصر والحجاز واليمن.
دلالات
عمر عمران قبل حوالي سنة
اتمنى ان ترفدون بشرح تفصيلي مع صور عن اللباس الدارج في الخليل و فلسطين في الفترة من ١٩٢٠ ل ١٩٦٠. اللباس المعني لنساء المتوسطات العمر، الترواك و الجورجيت و النساء ا لكبيرات بالعمر
Zohoor ,oussrawi قبل ما يقرب من 2 سنة
ماشاءالله
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
نتنياهو يرفض توسيع صلاحيات فريق التفاوض مع حماس
واشنطن ترفض قرار المحكمة الجنائية الدولية بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
نيويورك تايمز تكشف تفاصيل اتفاق وشيك بين إسرائيل ولبنان
الأكثر قراءة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.7
شراء 3.69
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 3.85
شراء 3.83
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 82)
شارك برأيك
الدراعة والمنشفة واليمنية خليط سحري من تراث وأصالة الخليل