Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الأربعاء 31 أغسطس 2022 6:05 مساءً - بتوقيت القدس

صور|| عائلة "نصاصرة" حكاية صمود تروي معاناة أهالي "طانا"

نابلس - "القدس" دوت كوم - بسمة أبو عيادة/ الرواد للصحافة والإعلام - "لم أنم ليلة واحدة مطمئنة القلب، فأنا أغفو مترقبة بعينين قلقتين وبجوارح حذرة، خوفًا من لحظة غدر قد أحرق فيها أنا وزوجي وأبنائي داخل هذا الكهف على يد المستوطنين، كما فعلوا بعائلة دوابشة من قبل".


بهذه الكلمات وصفت "أم نزار" لحظات الرعب التي تعيشها مع أسرتها كل ليلة منذ أن قرروا البقاء في كهف على أرضهم في خربة طانا شرق نابلس.

تحدٍ وصمود


بعد رحلة غير قصيرة، أخذتنا مركبتنا في طريق شديدة الوعورة إلى خربة "طانا" التابعة لبلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس، وبينما كنا نتذمر من درجات الحرارة المرتفعة وهي تقترب من الأربعين، كانت نعمة فواز نصاصرة "أم نزار" تعد خبز الطابون لأسرتها أمام لهيب الطابون تحت أشعة الشمس الحارقة، ودون تذمر، وكأن لسان حالها يقول إن درجات الحرارة مهما اشتدت لن تكن أشد قسوة من لحظة تهجيرهم من أرضهم.


تقول أم نزار البالغة من العمر 50 عامًا، وهي تمسح عن جبهتها حبات العرق: "أنا أم لخمسة أبناء، ثلاثة منهم من الذكور، أعيش في هذا الكهف حفاظًا على أرضنا من أطماع المستوطنين، فالاحتلال يمنعنا من البناء، وكل يوم نتعرض للتضييق المستمر من سلطات الاحتلال التي تمنع وصول المياه والكهرباء لنا، وتغلق الطرق علينا".



وتضيف: "نتعرض لكافة أشكال الاستفزاز والازعاج من المستوطنين لكي يرغمونا على الرحيل".

محاولة قتل


وتروي "أم نزار" تفاصيل حادثة تعرض لها ابنها نزار (20 عامًا) للاختطاف على يد مجموعة من المستوطنين، وتقول بعينين حزينتين خائفتين: "لقد تبعوه وتربصوا به وهو يرعى الاغنام، ولما حانت لهم منه فرصة انهالوا عليه بالضرب المبرح، ولولا لطف الله لقتلوه دون أن يدري به أحد".


وتشير إلى أن مجموعة من سكان الخربة كانوا يرعون الأغنام في المنطقة، شاهدوا الحدث، وركضوا نحوهم وخلصوا نزار من بين أياديهم.


لكن هذه لم تكن الحادثة الأولى، بل إن طفلها محمد (13 عامًا) تعرض أيضًا لموقف مشابه، فقد طاردته مجموعة من المستوطنين بكاميرا طائرة "درون" لتصطدم به، لكنه اختبأ منهم داخل كهف صغير لمدة تزيد عن ساعتين.

خطر مستمر


وخلال حديث "أم نزار" عما تعرض لها ولداها، لم يتمالك زوجها بسام جميل نصاصرة، دموعه، وبدأ  يضرب بعكازه الأرض ضربات متتالية يخفي بها ملامح القهر التي بدت عليه، وتعبيرًا صريحًا منه أن لا شيء أغلى وأثمن من العرض والأرض.


وتقول أم نزار بنبرة متمردة على الظلم: "مع هذا فإننا لن نرحل ولن ننهزم، فسنبقى صامدين على أرضنا".


وتضيف: "منذ أن اتخذنا هذا القرار لم أنم مطمئنة القلب، بل ننام في حالة ترقب دائم أنا وزوجي الذي يشاطرني هذا القلق في كل ليلة، خشية اقتراف المستوطنين أية جريمة بحقنا أو حتى حرقنا داخل الكهف، كما فعلوا بالأراضي والأشجار المجاورة لنا، وكما فعلوا بعائلة دوابشة عام 2015".


لم تتوقف المعاناة هنا، وتبين أم نزار أن سلطات الاحتلال تَعُد خربة طانا منطقة عسكرية، وهم بين الفترة والأخرى يصدرون قرارًا يقضي بإخلاء الخربة لمدة خمس ساعات لغرض تدريبات عسكرية لجيشهم في أماكن سكن الاهالي، يتخللها اطلاق نار كثيف وعشوائي، وتحدث خسائر مادية لسكان المنطقة، ومن ضمنها اتلاف ألواح الطاقة الشمسية للعائلة الذي يعتبر مصدر الانارة الوحيد.
 
هاجس مرعب


ويصف "أبو نزار" شعور خوفه الدائم على ابنتيه، بقوله: "هدول عمري وما بقدر أتخيل حد ممكن يئذيهم ولو حتى بنظرة لأني عايش عشانهم"، مضيفًا أنه لا يستطيع الخروج من (طانا) إلا في أوقات النهار، خشية من لحظة اتصال على هاتفه من زوجته يفيد بأن أحد أفراد أسرته تعرض لاعتداء الاحتلال أو المستوطنين.



سألناه: ماذا لو اعتقلتك قوات الاحتلال؟ ألجمه السؤال وبقي صامتًا لم ينبس ببنت شفه، وذهب في شرود طويل، وكأنه الكابوس الآخر الذي يحاذره كأب، ليس خوفًا من الاعتقال، إنما خوفًا من أن تفقد زوجته وأبناءه مصدر أمانهم الوحيد.


ويشير أبو نزار إلى إنه تعرض للكثير من المضايقات والتهديدات من المستوطنين، لكنه متشبث بأرضه ولن يتخلى عنها، قائلاً بحزم: "إن التخلي عن جزء من الأرض يعني التخلي عن فلسطين بأكملها".


ويضيف: "رغم صعوبة الحياة هنا والقلق وعدم الأمان، إلا أنني سأبقى صامدًا متحديًا وإن لم يبقَ في طانا سواي".

معاناة طانا


عائلة نصاصرة، ليست وحدها تعاني هنا، فمساحة طانا تقدر بحوالي عشرة آلاف دونم، تسكنها أربعون عائلة، بما يقارب 300 نسمة، يعملون في الرعي والزراعة، كلهم يعانون ويلات الاحتلال.



فمنذ عام 1976 تعرضت الخربة لعدة عمليات مصادرة لأراضيها لبناء مستوطنات، كما هدمت جميع منازلها مرتين، رغم كونها بنيت بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وهدم مسجد ومدرسة البلدة الوحيدين، ولا زال الاحتلال يمنع أي اعمال شق وتعبيد للطرق، ويمنع البناء ويعيق عملية توريد الأعلاف للأغنام نظرًا لأن سكان المنطقة يعتمدون على تربية الحيوانات، كما يحرمهم المياه والكهرباء لإجبارهم على الرحيل من الخربة.

دلالات

شارك برأيك

صور|| عائلة "نصاصرة" حكاية صمود تروي معاناة أهالي "طانا"

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 27 نوفمبر 2024 10:27 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.64

شراء 3.63

دينار / شيكل

بيع 5.15

شراء 5.12

يورو / شيكل

بيع 3.83

شراء 3.8

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%54

%46

(مجموع المصوتين 127)