بيت لحم – "القدس" دوت كوم - نجيب فراج – جسدت حادثة قيام مستوطنين برفع علم الاحتلال الإسرائيلي بشكل استفزازي على قبة مسجد قرية كيسان إلى الشرق من بيت لحم بعد اقتحامها فجر الجمعة الماضي، واستنفار أهالي القرية على هذه الخطوة واسراعهم بإنزال العلم ورفع علم فلسطين مكانه في وضح النهار، مدى إصرار الفلسطينيين على الدفاع عن علمهم في وجه علم يرفع تحت سطوة حراب الاحتلال.

وكثفت في الأسابيع الماضية عملية الصراع على هذا العلم منذ جنازة الزميلة شيرين أبو عاقلة، ومرورًا بمسيرة الأعلام في القدس، وما جرى في حوارة وغيرها من المناطق الفلسطينية.

ويقول الناشط محمد بريجية في حديث لـ "القدس" دوت كوم، إن ما حدث في قرية كيسان تأكيد على عدم الرضوخ للواقع الذي يحاول الاحتلال ترسيخه، مشيرًا إلى أن المسجد لم يكن ليحتاج أن يرفع عليه علم فلسطين ولكن عندما تقتضي الضرورة يتم ذلك بكل تأكيد فجاء رفع العلم ردًا على تلك الممارسات الاستيطانية البغيضة.

ويضيف: "بطبيعة الحال إن الصراع ليس على شقفة قماش، إنما هو صراع على الحكاية والإرث والتراث والوجود والبقاء والمستقبل وهو صراع طويل امتد لعقود وربما يستمر لعقود أخرى ولا يمكن أن ينتهي إلا باستعادة حقوق شعبنا في الأرض والعودة وتقرير المصير".

وتابع: "إن ما دار من ممارسات لمحاربة علم فلسطين من قبل قوات الاحتلال ليس اليوم أو اللحظة وحسب، بل منذ القدم وقبل توقيع اتفاق أوسلو الذي أقر بالاعتراف بهذا العلم بعد أن كانت تسميه قوات الاحتلال علم منظمة التحرير، ومحاولة تقزيم مكانته في أوساط الفلسطينيين".

وأشار إلى أن علم فلسطين بات يرفع في كل عواصم الدول العربية والإسلامية وحتى الأجنبية، وليس فقط من الفلسطينيين وحدهم، بل من المتضامنين وأحرار العالم، لأنه يرمز لنضال هذا الشعب الذي يواجه أعتى آلة عسكرية وأقدم احتلال.

وقال: "لا يمكن أن يسقط هذا العام، ولهذا يعود الاحتلال لمحاربته وملاحقة من يرفعه ولربما قتله كما كان حصل في انتفاضة الحجارة، وقبل وبعد ذلك"، معتبرًا أن ذلك يدلل على العقلية العنصرية للاحتلال.