نابلس - "القدس" دوت كوم - غسان الكتوت - حينما تلقى الفتى غيث يامين رصاص الاحتلال برأسه في أيار الماضي واستشهد على إثره، كان صديقه الفتى أحمد شحادة يقف إلى جانبه يعاهده على أن يلحق به شهيدًا في أقرب فرصة، ولم تمض 6 شهور حتى وفى بوعده.

واستشهد شحادة في ذات الظروف التي استشهد فيها رفيقه يامين، زمانًا ومكانًا ومناسبة، فكلاهما أصيب خلال التصدي لقوات الاحتلال التي اقتحمت مدينة نابلس لتأمين الحماية للمستوطنين الذين اعتادوا على اقتحام قبر يوسف بحجة الصلاة وأداء طقوسهم التلمودية، وكلاهما استشهد بعد دقائق من وصوله لمستشفى رفيديا متأثرًا بجراحه.

أما المكان فهو -كما يروي شهود عيان- في ذات الموقع بشارع عمان حيث المواجهات الأعنف مع الاحتلال خلال الاقتحام.

أمجد شحادة، والد أحمد قال وهو يحاول حبس دموعه "أحمد تمنى الشهادة والحمد لله نالها".

في ليلته الاخيرة، تناول أحمد طعام العشاء سوية مع أفراد عائلته، ثم استأذن بالخروج متحججًا بقضاء بعض الوقت مع أصدقائه، وبعد ساعات فوجئت العائلة بأن ابنها مصاب في المستشفى.

هرعت العائلة إلى المستشفى لتكتشف أن ابنها بحالة حرجة للغاية، وما هي إلا لحظات قليلة حتى أبلغهم الأطباء باستشهاده.

ورغم قسوة الوداع، بدا والد أحمد مؤمنًا بقضاء الله وقدره، وقال: "كل شعبنا مستهدف من هذا الاحتلال المجرم، وكلنا نسير على هذا الدرب".

كان أحمد يخطط ليوم استشهاده كما لو كان يخطط ليوم زفافه، ولهذا فقد كان يحتفظ براية مع أصدقائه، هي راية عرين الأسود، وأوصى والده بأن توضع عليه عند استشهاده، وهو ما كان.

وقال والده: "أحمد شاب خلوق يحب شعبه ووطنه، ومن الطبيعي أن يتأثر بالشباب الذين استشهدوا، وكانت أمنيته الشهادة".

وبيّن أن ابنه كان يحدثه باستمرار عن شوقه للشهادة، ويقول له: "متى ستزفني شهيدًا؟".

كبر أحمد قبل أوانه، ورغم صغر سنه إلا أنه كان يعتمد على نفسه، ولهذا عمل في عدة مجالات، أخرها صاحب بسطة أدوات منزلية مع شقيقه مهدي.

مهدي الذي كان متأثرًا بشدة لفراق شقيقه، قال إنه في الفترة الأخيرة اشتدت علاقته به دون أن يدري ما الذي يخبئه له القدر.

وقال: "كنا نعمل معًا ويسند بعضنا بعضًا، ولا أدري كيف سأعيش بدونه".

وأكد أن أحمد بقي متأثرًا بشدة بعد استشهاد صديقه غيث وصورته لا تفارق مخيلته.