أقلام وأراء
الأحد 24 يوليو 2022 12:14 مساءً - بتوقيت القدس
المطار والحقوق الجوية والإيكاو ICAO !
بقلم: د. دلال صائب عريقات
تم افتتاح مطار ياسر عرفات الدولي في 24 نوفمبر 1998 بحضور الرئيسين ياسر عرفات وبيل كلينتون. تعتبر المطارات أحد أهم المؤسسات السيادية في الدول، وبالتالي تم اعتبار افتتاح مطار ياسر عرفات الدولي كخطوة أساسية وهامة لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية في ذلك الوقت. الحديث اليوم عن مطار رامون قد يروق للبعض من ناحية إنسانية لأنه سيخفف من أزمة وصعوبة حركة المواطن الفلسطيني عبر مطار الملكة علياء الدولي عبر الجسر أو القاهرة عبر معبر رفح ولكن الخطر في مشروع مطار رامون أنه يجسد فكرة تقزيم القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية سياسية وطنية الى ملف شؤون إنسانية.
بالعودة لمطار غزة، هناك تفاصيل لا بد من ذكرها. تم افتتاح مطار ياسر عرفات الدولي في محافظة رفح في قطاع غزة في 1998، بتمويل من اليابان ومصر واسبانيا وألمانيا والسعودية بتكلفة حوالي 90 مليون دولار. المطار كان يستوعب نقل 700,000 مسافر سنوياً، وكان يعمل 24 ساعة يومياً على مدار العام، تم تصميم المطار وفق العمارة الإسلامية على يد معماريين من المملكة المغربية على شاكلة مطار الدار البيضاء، كان يبلغ طول مدرجه 3,076 متراً، مكون من 19 مبنى، والمبنى الرئيس مساحته 4000 متر مربع. طاقم موظفي المطار ضم 400 شخص. لكن المطار سرعان ما توقف عن العمل في ديسمبر 2001 بعد أن تم قصفه من قبل الجيش الاسرائيلي مما ألحق به دماراً فادحاً. عملت دولة الاحتلال على قصف محطة الرادار والمدرج لكن ساحة المطار لم تتعرض لدمار بالغ في ذلك الوقت وما لبثت الدبابات الإسرائيلية حتى عملت على تمزيق المدرج إلى أجزاء في يناير 2002. ثم قصفت إسرائيل المبنى الأساسي في المطار أثناء حرب لبنان 2006 وبعدها تجرد المطار من محتوياته على يد اللصوص المرتزقة، حيث لم تتمكن الشرطة الفلسطينية من احتواء الموقف خاصة بعد الانقسام الذي حل بشعبنا ومقدراته.
كان لنا مطار دولي، واليوم لا مدرج ولا مهبط ولا طائرة ولا حتى إسفلت! من حق الفلسطيني أن يكون له مطار وأن يسافر بكرامة! هذا ليس حلم، هذه حقيقة ولن يضيع حق وراءه مطالب، المسألة في نقاش الحلول الجزئية أنها تحول القضية الفلسطينية لمسألة إنسانية. خدمة احتياجات المواطن جوهرية ولا نقلل من أهمية التفكير في حلول خلاقة لتوفير ما يخدم المواطن، ولكن علينا كفلسطينيين تذكير اسرائيل بمسؤوليتها عن تدمير المطار وحرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه. بدلاً من رامون، لمَ لا تتوقف السياسات الاستفزازية على الجسر ولمَ لا نبحث ضرورة تشغيل مطار قلنديا او مطار ياسر عرفات الدولي الذي دمرته الصواريخ الاسرائيلية؟!
وبهذه المناسبة لا يسعنا سوى التطرق لاتفاقية شيكاغو 1944 التي أسست لعمل الطيران المدني الدولي، وتنص الاتفاقية في المادة (6) على أن لكل الدول الموقعة عليها السيادة الكاملة على مجالها الجوي، بحيث "لا يجوز لأي خط جوي دولي منتظم أن يطير فوق إقليم دولة متعاقدة إلا إذا كان يحمل إذنا خاصا أو ترخيصا من قبل تلك الدولة"، كما أن المادة (9) من الاتفاقية توضح أن من حق الدولة أن تمنع الطيران بمجالها الجوي لظروف استثنائية "أو أثناء أزمة أو لأسباب تتعلق بالأمن العام"، وذلك بشرط عدم التمييز بين الجنسيات!
ومن هنا لا بد من التنويه ان دولة الاحتلال تستبيح المجال الجوي الفلسطيني المحفوظ في المواثيق الدولية، مطلوب من صانع السياسة الفلسطيني الانضمام فوراً لهذه الاتفاقية، مطلوب تحميل اسرائيل مسؤولية تدمير المطار الدولي في غزة ومحاسبة اسرائيل على مخالفتها للقانون الدولي الذي يحفظ الحق الفلسطيني في المجال والملاحة الجوية، ومطالبة دولة الاحتلال بمردود مقابل استعمالها للمجال الجوي الفلسطيني وضرورة السماح مؤقتاً للفلسطينيين باستعمال مطار بن غوريون الأقرب جغرافياً لكل مواطن فلسطيني بدلاً من طرح بدائل عشوائية انتقالية جزئية شأنها اذلال المواطن الفلسطيني والتأكيد على تجريده من حقوقه السياسية والسيادية!
ومن أهم ما جاءت به اتفاقية شيكاغو هو إنشاء منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو) التي تتخذ من مونتريال/كندا مقراً لها، دولة الاحتلال هي من دمرت المطار المدني ومحتوياته وهي عضو في الايكاو، وبالتالي تتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار المطار، عملاً بنصوص المعاهدات والقوانين الدولية حسب منظمة الطيران المدني الدولي ICAO. فلسطين ليست عضواً في هذه المنظمة الدولية "الإيكاو"، ضروري تقديم طلب عضوية، ولا بد لنا من توظيف الدبلوماسية والقانون الدولي فوراً بهذا الخصوص.
مرة أخرى تشتتنا سياسة التدرج (خطوة خطوة) التي تتبناها الولايات المتحدة في التعامل مع حقوقنا، لا بد من العودة للغة إنهاء الاحتلال الذي يجمع الابارتايد والاستيطان والتهجير والترحيل والإذلال والعنصرية والحرمان من أبسط الحقوق البشرية.
- دلال عريقات: أستاذة الدبلوماسية والتخطيط الاستراتيجي، كلية الدراسات العليا، الجامعة العربية الامريكية.
دلالات
سحر قبل أكثر من 2 سنة
رائعة واكثر من رائعة .. يجب نشر الوعي بين الشعب الفلسطيني بأن القضية التي مات من اجلها الكثيرون تستاهل الفهم ان الرغبة في الحرية المحرومين منها للسفر يجب ان لا تكون على حساب
هنية قبل أكثر من 2 سنة
cمرة أخرى تشتتنا سياسة التدرج (خطوة خطوة) التي تتبناها الولايات المتحدة في التعامل مع حقوقنا، لا بد من العودة للغة إنهاء الاحتلال الذي يجمع الابارتايد والاستيطان والتهجير والترحيل والإذلال والعنصرية والحرمان من أبسط
Lamyaa saleh قبل أكثر من 2 سنة
مقال مميز فعلا اساس المشكلة هو الاحتلال وليست ان تشغلنا اسرائيل في قضايا جزئية يجب ان تكون المطالبة بانهاء الاحتلال
لمياء صالح قبل أكثر من 2 سنة
مقال مميز فعلا أساس المشكلة هو الاحتلال وليست قضية جزئية هنا وهناك ويجب ان تكون المطالبة بإنهاء الاحتلال
المزيد في أقلام وأراء
ترامب المُقامر بِحُلته السياسية
آمنة مضر النواتي
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
الأكثر تعليقاً
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في القنيطرة السورية ويعتقل راعيا
الأكثر قراءة
ماذا يترتب على إصدار "الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت؟
نتنياهو يقمع معارضيه.. "إمبراطورية اليمين" تتحكم بمستقبل إسرائيل
الكونغرس يقر قانون يفرض قيودا صارمة على المنظمات غير الربحية المؤيدة للفلسطينيين
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%53
%47
(مجموع المصوتين 81)
شارك برأيك
المطار والحقوق الجوية والإيكاو ICAO !