حديث القدس
ممارسات الاحتلال وجماعات الاستيطان المغرقة بالتطرف تشكل تصرفات في منتهى العنصرية والحقارة، وآخرها وليس اخيرها، قيام مستوطنين بتمزيق وحرق نسخ من القرآن الكريم في الخليل، ومما يؤكد هذه الحالة الاقتحامات المتكررة للمسجد الاقصى المبارك، والدعوات من مجموعات ما تسمى «مجموعات الهيكل» الى القراءة الجماعية للتوراة في الحرم القدسي الشريف.
ولقد قام مئات اليهود المتطرفين والمتدينين في مسيرة استفزازية بالبلدة القديمة من القدس وهم يرددون الشعارات العنصرية والدعوات الى اخراج الفلسطينيين من العاصمة الموعودة وتهويدها بشكل كامل ومتكامل.
كما ان الاحتلال فرض حصارا يكاد يكون شاملا في مدينة القدس وخاصة في احيائها الشمالية مثل شعفاط وبيت حنينا وأقام الحواجز على الطرق ومنع وصول الفلسطينيين الى المدينة والصلاة في المسجد الاقصى، كما فرض عقبات امام وصول المقدسيين اليه، ظنا منه ان هذه الاجراءات سوف تؤدي الى تحقيق اطماعه في تهويد المدينة.
على الاحتلال ان يدرك ان كل هذه الممارسات لن تلغي الوجود الوطني الفلسطيني ابدا، لأن ابناء شعبنا متمسكون بكل القوة بحقوقهم والدفاع عن مقدساتهم، مهما طال الزمان او قصر، ومتمسكون بوجودهم الوطني فوق ارضهم وحماية مقدساتهم.
ولا بد في هذا السياق من الاشارة الى ان المسجد الاقصى المبارك لا يمثل قضية وطنية فلسطينية فقط وانما هو قضية تخص كل العرب والمسلمين في كل انحاء العالم وأعدادهم بالملايين او حتى بالمليارات، وهم وان صمتوا مؤقتا فإنهم لن يصمتوا الى الابد ولن يقفوا صامتين، ازاء تدنيس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبلد الاسراء والمعراج.
يجب ان يدرك المتطرفون اليهود ان الاساءة الى المقدسات الاسلامية في فلسطين سوف تؤدي الى نزاع ديني وربما الحرب في هذا السياق، ولن يقبل اي عربي او مسلم، بالاساءة الى ما يعتز به ويؤمن انه قضية دينية من الدرجة الاولى.
ونقول لكل هؤلاء المغرقين بالتطرف والعنصرية ايها الراكضون وراء السراب والاوهام، افيقوا وأدركوا ان ممارساتكم هذه ستؤدي الى حرب دينية من الدرجة الاولى سواء أطال الزمان او قصر، وان عليكم ان تتوقفوا عن مثل هذه الممارسات الحمقاء..!!
كما نقول لكل العرب والمسلمين، اين انتم واين هي ردود فعلكم، ولماذا هذا التعامي او التجاهل لما يجري وعما يخططون له ؟!