طرابلس- (أ ف ب) -قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأربعاء إنه حضّ الرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر على "منع" عناصره من ارتكاب جرائم، مع استمرار التحقيقات في ممارسات قواته.

وكريم خان هو أول مدع للمحكمة الجنائية الجولية يزور ليبيا منذ عقد، وقد وصل إلى البلاد السبت.

وتتنازع حكومتان السلطة في البلد النفطي الغارق في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، واحدة مقرها طرابلس (غرب) تشكلت بداية عام 2021 ويقودها عبد الحميد الدبيبة، والأخرى تشكلت في آذار/مارس الماضي ويقودها فتحي باشاغا بدعم من معسكر المشير خليفة حفتر الرجل القوي في شرق البلاد. وهناك عدد لا يحصى من الجماعات المسلحة والمرتزقة الأجانب المنتشرين في جميع أنحاء البلاد، على خلفية تدخلات عدة من قوى أجنبية.

وزار خان الإثنين مدينة ترهونة (غرب) حيث عُثر على مقابر جماعية يتواصل إخراج العشرات من الجثث منها منذ صيف 2020.

وتمّ العثور على أولى المقابر الجماعية بعد مغادرة قوات حفتر المدينة في حزيران/يونيو 2020 بعد عملية عسكرية استمرت من نيسان/أبريل 2019 إلى حزيران/يونيو 2020، حاول خلالها الوصول الى العاصمة طرابلس، لكنه فشل.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية خلال إحاطة قدّمها لمجلس الأمن عبر الفيديو إنه "تلقى أدلة ومعلومات بشأن مزاعم حول جرائم ارتكبها +الجيش الوطني الليبي+"، في إشارة إلى قوات حفتر.

وشدد على أن "القادة العسكريين أو الرؤساء العسكريين يجب أن يمنعوا وأن يقمعوا وأن يعاقبوا الجرائم عند ظهورها".

وشهدت ترهونة انتهاكات منذ العام 2015، في خضم الحرب الأهلية، عندما سقطت المدينة الواقعة على بعد 80 كيلومترًا جنوب طرابلس في أيدي الكاني، وهي ميليشيا محلية عنيفة بشكل خاص.

وحتى الآن، عثرت فرق من المباحث الجنائية والهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين على أكثر من 270 جثة في مقابر جماعية في ترهونة.

وقال خان "الضحايا يريدون إظهار الحقيقة. يريدون أن تُسمع أصواتهم، ويريدون أن يتم البت في الادعاءات قانونيا من قبل قضاة مستقلين وحياديين".

وقبل تعيينه مدعيا عاما للمحكمة الجنائية الدولية دافع خان عن سيف الإسلام القذافي، نجل الدكتاتور معمّر القذافي.

وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية سيف الإسلام القذافي بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".