أقلام وأراء
السّبت 03 سبتمبر 2022 11:05 صباحًا - بتوقيت القدس
ليس بعد قتل الاطفال ذنب
بقلم: الاسير هيثم جابر
ليس بعد قتل الاطفال ذنب ولا استغرب المستوى الاخلاقي الهابط جدا الذي وصل اليه جنود دولة الاحتلال ومنظومتها الامنية. فمن يقصف طفلا عن سبق اصرار فهذا مجرد من كل القيم الانسانية والبشرية والاخلاقية. اكثر من خمسة عشر طفلا استشهدوا في العدوان الاخير على قطاع غزة ، كل طفل في هؤلاء رواية طويلة اكثر من عمر كيان الاحتلال . كل طفل في هؤلاء الراحلين الى الله قسرا، قصة وحكاية وحياة طويلة قطعتها قنابل دولة القتلة التي تعتبر نفسها دولة اخلاقية والرابعة في العالم تكنولوجيا وانها تقوم باستهداف المقاومين فقط بعيدا عن الاطفال والنساء والمسنين والأبرياء العزل. وهذا هو الكذب الذي يضخه الأعلام العبري، الوجه الاخر لآلة الحرب الاسرائيلية.
لكن المستوى الاخلاقي الهابط لهذا الكيان الذي اصبح يكره كل ما هو فلسطيني سواء كان شابا او طفلا او شيخا بحيث اصبحت حياة الفلسطيني ادنى بكثير من حياة الحيوانات .
اثناء العدوان الاجرامي على مدينة نابلس والذي ذهب ضحيته اربعة شهداء على رأسهم العملاق الشهيد ابراهيم النابلسي، قتل "كلب" كان برفقة جنود الارهاب الذين نفذوا عملية الاغتيال الجبانة. لهذا الكلب اسم ورقم، كما انه مدرب، بل ودفن كأنه جندي مقاتل !!.
الكلب الذي يدعى "زيلي" حمل اسم مدربه في كيان الاحتلال وحاز على تغطية اعلامية كبيرة جدا ووصفته اجهزة الاعلام الاسرائيلية، على صفحاتها الاولى خاصة الاعلام المكتوب والتي عنونت الخبر "بطل" على اربعة اعمدة، مضيفة الى ذلك الخبر صورة الكلب "زيلي" الامر الذي استفز حتى مدرب الكلب نفسه الذي اعتبر الحالة الاخلاقية التي وصل لها مواطنوه والاعلام الاسرائيلي المتواطئ، انحطاط اخلاقي جدا لم يصل اليه من قبل.
اعتبر مدرب الكلب "زيلي" ان حيازة كلب ،،، مجرد كلب على تغطية اعلامية واسعة جدا وتجاهل قتل طفلة لم يتجاوز عمرها الخامسة ، امر مقلق وحالة خطيرة وصل اليها المجتمع الاسرائيلي، ... هذا النقد الخجول من المدرب "زيلي" صاحب الكلب المذكور، نابع ليس لان ضميره استفاق فجأة أو اصبح محبا للشعب الفلسطيني. بل بكل تأكيد ليس الأمر كذلك فهو يريد ان يرى شعبه ومجتمعه رغم كرهه للفلسطيني
يتحلى ببعض القيم الانسانية تحترم الانسان،... الامر الذي فقده الفاشيون الجدد في مجتمع دولة الاحتلال .
"أولاد زيلي" يعتبرون حياة الفلسطيني أدنى بكثير من حياة "زيلي الكلب"، بل حياة العربي الفلسطيني لا تصل اصلا الى مستوى الكلاب والحيوانات بالنسبة لهم.
هذا هو المستوى الاخلاقي الذي وصل اليه مجتمع دولة الاحتلال، ولا غرابة في ذلك لانه ليس بعد قتل الاطفال ذنب، ليس بعد اعدام الاطفال في الشوارع ذنب، أطفالنا الذين لا يفهمون في الاستراتيجيات العسكرية ولا في تفاهمات "جنيف"، أكثر أخلاقا وأكثر قيما من هؤلاء الذين لا يصل مستواهم الأخلاقي الى مستوى "زيلي". عندما كان الطفل الفلسطيني يهاجم هدفا احتلاليا برغم انه لا مقارنة بين من يحمل سكينا وبين من يحمل عشر بنادق تقف في وجهه ويعرف مسبقا انه لن يعود، كان يذهب ويبحث عن تجمع للجنود .. لا يذهب الى من يسمون انفسهم "مدنيون" ابدا، رغم انه لا يوجد مدني واحد في كيان الاحتلال باعترافهم . وخير دليل المقولة العبرية التي مفادها:"كلنا شعب محارب" وآخر عملية اعدام لأحد ابناء شعبنا في شوارع القدس المحتلة كانت على يد مصور صحفي اسرائيلي، يحمل سلاحا ناريا وليس كاميرا، ويقوم بقتل فلسطيني مسلح فقط ب"مفك" وقبله قام أحد جنودهم بتفريغ مخزن رصاص كامل في جسد طفلة فلسطينية كان سلاحها الخطير جدا مجرد "مقص" أقمشة صغير. ليس غريبا على هؤلاء ان لا يذكروا خبر استشهاد اكثر من خمسة عشر طفلا في الاعلام العبري بينما يذكر المقاتل الشرس الكلب "زيلي" الذي قتل اثناء اقتحام "جيش الاحتلال" الجرار مدينة نابلس بكل عدته وعتاده من أجل قتل فتيه لم تتجاوز أعمارهم التاسعة عشر عاما.
الأمر الأخير الذي لا يعرفه "أولاد زيلي" في دولة الاحتلال، أن من يرتقي في مواجهة الاحتلال يعيش في قلوبنا الى الابد ويصبح فكرة قائمة بذاتها وان كانت القوة تصنع لهم قيمة وثمنا فنحن قيمتنا بافكارنا ودمائنا النازفة ثمنا لحرية هذه الأرض.
عقولنا ستبقى تصيغ أفكارنا بالدماء لتحيا الى الابد بين الأحياء .
"أولاد زيلي" لن يستطيعوا كسر ارادة شعب يرضع اطفاله الغضب مع الحليب.
قتل كلب في غاية جريمة لا تغتفر...
وقتل شعب بأكمله قضية فيها نظر...
هذه أخلاق أولاد "زيلي" وما يسمى بالعالم الحر المتمدن . !!
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
مصير الضفة الغربية إلى أين؟
عقل صلاح
كيف نحبط الضم القادم؟
هاني المصري
هل من فرصة للنجاة؟!
جمال زقوت
تحية لمن يستحقها
حمادة فراعنة
قل لي: ما هو شعورك عندما ترى أحداً يحترق؟!
عيسى قراقع
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
استهداف الصحفيين بالقتل والاعتقال.. محاولة للتعمية على الجريمة الـمُدوّية
الأكثر قراءة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
عبدالعزيز خريس.. فقد والديه وشقيقته التوأم بصاروخ
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 78)
شارك برأيك
ليس بعد قتل الاطفال ذنب