أقلام وأراء
الأربعاء 22 يونيو 2022 9:21 صباحًا - بتوقيت القدس
من الذي يجب ان يتغير... نحن ام أمريكا؟؟
بقلم:نبيل عمرو
لولا الحاجة الملحة لما قرر الرئيس جو بايدن زيارة الشرق الأوسط الذي كان قبل الحرب في أوكرانيا مرشحا لمزيد من التجاهل والتراجع عن مكانته في الأولويات القصوى للسياسة الامريكية.
المحطة الأولى للزيارة ...إسرائيل، غير ضرورية الا انه لا يمكن تفاديها لتأكيد الرسالة الامريكية الدائمة بأن إسرائيل هي المفتاح وأمنها هو الغاية، وتثبيت أوضاعها في المنطقة هي السياسة المشتركة بين القطبين الأمريكيين الديموقراطي والجمهوري، وذلك مكفول بزيارة ومن دونها.
المحطة الثانية هي الفلسطينية ولقد أضحت زيارتها من الثوابت في السياسة الامريكية، باستثناء بعض فترة ترمب.
الزيارة المقبلة غرضها ان تقول للفلسطينيين انتم في البال، وان الوقت غير مواتٍ لفتح ملفكم الشائك على الحل، وها نحن نواصل إدارة ازماتكم مع إسرائيل بما لا يسمح بالانهيار الكامل لعلاقاتكم معها.
المحطة الثالثة.. السعودية، وهي الأولى من حيث الأهمية والضرورة الملحة، وهناك القوة المتجددة لدول الخليج التي عرفت كيف ترفع بطاقة صفراء في وجه الرئيس بايدن قائد الحرب الكونية الروسية الأوكرانية، وعرفت كذلك كيف توسع هامش الاستقلال في بناء السياسات والمواقف والعلاقات، وهناك حلفاء السعودية وفي مقدمتهم مصر والأردن، أي قوى الاعتدال العربي، التي لم تتوقف عن الشكوى من الفوقية الامريكية وتجاهل المصالح الأساسية لهذه القوى بما في ذلك رؤيتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
زيارة بايدن املتها الحاجة الامريكية لتجديد الصداقات والتحالفات والولاءات وهذه من بديهيات السياسية على وجه العموم، الا انها في هذا الوقت بالذات تتطلب تغييرا أمريكيا في النهج والحسابات والمبادرات.
تراجع الرئيس بايدن عن مواقف كثيرة بشر بها اثناء الحملة الانتخابية الشرسة التي ادارها الديموقراطيون للإطاحة بالجمهوري دونالد ترمب، ولقد تأثرت صدقية بايدن بنكوصه عن وعوده وانتهاجه سياسية تشبه سياسات مرشحي العالم الثالث الذين يقولون في الحملة شيئا وحين يبلغون مرادهم يعملون شيئا اخر ، فعل بايدن ذلك مع الفلسطينيين وبصورة مختلفة مع السعوديين، اما ما حدث على الصعيد الداخلي الأمريكي فقد مهدت سياساته لعودة محتملة ان لم يكن لترمب فالى نسخة طبق الأصل عنه وربما أسوأ منه. والأمريكيون الذين صوتوا له ولحزبه هم الان في الطريق الى الانتخابات النصفية التي تشير معظم التقديرات الى انها لن تكون في صالح الحزب الديموقراطي، ومعلوم ان الانتخابات النصفية تؤشر لكل ما يليها من مفاصل تحدد من سيحكم أمريكا.
عندنا في الشرق الأوسط سياسة امريكية غير مرضي عنها حتى من الحلفاء التقليديين لامريكا وجزء لا يستهان به من الرأي العام الإسرائيلي، وهذا يحتم على أمريكا ان تراعي التطورات التي أدت الى ابتعاد ملحوظ من قبل حلفائها وخصوصا في الشرق الأوسط وأوروبا وحتى أمريكا اللاتينية.
بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين فإن ذهاب أمريكا بكل امكانياتها الى إدارة الصراع دون العناية الجدية بحله الحق بنا اذىً كبيرا وأعطى لإسرائيل افضلية جعلها تفعل ما تشاء غير آبهة بأي انتقاد لها حتى لو جاء من قبيل رفع العتب من جانب الولايات المتحدة ذاتها.
ويبدو ان هنالك في أمريكا من ينظر للقضية الفلسطينية على انها لم تعد أولوية تستحق العمل من اجل معالجتها لصورة اعمق من ادارتها وهذه رؤية تبدو قاصرة تماما وبعيدة عن الواقع، صحيح انه يمر على القضية الفلسطينية ظروف تبدو فيها انها انحسرت او تراجعت غير ان الحقيقة المثبتة دوما هي ان الانحسار والتراجع مؤقت والنهوض والتأثير في قضايا المنطقة الأخرى تنهض دائما من جديد ، ولو قرأ الأمريكيون احداث رمضان وايار الماضي بقدر من الموضوعية وقرأوا ردود فعل العالم على قتل شيرين أبو عاقلة مثلا لما اطمأنوا الى تقديرهم السطحي بأن الواقع المستجد تجاوز القضية القديمة، ولو كان الامر كذلك لما اشتعل العالم كله ليس تضاما انفعاليا مع الفلسطينيين في مناسبة معينة، وانما تذكيرا لمن يهمه او لا يهمه الامر، بأن هذه القضية بحاجة الى حل وليس الى إدارة سطحية تكثف الجمر تحت الرماد.
الذين سيستقبلون الرئيس الأمريكي يدركون بوعي كم هي أمريكا مهمة ومؤثرة في الحياة الدولية وكم هي العلاقات معها في حال الحركة والجمود احد الثوابت في صنع السياسات وممارستها، غير ان الذي استجد من متغيرات إقليمية وكونية يقول لامريكا لابد من التغيير.
الذين يقولون ذلك هم الحلفاء في الشرق الاوسط وفي أوروبا وعلى نطاق معين حتى في إسرائيل، غير ان سؤالا جوهريا يطرح نفسه نطالب أمريكا بأن تتغير، اليس منطقيا وضروريا ان نتغير نحن قبل ذلك؟
دلالات
المزيد في أقلام وأراء
إقرار إسرائيلي بتجويع مواطني القطاع
حديث القدس
اتفاق المعارضة على إلغاء "الأونروا" ماذا يعني؟
سماح خليفة
حرب الإبادة الجماعية وواقع الدولة المأزومة
سري القدوة
لا وقف قريباً لإطلاق النار على جبهتي لبنان وقطاع غزة
راسم عبيدات
حماس بعد السنوار.. هل حان وقت التحولات الكبيرة ؟
علاء كنعان
ماذا -حقا- يريد نتنياهو..؟
د. أسعد عبد الرحمن
التحول الخليجي والعلاقات مع الأردن
جواد العناني
متى يرضخ نتنياهو؟
حديث القدس
سياسات الاحتلال وقراراته تجاه الأونروا .. جنون وحماقة
بهاء رحال
السباق الرئاسي المحتدم الى البيت الأبيض 2024
كريستين حنا نصر
الحرب على الأونروا وشطب حقوق اللاجئين
سري القدوة
المجازر والتهجير غطاء (لأوكازيون) المفاوضات
وسام رفيدي
مبادرة مروان المعشر
حمادة فراعنة
سجل الإبادة الجماعية
ترجمة بواسطة القدس دوت كوم
هيجان إسرائيلي ومجازر إبادة متواصلة
حديث القدس
المُثَقَّفُ والمُقَاوَمَة
المتوكل طه
عواقب خيارات نوفمبر
جيمس زغبي
النكبة الثانية والتوطين المقبل
سامى مشعشع
They will massacre you
ابراهيم ملحم
شطب الأونروا لشطب قضية اللاجئين
حمادة فراعنة
الأكثر تعليقاً
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
نتنياهو: نريد أن تدفع إيران الثمن وأن نمنعها من التحول لقوة نووية
الشيخ: قرارات الكنيسيت لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة أبدية للفلسطينيين
مازن غنيم يؤدي اليمين القانونية أمام الرئيس سفيرا لدولة فلسطين لدى السعودية
حزب الله يعلن انتخاب نعيم قاسم أمينا عاما خلفا لنصر الله
الشرطة: مقتل مواطن بإطلاق نار جنوب الخليل
غزة والانتخابات الأمريكية
الأكثر قراءة
وزارة العمل وجمعية قدسنا توقعان اتفاقيتي تعاون لتعزيز فرص العمل في القدس
مصطفى: الاقتصاد الوطني انكمش بمقدار 35٪ بفعل استمرار عدوان الاحتلال
الأردن تدعوا إلى اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية
عملية دعس وإطلاق نار في القدس المحتلة
السعودية تستضيف أول اجتماع رفيع المستوى لـ"تحالف حل الدولتين" الأربعاء المقبل
إسرائيل تتحدى الكون.. اغتيال حاملة الأختام
صمدت في جباليا.. استشهاد الفنانة التشكيلية الفلسطينية محاسن الخطيب
أسعار العملات
الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.72
دينار / شيكل
بيع 5.24
شراء 5.22
يورو / شيكل
بيع 4.06
شراء 4.04
هل تستطيع إدارة بايدن الضغط على نتنياهو لوقف حرب غزة؟
%20
%80
(مجموع المصوتين 523)
شارك برأيك
من الذي يجب ان يتغير... نحن ام أمريكا؟؟