Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأربعاء 20 أبريل 2022 10:27 صباحًا - بتوقيت القدس

احمد الطيبي رجل المرحلة بامتياز

بقلم: رائف عاصلة / عرابة الجليل


لا أدعي عبثا هذا الوصف لقيادة سياسية بحجم اسم أحمد ...لأنني ببساطة شديدة لا يكترث وعيي السياسي الشخصي ولا يطرب كثيرا لرنين أسماء المكاتب ولا المناصب الحزبية ...لا مكتب سياسي ولا لجان مركزية ولا استشارية ولا شورى ولا شرعية ولا أي شيء آخر...كل هذه الهرمية القديمة من المؤسسات الحزبية ومسمياتها لا تعني لي شيئا ...بقدر ما يعنيني قدرة هذا الحزب أو ذلك على العطاء السياسي النوعي ...وقدرته على طرح وجوه وشخصيات وأسماء قيادية في سوق التداول السياسي الشعبي الحزبي المحلي قادرة على الحضور الخاص المميز ...وتتمتع بقدرة فائقة على إدراة حواسها الست في العمل السياسي اليومي الرسمي منه والشعبي خدمة لشعبها وقضاياه الحارقة

كنت أجلس قبل صلاة الفجر من يوم الجمعة وأراقب عبر البث المباشر وصول طلائع المصلين من الفجر العظيم إلى بوابات المسجد الأقصى المبارك وهي مغلقة وهم ينتظرون فتحها لهم ويهتفون للمسجد أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين..! صليت الفجر وبقيت أراقب الوضع من غرفتي حتى وقع الذي كنا نحذره ..الاعتداء على المصلين بعنف غير مسبوق ووقوع الكثير من الإصابات فوق مصاطبه المقدسة واعتقال المئات منهم ..!

كنت أتوقع بعد هذا الحدث الجلل أن تتدفق القيادات الحزبية والحركية المحلية على طرفي الخط الأخضر إلى بوابات المسجد المقدس القبلة الأولى المشرفة لدخوله والوقوف مع أبنائهم وبناتهم ونسائهم ورجالهم المعتدى عليهم هناك من قبل شرطة حكومة المستوطن بينيت بشكل غير مسبوق ..لكن ذلك للأسف الشديد لم يحدث..!

وحده الدكتور النائب أحمد الطيبي رئيس حزب العربية للتغيير ومعه الدكتور مصطفى البرغوثي رئيس حزب المبادرة الوطنية الفلسطينية من قدم إلى هناك واشتبك مع جنود من شرطة الاحتلال وأصرّ على دخول باحات المسجد وعدم رضوخه لمحاولات منعه صارخا في وجههم ( أنا مسلم وهذا مسجدي ...أنا لست بن جفير لاحتاج لإذن منكم لدخول مسجدي حتى لو اضطررت للانتظار هنا لساعات طويلة ).

دخل أحمد مسجده وعانق أهله وشعبه المرابط هناك ووقف إلى جانبهم ثم خرج من هناك إلى مستشفى المقاصد في حي الطور من المدينة المقدسة لزيارة جرحى اعتداءات وتنكيل شرطة بينيت في المسجد ومعه زميله النائب أسامة سعدي ومن المستشفى إلى بيوت عوائل المعتقلين ...يسأل عن حالهم ..ومن هناك إلى مبنى المحكمة مع المعتقلين مع طاقم المحامين الأشاوس الذي انتدبوا أنفسهم للدفاع عن معتقلي المسجد حتى الإفراج عنهم ...!

كان أحمد في كل ذلك يقدم النموذج الوطني المميز ...يصرخ بصوته نهارا عند الصف الأول من المواجهة مع شرطة الاحتلال في القدس الشريف التي رفضت السماح له بدخول مسجده ...ويمسح بكف يده ليلا على جبين جرحى المسجد ويقبل جباههم فوق سرير جرحهم وألمه ...تماما كتلميذ وفيٍّ لمعلمه الأول القائد الرمز ياسر عرفات ...يقاوم التعب والإرهاق حتى ساعات الليل المتأخرة في قاعات المحاكم مع أطفال المسجد المعتقلين ...ثم يقفز إلى إعلامهم العبري ليضعهم أمام حقيقة وحشية احتلالهم...وما ارتكبوه من جريمة بحق الشباب والأطفال والنساء في ساحات المسجد الأقصى المبارك في حضور إعلامي مميز ...يعرفون هم قبل غيرهم أن أحمد في كل ظهور إعلامي له يكشف عورة إعلامهم وعنصريته العرقية الانتقائية في التعامل مع العربي إبن البلاد وجرحه وأسره..!

بين المسجد أولى القبلتين وباب العامود ومستشفى المقاصد وقاعات المحاكم وبيوت المعتقلين ..كان أحمد يقدم الدليل الحسي الليلي أن هذا الرجل هو النموذج القيادي المميز الذي يستحقه شعبنا في هذا الظرف السياسي وفي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها شعبنا،
لذلك كله من حق عاطفتنا الجمعية الدينية ومن حق ظرفنا السياسي الوطني الفلسطيني داخل الخط الأخضر الادعاء بحق ...أنه رجلا لمرحلة بامتياز.


شارك برأيك

احمد الطيبي رجل المرحلة بامتياز

المزيد في أقلام وأراء

حرب ترامب الاقتصادية

حمادة فراعنة

العالم على كف "رئيس"

منظمة التحرير وشرعية التمثيل الوطني في الميزان الفلسطيني !!

محمد جودة

عندما يتحمل الفلسطيني المستحيل

حديث القدس

المشهد الراهن والمصير الوطني

جمال زقوت

الخيار العسكري الإسرائيلي القادم

راسم عبيدات

ترامب في خدمة القضية الفلسطينية!!

د. إبراهيم نعيرات

ما المنتظر من لقاء نتنياهو وترامب؟

هاني المصري

زكريا الزبيدي تحت التهديد... قدّ من جبال فلسطين

حمدي فراج

هل وصلت الرسالة إلى حماس؟

حمادة فراعنة

مجدداً.. طمون تحت الحصار

مصطفى بشارات

بين الابتكار وحكمة التوظيف .. الذكاء الاصطناعي يعمق المفارقات !

د. طلال شهوان - رئيس جامعة بيرزيت

الطريق إلى شرق أوسط متحول: كيف نحافظ على السلام في غزة مع مواجهة إيران

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

عيد الربيع يصبح تراثاً ثقافياً غير مادي للإنسانية

جنيباليا.. مأساة القرن

حديث القدس

لقاء نتنياهو- ترمب ومصير مقترح التطهير العرقي ووقف الإبادة

أحمد عيسى

"الأمريكي القبيح" واستعمار المريخ

د. أحمد رفيق عوض

رافعة لفلسطين ودعماً لمصر والأردن

حمادة فراعنة

"ترمب" والتهجير الخبيث!

بكر أبو بكر

تحويل الضفة إلى غيتوهات

بهاء رحال

أسعار العملات

الثّلاثاء 28 يناير 2025 12:16 مساءً

دولار / شيكل

بيع 3.61

شراء 3.6

دينار / شيكل

بيع 5.09

شراء 5.08

يورو / شيكل

بيع 3.77

شراء 3.76

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 560)