Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الجمعة 29 أبريل 2022 6:26 مساءً - بتوقيت القدس

الكعك في نابلس.. به تكتمل فرحة العيد

نابلس - "القدس" دوت كوم - وئام مرشود / مدار للصحافة والإعلام - في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك تبدأ النساء في نابلس بإعداد الكعك، الذي يعتبر أحد مظاهر فرحة العيد وجزءا لا يتجزأ من التراث الشعبي الأصيل.


وقد دأبت الأسر على اقتناء مستلزمات كعك العيد لإعداده منزليًا قبل انتهاء الشهر الكريم، وتتشارك النساء في إعداده وسط أجواء بهيجة.


وفي وقتنا الحالي ووسط مشاغل الحياة وعدم وجود الوقت والجهد الكافيين لدى الأسرة لعمل الكعك، وارتفاع تكاليف مستلزماته، أصبح شراؤه من الأفران والمحلات أمرًا أكثر يسرًا لدى الكثيرين.


وفي مثل هذه الأيام التي تسبق العيد، لا يمكنك خلال عبورك من أسواق وحارات مدينة نابلس وخصوصًا بلدتها القديمة، إلا أن تشتم رائحة زكية تفوح في أرجاء المكان، حيث نار الفرن تشتعل، والكعك يكتسي لونًا ذهبيًا في ظل أجواء من البهجة والفرح تعم المكان ترقبًا لإطلالة العيد.


وتقول الحاجة السبعينية (أم يوسف) من مخيم عسكر: "كعك العيد تراث وتقليد واجب على الجميع، حاله كحال ألبسة الأطفال والتجهيز للعيد، وكانت النساء تنشغل في تجهيزه، ويساعدن بعضهن البعض لأنه يحتاج العديد من الأيادي لصنعه".


وأضافت: "كنا لا نشعر بالوقت كيف يمر ولا نحس بأي كلل أو ملل، فجارتنا (أم محمد) تصنع  لنا الشاي، وابنتي تقوم بتقطيع عجين الكعك وحشوه ونقشه، أما جارتنا الثانية (أم العبد) فتخبزه، ونتعاون جميعًا مما يضفي على هذه المناسبة الكثير من الفرح والسعادة".


وحول أسباب اختفاء بعض طقوس العيد، توضح (أم يوسف) إن كل شيء اختلف بسبب تطور أساليب الحياة، مردفةً: "في السنوات القليلة الماضية ازدهرت حركة بيع الكعك والمعمول في محلات الحلويات، وهذا سهّل على الكثير خاصة الموظفين والموظفات فأصبح هناك إقبال كبير على شراء الكعك بدلًا من صنعه في المنزل".


أما الخمسينية رندة، فبمشاركة من أبنائها وجميع أفراد عائلتها بدأت بإعداد كعك العيد، وقالت إنها لا تدع عيدًا من أعياد السنة يمر دون صناعة الكعك، ولا يمكن أن يطل العيد دون أن يكون كعك العيد أو المعمول أحد الحلويات الموضوعة على مائدة الضيافة.


وأوضحت بأنه على الرغم من الجهد الكبير الذي يتطلبه اعداد الكعك في المنزل، إلا أنها تفضل صناعته بيدها وتجنب شراء الجاهز، مشيرةً إلى أن رائحة الكعك في البيت لوحدها تكفي لإضفاء أجواء مفعمة بالسعادة داخل المنزل، كونه من أهم الطقوس التي نمارسها تحضيرًا لعيد الفطر السعيد.


الحلويات الجاهزة


من جهة أخرى، هناك من النساء العاملات اللواتي لا يستطعن صناعة هذه الحلويات في المنزل لضيق الوقت، وبالتالي يلجأن إلى طلبها من محلات بيع الحلويات الجاهزة قبل حلول عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين.


 الموظفة إلهام قاسم قالت: "إنني أعمل طوال الأسبوع وأصل إلى البيت منهكة وليس لدي الوقت لإعداد الحلوى في المنزل، فأنا بالكاد أحضر مائدة الإفطار".


من جهتها، رأت الحاجة (أم سالم)، أن شراء الحلوى جاهزة يوفر الجهد والتعب، بالإضافة إلى تجنب بعض المشاكل كاحتراقها أو عدم التقيد بمقادير الوصفة.


ويقول المواطن علاء عودة: "لا انسى والدتي حينما كانت تجتمع مع الجارات ومع شقيقاتها لصنع الكعك وكنت أنا واخوتي نساعدهن. كم افتقد تلك الاجواء حاليا".


مصدر دخل للكثيرين


وقد برزت صناعة الكعك في الآونة الأخيرة كإحدى المهن التي يمكن أن توفر دخلاً للعائلات ذات الدخل المحدود، من خلال صناعته وبيعه في المحال التجارية، أو في البيوت، وتتنافس الكثير من السيدات على اغتنام هذه الفرصة لبيع كميات كبيرة من الكعك و المعمول، في أيام العيد، بسبب زيادة الطلب عليه.


وتقول المواطنة (أم وسيم) أنها تشاركت مع عدد من زميلاتها انتهاز فترة اقتراب العيد لصناعة  كمية من الكعك وعرضه للبيع، للحصول على بعض الدخل الذي يساهم في مصاريف العيد.


ارتفاع الأسعار


ويعزو أصحاب محال الحلويات في نابلس، سبب ارتفاع الحلويات إلى أسباب عالمية من بينها الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطحين والسكر والزيت والمكسرات التي تدخل في صناعة الحلويات.


شراء حلويات العيد ربما بات حكرًا على الأغنياء، وحتى ميسوري الحال لا يستطيعون شراءها إلا بكميات قليلة، بسبب غلاء الأسعار.


ومن جهته، قال (أبو رامي) وهو صاحب محل تموين: "في هذه الأيام عادة يزيد الطلب على حوائج الكعك، ولذلك يعكف الباعة وأصحاب المحال التجارية على جلب كميات كبيرة منها"، لافتًا إلى أن غالبية النساء في نابلس تقبل على عمل كعك العيد بأنفسهن، ويتفنن في زخرفته.


وأضاف: إن الاقبال على شراء احتياجات المعمول كان قليلاً هذا العيد، بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبة الأوضاع الاقتصادية.


أما صاحب محل "حلويات العفوري" وسط مدينة نابلس، قال إن هذا العيد هو عيد الكعك أو المعمول، مضيفًا: إن الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد إقبالاً كبيرًا على شراء كعك العيد.


ويشير إلى أن الأسعار تختلف من محل لآخر، كما تختلف الأسعار حسب أنواع الكعك في المحلات، مشيرًا إلى أنه أبقى على الأسعار داخل محله كما كان في السنة الماضية بالرغم من ارتفاع سعر مكوناته تعاطفًا مع أوضاع الناس الصعبة.


ولا يزال المعمول والكعك أحد أبرز مظاهر الاحتفال والفرح المُصاحِب لعيد الفطر رغم الظروف القاسية التي يمر بها الفلسطينيون.


ويتم حشو الكعك بعجوة التمر، وتحضيره على شكل دوائر، فيما يتم صناعة المعمول بالقوالب المزينة ببعض الزخارف والرسومات وحشوه بالتمر أو الجوز والفستق الحلبي والمكسرات، ورش سطحها الخارجي بالسُكر الأبيض المسحوق.


ويتكون الكعك بشكل أساسي من السميد والطحين، وتضاف إليه الزبدة البلدية أو السمن البلدي حسب الرغبة، كذلك يضاف الحليب، السمسم، الخميرة، بهار الكعك، السكر، ويتم تجهيز الحشوة الداخلية وفق تفضيل كل شخص.


ويُرجع البعض أصل صناعة الكعك إلى الفاطميين الذين كانوا يهتموا بإدخال مظاهر البهجة المختلفة على المسلمين في مناسباتهم الدينية سواء رمضان أو الأعياد أو ذكرى المولد النبوي الشريف.

شارك برأيك

الكعك في نابلس.. به تكتمل فرحة العيد

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

السّبت 23 نوفمبر 2024 10:34 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.7

شراء 3.69

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 3.85

شراء 3.83

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%51

%49

(مجموع المصوتين 101)