أقلام وأراء

الأربعاء 31 أغسطس 2022 10:37 صباحًا - بتوقيت القدس

تطبيق حل الدولتين قبل ادماج الفلسطينيين في التحالفات الاقليمية

بقلم:د.هاني العقاد


التقى القادة العرب في مصر بمدينة العلمين مؤخراً وللمرة الثالثة خلال فترة ثلاثة شهور الأولى كانت قبل القمة العربية لأمريكية في تموز المنصرم في الرياض والثانية كانت اثناء القمة التي اعتبرت حدثا مهما في الإقليم والتي فحصت فيها امريكا مدى تطور مصالحها وقوة علاقاتها مع دول الإقليم من خلال محاولتها اخراط دولة الاحتلال في منطقة الخليج العربي كعضو في تحالف دفاعي أولا ومن ثم عضو في حلف استراتيجي سياسي واقتصادي وامني كبير يضم اكثر من تسع دول عربية وهي الدول التي تربطها مع دولة الكيان اتفاقيات سلام واتفاقيات تطبيع ثانيا .اليوم بعد مضي شهرين على تلك القمة يعود خمسة قادة عرب للاجتماع من جديد وكأن لديهم برنامج لقاء دوري تشاوري في ملفات المنطقة التي من شانها ان توفر الامن والاستقرار للجميع وتساهم في نمو اقتصادي وامني مشترك مع دولة الاحتلال الا ان الملف الفلسطيني يثبت انه الملف المركزي بقضاياه الكبري والتي يعتبر فكفكتها امر بالغ التعقيد وبالتالي يعود الملف بكل قوة من جديد ويفرض على القادة العرب بحث حل الصراع على أساس حل الدولتين قبل محاولة ادماج الفلسطينيين في أي تحالفات إقليمية .

لم تغيب رؤية الفلسطينيين المتكاملة لحل الصراع عن طاوله البحث في أي اجتماع عربي على مستوى القمة , مصر والأردن تدركانها على راس التحديد وهذا يعود للروابط السياسية والاستراتيجية الكبيرة التي تربطهما بالقيادة الفلسطينية وخاصة انه يوجد حالة تشاور مستمر مع القيادة الفلسطينية بين الفينة والأخرى وبالتالي فان الرؤيا الفلسطينية لحل الصراع أصبحت ثابت من الثوابت التي تقف في طريق أي خطة ازدهار ونمو سياسي واقتصادي بالمنطقة بالشراكة الامريكية والإسرائيلية ,لا يستطع القادة العرب تجاوزها والعمل باي شكل من الاشكال مع أي شركاء دوليين سواء كانت اوروبا او أمريكا مع تجاهل الرؤيا الفلسطينية التي هي بالأساس قائمة على حل الدولتين ومبنية على أساس المرجعيات الدولية والإقليمية لحل الصراع وأهمها مبادرة السلام العربية 2002 , ولعل ما تسعى اليه القيادة الفلسطينية اليوم هو انقاذ حل الدولتين من التقويض بفعل المخططات الصهيونية الاستيطانية التي تتصاعد يوما بعد اخر وتقضم من الأرض الفلسطينية ما يجعل التواصل بين مدنها واطرافها امرا شبه مستحيل ,ولعل اخطر ما يواجه الفلسطينيون اليوم هو مضي دولة الاحتلال في فرض وقائع على الأرض تؤكد بان دولة الاحتلال تسعي الى تصفية الصراع على الطريقة الإسرائيلية دون اعتراف بالفلسطينيين كشركاء للسلام الذي هو أساس للسلام الاقليمي الذي تسعى اليه إسرائيل .

ان من اهم التوجهات المطلوبة عربيا هو العمل مع الشركاء الدوليين كالولايات المتحدة ومجموعة ميونخ الرباعية باعتبار مصر والأردن أعضاء لإقناع تلك الدول بلعب دور مركزي في الضغط على دولة الاحتلال للكف عن تنفيذ المخططات أحادية الجانب فيما يتعلق بالصراع والقبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين. المجموعة الخماسية تدرك اليوم ان دولة الاحتلال تريد علاقات تطبيعيه كاملة معهم دون ان تتقدم في ملف حل الصراع على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الخاصة بعملية السلام وهم امام سياسة احتلالية غير واضحة وهذا ما لمسته مصر مؤخرا بان دولة الاحتلال تريد العمل مع العرب كأدوات لتصفية الصراع مع للفلسطينيين من طرف واحد وادركت ان دولة الاحتلال توظف وساطة مصر لصالحها وهذا ما اغضب مصر كثيراً ووتر العلاقات لدرجة ان المخابرات المصرية بدأت بالفعل بتقليص دور الوساطة بين دولة الاحتلال والفلسطينيين الى ادنى مستوى, لكنها حافظت على سياسة وقف المواجهات والصدامات المسلحة بين الفلسطينيين والإسرائيليين لان مصر تعرف ان هذه المواجهات المسلحة دائما تعرض الامن القومي المصري للخطر من ناحية وتؤلب الشارع المصري على القيادة المصرية من خلال اثارة الشارع المصري لان هناك روابط ديموغرافية وروحية واجتماعية بين المصرين والفلسطينيين خاصة في غزة. يستحيل اقناع الفلسطينيين بالاندماج في التحالفات التي ترعاها وتوجهها أمريكا والتي تكونت لصالح انخراط دولة الاحتلال بالمنطقة دون ان ينتهي الاحتلال ويقر الجميع بحق تقرير مصير الفلسطينيين ودون وجود دور امريكي فاعل وحقيقي للجم الاحتلال الإسرائيلي الذي يسابق الزمن لفرض وقائع من طرف واحد لحل الصراع. الذي بات مهما وتدركه المجموعة الخماسية ان انخراط الفلسطينيين في أي تحالفات إقليمية أمريكية إسرائيلية عربية مرهون بمدى تقدم الولايات المتحدة الامريكية في تطبيق حل الدولتين وما يلزم على الأرض من إجراءات توقف فيها دولة الاحتلال كل ممارساتها التي تستهدف أولا واخير القضاء على امل الفلسطينيين بالعيش في دولة كاملة السيادة، مستقلة ترتبط جغرافيا وسياسيا مع دول الإقليم والعالم.

إن اعتقد قادة المجموعة الخماسية ان بإمكانهم اقناع الفلسطينيين واغرائهم القبول بالجلوس على طاولة المفاوضات مع دولة الاحتلال على أساس التطبيع الإسرائيلي العربي والانخراط في الاتفاق الابراهيمي المشين عليهم ان يدركوا ان امامهم ما لا نهاية من الاجتماعات ,وما لانهاية من السنوات ليتأكدوا ان الفلسطيني الذي يمكن ان يقبل بما يطرح سراً الان لم يولد بعد , وهو حل مختزل لحل الدولتين بوصاية امنية واقتصادية عربية إسرائيلية أمريكية مشتركة وهذا بالتأكيد لا ينهي الصراع ولا يعيد الامن والاستقرار المفقود منذ عقود للمنطقة ولا يجعل من اتفاقات التطبيع التي تسعى اليها دولة الاحتلال مع الدول العربية اتفاقات فاعلة وناجزة وعلى دولة الاحتلال وحليفتها واشنطن ان يدركا ان أسلوب اختزال الصراع وتفكيكه امر مستحيل وما هو الا تعقيد للصراع  من شانه ان يزيد الفلسطينيين عناداً لانهم ادركوا ان مفتاح كل شيء في الإقليم أصبح مرهونا بحل الصراع على أساس حل الدولتين.

دلالات

شارك برأيك

تطبيق حل الدولتين قبل ادماج الفلسطينيين في التحالفات الاقليمية

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%0

%0

(مجموع المصوتين 0)