جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – عبرت عائلة القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الأسير الشيخ طارق حسين  قعدان (50 عامًا)، عن استنكارها وغضبها لقرار الاحتلال تحويله للاعتقال الإداري لمدة 4 أشهر، بذريعة الملف السري، الذي يغيبه مرة أخرى، عن أسرته وخاصة كريمته التي كانت تستعد لزفافها قبل اختطافه الأخير من وسط أسرته من منزله في بلدة عرابة.

وقالت زوجته "أم خالد" لـ "القدس" دوت كوم، إن المخابرات رفضت قرار المحكمة إطلاق سراحه بكفالة، وقررت منحه اعتقال إداري ضمن استهدافها المستمر له، رغم معاناته من عدة أمراض مزمنة، وبذلك ينضم لشقيقته الأسيرة منى قعدان المعتقلة منذ نيسان العام الماضي، والمحكومة بالسّجن لمدة 18 شهرًا.

وذكرت أنّ قوات الاحتلال اقتحمت منزلها في بلدة عرابة جنوب غرب جنين، فجر الثلاثين من يونيو/ حزيران الماضي، وبعد تفتيشه اعتقلته، وبعد حوالي أسبوعين دون توجيه لائحة اتهام بحقه، حوّلته المخابرات للاعتقال الإداريّ لمدة أربعة أشهر رغم قرار سابق من المحكمة بالإفراج عنه بكفالة.

ويواجه قعدان، الاعتقال الإداريّ مجددًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو أسير سابق تعرض للاعتقال 18 مرة منذ عام 1989، منها 14 اعتقالًا إداريّا.

وقال نادي الأسير الفلسطينيّ، إن ما يتعرض له المعتقل قعدان، هي عملية انتقامية مستمرة بحقّه، حيث أمضى 12 عامًا في سجون الاحتلال، جلها كانت رهنّ الاعتقال الإداريّ، وهو من المعتقلين الذين استهدفهم الاحتلال عبر هذه الجريمة، باعتقاله تحت ذريعة وجود "ملف سري".

وخلال هذه السنوات نفّذ عدة إضرابات منها فردية وجماعية، وآخرها عام 2019، حيث نفّذ إضراب استمر لمدة 89 يومًا، وأفرج عنه في شباط عام 2020.

وتضيف زوجته: "خاض عدة إضرابات عن الطعام  في سجون الاحتلال، وأضرب لمدة 96 يومًا في العام 2013، وأجبر خلالها سلطات الاحتلال على الإفراج عنه، إضافة إلى عدد من الاضرابات التضامنية مع الأسرى المضربين بشكل فردي أهمها مع الشيخ خضر عدنان،والأسيرة المحررة هناء شلبي في العام 2012، وإضراب اسنادي للأسير نهار السعدي للخروج من العزل إلى جانب عشرات الإضرابات مع الحركة الأسيرة خلال فترة اعتقالاته الطويلة.

وتتابع: "زوجي يعاني من ظروفٍ صحية متردية، وكان مقررًا أن تجرى له عملية منظار للقولون وقسطرة قبل الاعتقال الاخير كما أنه يعاني من ارتفاع في الضغط والسكر".

قعدان الذي ينحدر من أسرة مناضلة، وغالبية إخوانه تعرضوا للاعتقال مرات عديدة، متزوج وأب لستة أبناء من بينهم طفل يعاني من مرض ضمور العضلات، كما أنّ إحدى بناته تنتظر زفافها قريبًا، وقالت زوجته: "منذ سنوات، لم يجتمع شمل أسرتنا، بين فترة وأخرى، يجب أن يكون هناك معتقل ومستهدف من أسرتنا التي تدفع ثمن ظلم واستهداف الاحتلال .. غالبية اعتقالات طارق إداري ولم توجه له لائحة اتهام، فإلى متى سيستمر هذا الظلم ؟".

وطالبت كافة المؤسسات التحرك لوقف هذه الجريمة والإفراج عن زوجها المعتقل زورًا وبشكل تعسفي وظالم. كما وصفته. مضيفةً :"ابنتي تتمنى أن تزف بحضور والدها".

وخلف القضبان، تقبع الشقيقة منى منذ اعتقالها الأخير بتاريخ في الرابع من ديسمبر/ كانون أول 2021، من المنزل، وتم نقلها إلى تحقيق الجلمة الذي احتجزت فيه شهرًا، نقلت بعدها إلى سجون الدامون، ونزلت للمحاكم العسكرية  عدة مرات حتى صدر بحقها حكمًا، وهي تعاني من عدة أمراض مزمنه منها الضغط والسكري والروماتزم في القدمين، وأجرت عمليات جراحية سابقًا وتحتاج إلى متابعة طبية وراحة تامة".