أقلام وأراء

الإثنين 25 يوليو 2022 10:30 صباحًا - بتوقيت القدس

الشاعر...من له مصلحة بحرف البوصلة

بقلم: د خالد معالي


عبر التاريخ، بات من المعلوم في كل الثورات أو الشعوب التي احتلت أراضيها، يسارع العقلاء والحكماء إلى تبريد وتجميد التناقضات الداخلية مهما كانت قوتها وحدتها، لأنه بإطلاق سراحها، وتحفيزها أو تقويتها يتم هدر طاقات خلاقة، والتراجع سنوات للخلف، وهو ما يصح ولا يقبل أخلاقيا وعقليا.

إطلاق النار على د. ناصر الدين الشاعر وإصابته في رجليه، وعدم نجاح عملية القتل – ألطاف الله- لا تفهم غير أن التناقض الرئيس مرتاح لها، لأنه بذلك توجه الطاقات والبوصلة لغير وجهتها الصحيحة، من باب فرق تسد.

قد يقول قائل بان ما حصل هو تناقضات بين حماس وفتح، ولا يصح تعليق كل شيء على شماعة الاحتلال، وان الموضوع ضمن هذا السياق، إلا أن هذا غير دقيق، فحركة فتح حركة مناضلة قدمت قافلة من الشهداء، ومن يناضل بحق وضمير حي، تكون بوصلته المحتل دوما، وليس غير ذلك.

إذن من قام بهذا؟! قد يتساءل المرء؟ من قام بهذا الفعل لم يقرأ الخارطة الفلسطينية جيدا، وإلا كيف نفسر أن الكل أدان واستنكر، من فتح والسلطة وكل القوى الأخرى، بل إن كل الشعب بجميع أطيافه استنكر ولا يقبل بالخطأ، وهذا دليل وعي متقدم، وبات المطلوب ترجمة هذا الوعي إلى أفعال على الأرض من خلال وحدة وطنية قائمة على أسس نضالية، تمنع اللجوء لهكذا أفعال في المستقبل، كي يبقى شعبنا في دائرة الأمن والأمان من ناحية الأمن والسلم الأهلي، والتفرغ لمقارعة الاحتلال، وليس مقارعة بعضنا بعضا، واستنزاف طاقاتنا.

على مستوى الأفراد والعائلات، أو المؤسسات والقوى، وحتى الدول والحضارات العظيمة، كان يوجد دوما من لا تعجبه الحالة، لا لتطويرها، بل للتشويش ومحاولة وقف تقدم القطار، وبدل الذهاب لصناديق الاقتراع، يلجا لصناديق الرصاص كونه يعلم أن القطار فاته، أو على وشك أن يفوته.

فور ما حصل، ركز د. الشاعر على الوحدة الوطنية وهو ينزف، بذلك هو يعرف ويدرك الحالة الفلسطينية ويقرأها جيدا، بعكس من أطلقوا النار عليه، ولو أن نفسهم كان وحدويا، لما قاموا بما قاموا به، من فعل دخيل، وخارج عن قيم وأخلاق شعبنا، كون الخلافات والتناقضات الداخلية الفلسطينية الفلسطينية لا تحل إلا بالقانون والحوار وليس بصناديق الرصاص.

قد يقول قائل: ما الحل بعد الذي حصل؟! فهل يقبل أي فلسطيني أن يكون الحل هو الذهاب نحو الانتحار الذاتي، بفوضى عامه، وفقدان الأمن والأمان، وتعظيم التناقضات الداخلية، وجعل الاحتلال يتفرج ويضحك علينا ونهدر طاقاتنا مجانا؟!

مما سبق لا بد من تعزيز وتعظيم الوحدة الداخلية الشاملة، وهنا لا يصح أن يبقى الشرفاء والأحرار والحكماء من فتح وقوى الشعب الفلسطيني في دائرة الصمت، فقد حان دورها لتقول كلمتها: لا بديل عن الوحدة الوطنية، ولفظ كل ما يعطلها ويشوشها، ولنتعلم من أحزاب وقوى الاحتلال على كثرتها وتناقضاتها، لا تلجا للسلاح والعنف نهائيا، بل قانون ناظم يحكمهم جميعا، ويتفقون على شعبنا، فمن أحق بالوحدة؟! نحن أصحاب الحق؟! أم هم أصحاب الباطل وظلم واحتلال الشعب الفلسطيني؟! 

دلالات

شارك برأيك

الشاعر...من له مصلحة بحرف البوصلة

-

هادي تامر قبل حوالي 2 سنة

جميل

المزيد في أقلام وأراء

إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع

حديث القدس

اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟

سماح خليفة

حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة

سري القدوة

لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة

راسم عبيدات

حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟

علاء كنعان

ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟

د. أسعد عبد الرحمن

التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن

جواد العناني

متى يرضخ نتنياهو؟

حديث القدس

سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة

بهاء رحال

السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024

كريستين حنا نصر

الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين

سري القدوة

المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات

وسام رفيدي

مبادرة مروان المعشر

حمادة فراعنة

سجل الإبادة الجماعية

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة

حديث القدس

المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة

المتوكل طه

عواقب خيارات نوفمبر

جيمس زغبي

النكبة الثانية والتوطين المقبل

سامى مشعشع

They will massacre you

ابراهيم ملحم

شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين

حمادة فراعنة

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟

%20

%80

(مجموع المصوتين 523)