ترجمة خاصة بـ "القدس" دوت كوم - كشفت محاضر لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن، مع الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان، بعد أسبوعين من اندلاع حرب لبنان الأولى في يونيو/ حزيران 1982، عن نقاش جرى بينهما خلال لقائهما في واشنطن حول إمكانية ترحيل اللاجئين الفلسطينيين إلى دول أخرى.

وبحسب ما ورد في صحيفة هآرتس العبرية، فإن الولايات المتحدة حينها اعترفت بحق إسرائيل في التحرك ضد منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت متمركزة في لبنان حينها بعد أن تركت الأردن في السبعينيات.

ووفقًا للصحيفة، فإن ريغان اقترح إمكانية دمج اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليصبحوا مواطنين لبنانيين، باعتبار أن ذلك حلًا ممكنًا للجميع، فيما رد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة يهود بلوم بأن لبنان لديه مشكلة توازن ديني، وإذا منح اللاجئون الفلسطينيون وضعًا دائمًا قد يؤدي هذا إلى اضطراب في هذا التوازن لأن معظمهم من المسلمين، وأن لبنان لن يوافق على مثل هذه الخطوة.

فيما أجاب بيغن أنه يوجد في لبنان نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني، من بينهم نحو 20 ألفًا ينتمون لمنظمة التحرير ومتسلحون بأسلحة، مقترحًا أن يتم نقلهم من لبنان الدولة الصغيرة، إلى دول عربية أخرى، منها ليبيا باعتبارها دولة كبيرة ومؤيدة لمنظمة التحرير، أو العراق باعتبارها دولة موارد ضخمة ولديها النفط، أو إلى سوريا.

وتدخل سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة موشيه آرنز، وأشار إلى أن بعض الدول العربية ليست مستعدة لقبول عدد كبير من اللاجئين، لكن ممكن أن تكون السعودية وسوريا ودول أخرى أن تقبل بذلك، فيما تساءل ريغان: "هل يمكن الوصول إلى حل نهائي للمشكلة؟"، فيما أجاب بيغن: "سيتم إيجاد حل إذا كانوا على استعداد لإيجاده .. الدول العربية بها مساحات شاسعة ومياه ونفط ومليارات الدولارات"، معتبرًا أن إعادة توطينهم الطريقة الإنسانية والطبيعية لحل مشاكل اللاجئين كما حدث في أجزاء أخرى من العالم.

وتشير هآرتس إلى أن هذه الجلسة عقدت في 21 يونيو/ حزيران 1982 في البيت الأبيض، وتم مسح البروتوكول الخاص بها باللغة الانجليزية، وتم تحميله مؤخرًا على موقع "أرشيف الدولة" كجزء من مئات الصفحات والوثائق التي توثق المحادثات والاتصالات التي جرت بين إسرائيل والولايات المتحدة حول حرب لبنان الأولى.