أقلام وأراء
الأربعاء 27 أبريل 2022 10:27 صباحًا - بتوقيت القدس
بوتشا وفلسطين
بقلم: الاسير محمد رفيق ابوعليا
سجن النقب الصحراوي
لقد سمعنا في الأونة الاخيرة عاصفة ادانات بدعوى ارتكاب جرائم حرب قامت بها قوات الجيش الروسي تتمثل بارتكاب مجازر في اوكرانيا كان صداها الاكبر في مدينة بوتشا الاوكرانية التي تقع في المنطقة الغربية للعاصمة كييف فلا تخلو منصة اعلامية غربية سواء كانت رسمية او غير رسمية الا وقد أدانت بأفظع الأوصاف وبكت وناحت و ذرفت دموع الكذب المكنون في خبايا مصالح دول و قادة و سياسيين تثبت ازداوجية المعايير و الكيل بمكيالين فهل رأى العالم بأم العين الجيش الروسي يقتل و يذبح المدنيين في هذا المكان الذي تناثرت فيه جثث لأناس مجهولي الهوية كما تدعي الحكومة الاوكرانية فالجواب لا ونحن هنا لسنا بصدد الدفاع عن اي طرف علماً بأن اول شيء يفتقد مع بداية الحرب هي الحقيقة.
اثبت التاريخ ولع دول الاستعمار و اطماعها اللامتناهية في عدة دول عربية وغير عربية طمعا في مواردها الطبيعية ومواقعها الاستراتيجية فأحتلت منذ قرون اراض الغير و استعمرتها و بنت عليها المستوطنات و ارتكبت المجازر و قسمت الشعوب و شكلت معالم الدول التي كانت ولا تزال في غالبيتها تابعة لهذا الفم الذي لا يشبع حتى يستنزف ما تبقى من ثروات الأمم غير اخذ بعين الاعتبار متطلبات و مصالح ومستقبل هذه الشعوب .
في الجزائر زهاء 130 عاما من ما لا عين رأت ولا اذن سمعت بقتل و مجازر و نفي و تجارب نووية من الدولة الفرنسية ، سلبت الثروات وصادرت الأملاك وقسمت البلاد و فرقت الكيانات و قتلت الابرياء و الحصيلة كانت مليون شهيد ، امريكا كانت وما زالت فبداياتها قنابل نووية ضربت المدنيين في هيروشيما و ناغازاكي في اليابان وتاليها اكثر من ثلاثة ملايين قتيل في فيتنام و لاوس و كمبوديا تليهاالعراق وافغانستان بملايين القتلى و المصابين و المفقودين وهذا غيض من فيض بجرائم لا تعد ولا تحصى , بريطانيا وعلى وجه الخصوص في فلسطين فتحت الابواب للعصابات الصهيونية التي دخلت البلاد حيث وفرت لها السلاح و الحماية والوعود فرأينا ما رأيناه وما رأه شعب بأكمله من مجازر النكبة التي شتت الشعب الفلسطيني في دول الطوق والعالم حتى يومنا هذا ومازال يعاني .
فلسطين حيث سلسلة من المجازر الدموية المرئية بأم العين و التي لا تحتاج الى تحقيقات و دلائل وقرائن وشهود انها جرائم في وضح النهار وكما يقولون بالعامية (على عينك يا تاجر) فلقد ذكرت الابحاث و الدراسات ان عدد المجازر التي ارتكبت منذ عام 1937 وحتى عام 1948 بلغت 75 مجزرة على يد العصابات الصهيونية و الانتداب البريطاني راح ضحيتها اكثر من 5 الاف شهيد وعشرات ألاف الجرحى و المفقودين ، اما في عام 1948 ومع بدايات احداث النكبة هاجمت العصابات الصهيونية المدججة بالسلاح مدينة حيفا في منتصف الليل و احتلوها و ارتكبوا فيها المجازر التي تقشعر لها الأبدان فهرع الناس البائسين و العزل من السلاح نحو المرفأ ظناً منهم ان بعض القوات البريطانية المتبقية هناك حيث كانت قيد الانسحاب سوف تحميهم الا ان العصابات الصهيونية تبعتهم و اطلقت عليهم النار و قذائف المدفعية فأستشهد اكثر من 150 فلسطينيا في المرفأ على مرأى ومسمع القوات البريطانية التي لم تحرك ساكناً .
مئات المجازر منذ العام 1917 حيث الانتداب البريطاني تلته جرائم العصابات الصهيونية التي شكلت ما يعرف اليوم بدولة اسرائيل 1948 وصولاً لدير ياسين وكفر قاسم و النكسة وصبرا وشاتيلا و الانتفاضتين الاولى و الثانية و نحن هنا نتكلم على سبيل المثال لا الحصر فالمجازر اكثر بكثير من ان تذكر بوقت قصير او بمقالة عابرة وحتى يومنا هذا يرى القاصي و الداني ماتفعله دولة الاحتلال فلماذا لسنا كبوتشا ؟.
الطفلة هدى ابو غالية والتي أبكت الملايين على الهواء مباشرة ففي نهار يوم الجمعة بتاريخ 9 حزيران عام 2006 بين الساعة 4:31 وَ 4:50 تعرضت عائلتها لقصف اسرائيلي حيث كانت هذه العائلة التي ذنبها انها اختارت هذا اليوم للتنزه و الترفيه و الخروج للشاطئ لرؤية الطيور وسماء الوطن الجميل فما كان من الجيش الأسرائيلي الذي خيل له انه رأى مجموعة (مخربين و ارهابيين) كما يدعي و هم الاب عيسى ابو غالية 34 عاما الام رئيفة غالية 35 عاما و الطفلة غالية 17 عاما و الطفلة ألهام 15 عاما والطفلة صابرين4 سنوات و الطفلة هنادي سنتين و الطفل هيثم سنة واحدة، الا
ان اطلق عليهم قذيفة صاروخية عندما سقطت كان الطفل هيثم يرضع من صدر امه ، انها عائلة ابو غالية والتي كان الصحفي زكريا ابو هربيد و هو المصور الفلسطيني الذي اجهش بالبكاء وقت التصوير يحبس مشاعره عله يحرك مشاعر العالم و يتبع الطفلة المكلومة هدى التي حالفها الحظ حيث انها كانت تسبح و مع وصولهِ رأها تخرج و ترتمي بأحضان عائلتها التي تناثرت جثثها على الشاطئ و تصرخ بالصوت العالي صور صور فهل تحركت مشاعر العالم ام اننا لسنا كبوتشا ؟.
يذكر انه في العام 2014 استهدفت قذيفة مدفعية اسرائيلية مدرسة للاونروا في غزة و تحديداً بتاريخ 24/7/2014 حيث كانت العوائل تحتمي من براثن الطائرات و المدافع ظناً منها ان المدرسة التابعة للأمم المتحدة ستشفع لهم ولكن النتيجة هي 16 شهيدا و مئات المصابين فلماذا لم تذرف الدموع الكاذبة و لماذا لم نرى الأدانات المتتالية أم اننا لسنا كبوتشا !.
هنا في هذا العالم الظالم الذي تحكمه الاملاءات و المصالح و سياسة الكيل بمكيالين حيث لا صدق ولا مصداقية ولا أمال ولا قولاً للحقيقة لا حساب ولا عتاب لأسرائيل التي بنارها ونيرانها ووجرائمها لم تلق الأدانات ولا الشجب و الأستنكار و العقوبات سوى عتاب هو كعتاب الأحباب من غرب غريب عن القيم و المبادئ الأنسانية والشرائع و الاعراف الدولية و الحريات التي لم ينل منها سوى أسمها وشتان ما بين الثرى و الثريا و الحقيقة و الخيال فلسطين تتألم بصمت و بوتشا تتألم بلا ألم والفرق أيها السادة كبير ما بين بوتشا الكذب و فلسطين الحقيقة .
محمد قبل أكثر من 2 سنة
اللهم فك اسره
المزيد في أقلام وأراء
نعم لملاحقة مجرمي الحرب وتسليمهم للقضاء الدولي
حديث القدس
مآلات سياسة ترامب الاقتصادية أميركياً وعربياً
جواد العناني
سيناريوهات ثلاثة: أحلاها مر... ولكن
أسعد عبد الرحمن
جنوب لبنان وغزة بين جدلية وحدة الجبهات والاستقلالية التكتيكية
مروان أميل طوباسي
الضـم ليس قـدراً !!
نبهان خريشة
دور رجال الإصلاح وزعماء العشائر في تعزيز السلم الأهلي والحاجة الملحة لضرورة تشكيل مجلس للسلم الأهلي في المحافظة
معروف الرفاعي
الفيتو الأمريكي: شراكة حقيقية في حرب إبادة شعبنا
حديث القدس
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
أحمد لطفي شاهين
الميدان يرد بندية على ورقة المبعوث الأمريكي الملغّمة
وسام رفيدي
تماسك أبناء المجتمع المقدسي ليس خيارًا بل ضرورة وجودية
معروف الرفاعي
المطاردون
حمادة فراعنة
فيروز أيقونَة الغِناء الشَّرقي.. وسيّدة الانتظار
سامية وديع عطا
السلم الأهلي في القدس: ركيزة لحماية المجتمع المقدسي ومواجهة الاحتلال
الصحفي عمر رجوب
إسرائيل تُفاقم الكارثة الإنسانية في غزة
حديث القدس
شتاء غزة.. وحل الحرب وطين الأيام
بهاء رحال
المقاومة موجودة
حمادة فراعنة
وحشية الاحتلال بين الصمت الدولي والدعم الأمريكي
سري القدوة
هوكشتاين جاء بنسخة لبنانية عن إتفاق أوسلو!
محمد النوباني
ماذا وراء خطاب نتنياهو البائس؟
حديث القدس
مآلات موافقة حزب الله على ورقة أمريكا الخبيثة
حمدي فراج
الأكثر تعليقاً
أبو الغيط: الوضع في فلسطين غير مقبول ومدان ولا يجب السماح باستمراره
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأردن: حكم بسجن عماد العدوان 10 سنوات بتهمة "تهريب أسلحة إلى الضفة"
مصطفى: الصحفيون الفلسطينيون لعبوا دورا محوريا في فضح جرائم الاحتلال
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
الأردن: قصف إسرائيل حيًّا ببيت لاهيا ومنزلا بالشيخ رضوان "جريمة حرب"
الأكثر قراءة
خلال مؤتمر "مفتاح".. إنهاء الانقسام ووضوح العلاقة بين المنظمة والسلطة
الأونروا: فقدان 98 شاحنة في عملية نهب عنيفة في غزة
بعد مرسوم بوتين.. هل يقف العالم على الحافة النووية؟
زقوت في حوار شامل مع "القدس".. خطة حكومية لوضع دعائم بناء دولة مستقلة
سموتريتش يضع البنية التحتية المنطقة (ج) في مهبّ أطماع المستوطنين
من فلسطين.. شكراً للجزائر قدوة الأحرار.. وشكرا لإعلامها
ضابط إسرائيلي يهرب من قبرص بسبب غزة
أسعار العملات
الأربعاء 20 نوفمبر 2024 9:43 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.74
شراء 3.73
دينار / شيكل
بيع 5.28
شراء 5.26
يورو / شيكل
بيع 3.96
شراء 3.95
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%54
%46
(مجموع المصوتين 80)
شارك برأيك
بوتشا وفلسطين