عربي ودولي
الأحد 06 نوفمبر 2022 5:50 مساءً - بتوقيت القدس
في دمشق القديمة...أجود أنواع العطور في قوارير "أبو النور"
دمشق - (أ ف ب) -في متجره المتواضع في أحد أحياء دمشق القديمة، ينهمك محمّد المصري بخلط الزيوت في قوارير زجاجية ليُنتج منها عطوراً يقول إنها لا تختلف بشيء عن الماركات العالمية، لكنها أرخص بكثير.
يتحدر المصري من عائلة عملت لعقود طويلة في تصنيع العطور، ويعد أخواله الأشهر في دمشق في تلك الصنعة التي يمارسها المصري منذ 35 عاماً.
ويقول المصري (50 عاماً) "لا توجد لديّ أجهزة ضخمة، ليس لدي سوى ورشتي الصغيرة وهذا الأنف الذي دربته منذ كان عمري 15 عاماً".
تحيط القوارير الزجاجية بالمصري من كل ناحية وصوب في متجر لا يتسع سوى لثلاثة أشخاص على أبعد تقدير، وقد علق على جدرانه صوراً لزجاجات عطر من أشهر الماركات.
ويشدد المصري على أن منتجاته "مطابقة للنسخة الأصلية" من العطور العالمية.
ويقول "أتحدى أن يميز أحد بين العطر الأصلي وذلك المركّب لدي".
يستخدم المصري أنواعاً مختلفة من الزيوت، ومنها تلك المستخرجة من الياسمين والورد الشامي والمسك.
في دمشق القديمة، يقع متجر المصري في شارع ضيق بين سوق البزورية الذي تفوح منح رائحة البهارات والأعشاب والورد المجفف، وسوق المسكية، الذي يعبق برائحة البخور والمسك.
يُكاد متجر المصري لا يخلو من الزبائن، الذين وجدوا فيه البديل الأمثل لعطور بات شراؤها شبه مستحيل على وقع الأزمة الاقتصادية الحادة الناتجة عن النزاع المستمر في البلاد منذ العام 2011.
ويفوق سعر زجاجات العطر العالمية المئة دولار، ما يجعلها حكراً على الطبقات الغنية في بلد بات أكثر من تسعين في المئة من سكانه تحت خط الفقر.
ويبلغ متوسط الرواتب في الوظائف الحكومية والخاصة نحو 130 الف ليرة، أي حوالي 25 دولاراً بحسب سعر الصرف في السوق السوداء.
ويقول المصري "أستطيع أن أقدم عطراً قريباً للغاية من الرائحة الأصلية بأقل من ثلاثين ألف ليرة"، أي ما يعادل ستة دولارات فقط.
ويضيف "لا يوجد فارق في الجودة (...) العطور المركبة تناسب معظم طبقات السوريين".
ويقضي زبائن المصري بعضاً من الوقت لديه، يشمون القوارير المتعددة، أو يراقبونه بذهول أثناء خلط الزيوت بكل دقة وسرعة.
اضطرت شام الفلاح (24 عاماً) لأن تتخلى عن الصنف المفضل لديها، لعدم قدرتها على شرائه جراء تدهور الوضع المعيشي.
وتقول زبونة المصري "كنت أشتري عطوراً أجنبية في السابق لكن الآن بات الأمر مستحيل".
وتضيف أن "راتب موظف اليوم لا يكفي لشراء زجاجة عطر من الماركات الأجنبية".
وتخصصت أسرة الغبرة، أي عائلة المصري من جهة الوالدة، بمهنة العطارة منذ مئة عام على الأقل، على حد قوله.
والعطارة من المهن القديمة، وإن كانت قبل عقود مضت لا تقتصر فقط على صناعة العطور، بل تتضمن أيضاً المداواة بالأعشاب.
وليس زبائن المصري من أهل دمشق فقط، إذ قضى أحمد درة (60 عاماً) نحو ساعة على الطريق من مدينة الزبداني في ريف العاصمة لشراء خمس زجاجات عطر من المصري، الملقب "أبو النور".
ويقول الرجل الذي ارتدى عبارة تقليدية بنية اللون ووضع كفية حمراء اللون على رأسه، "لستُ خبيراً بأسماء الماركات الأجنبية، لكنّي أثق بأنف +أبو النور+، وأقصده خصوصاً ليعطيني عطراً على حسب ذوقه".
دلالات
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
أن تجد "الأونروا" نفسها لاجئةً في خيمة!
غزة والانتخابات الأمريكية
إسرائيل توجه تحذيرا لإيران من ضربها مجددا
الأكثر قراءة
كالكاليست: مصانع شمال إسرائيل تخفي أضرارها عن عملائها خوفا من فقدانهم
التحذيرات الأمريكية من انهيار الاقتصاد الفلسطيني.. رسائل سياسية أم مخاوف حقيقية؟
عثرة اقتصاد الصين تدفع شركات عالمية لتغيير إستراتيجياتها
"مجلس الأمن" يطالب بتمكين الأونروا من تنفيذ مهامها ويحذر من المساس بها
"المعابر والحدود": السماح بإدخال زيت الزيتون إلى الأردن بواقع 16 لترا لكل عائلة
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
%50
%50
(مجموع المصوتين 4)
شارك برأيك
في دمشق القديمة...أجود أنواع العطور في قوارير "أبو النور"