فلسطين

الثّلاثاء 19 أبريل 2022 6:07 مساءً - بتوقيت القدس

بعد ملاحقتهم على فتحات الجدار .. الاحتلال ينكل بالعمال ويزجهم في المعتقلات

جنين – "القدس" دوت كوم - علي سمودي – بعد أسبوع من المعاناة، اكتشفت عائلة العامل فارس جمال حسين (45 عامًا)، أنه محتجز في زنازين التحقيق في سجن الجلمة، رغم أنه اعتقل بتهمة عدم حيازة تصريح، ليكون ضحية لإجراءات وقيود حملة الاحتلال التي أعلنها بعد تنفيذ عملية تل أبيب.


فارس المعيل لأسرة مكونة من 7 أفراد، كان في طريق العودة لمدينة جنين، تلافيًا لوقوعه في قبضة الاحتلال الذي شرع في حملات دهم وتفتيش واعتقال للعمال الفلسطينيين في الداخل، لكن حظه العاثر أوقعه في قبضة قوة من المستعربين، كانت تنصب كمينًا قرب فتحة الجدار المحاذية من قرية الجلمة الحدودية شمال جنين، لاصطياد العمال والتنكيل بهم.


وروى فارس للمحامي الذي زاره أمس، أنه لدى محاولته المرور عبر الفتحة قرب الجلمة، فوجئ بوحدات المستعربين ودوريات الاحتلال تنصب كمائن في المنطقة، مشيرًا إلى أنه شعر مع باقي العمال بخوف وقلق خاصة عند سماعهم لصوت انفجارات وصراخ الجنود ارفعوا أيديكم قبل أن يتوقف الجميع ويتم مهاجمتنا بعنف.


ويقول: "احتجزونا لمدة ساعتين في الموقع وأرغمونا على النوم على وجوهنا، وقيدوا أيدينا للخلف وكذلك أقدامنا، ومنعونا من الحركة، وعندما طلبنا ماء وقضاء الحاجة رفضوا ذلك .. تعامل معنا الجنود بطريقة جعلتنا نشعر بأننا لن نعود لمنازلنا مرة أخرى، وأثناء نقلنا للدوريات ضربونا بطريقة وحشية".


 بعد نقلهم لمركز شرطة حيفا، رفضت سلطات الاحتلال السماح لهم بإجراء الاتصالات مع أسرهم، ويقول فارس، في رسالة لأسرته عبر محاميه، "بقينا طوال الوقت مقييدين خلال نقلنا، وكان الجنود يشتموننا، ويتوعدون بالانتقام من كل فلسطيني، ورفضوا السماح لنا بالتواصل مع أهلنا، وكنت قلقًا جدًا لأنني اتصلت مع زوجتي قبل اعتقالي وأبلغتها  بقربي وصولي إليهم".


وأضاف: "وزعوا كل عامل فينا في زنزانة، ثم أبلغونا بالتوقيف والاعتقال بهدف التحقيق بقضايا أمنية، وعندما قلت لهم أنا عامل وأعيل أسرة وليس لي أي علاقة بالسياسة رفضوا الإصغاء لي، واقتادوني إلى زنزانة انفرادية قضيت فيها 3 أيام دون أن أعرف الوقت إلا عندما يحضرون لي طعام سيء عند الفطور أو السحور".


وذكر أن الاحتلال أخضعه للتحقيق بشكل يومي حول قضايا أمنية وسط ضغوط وتهديد باعتقاله لسنوات طويلة دون معرفة الأسباب، موضحًا أن المحكمة الداخلية التي عقدت له في سجن "الجلمة"، استجابت لطلب المخابرات بتمديد توقيفه بذريعة التحقيق رغم أنه لم يعترف بأي تهمة، معبرًا عن قلقه وحزنه لزجه خلف القضبان وإبعاده عن أسرته خاصة في هذه الظروف الصعبة وفي شهر رمضان.


ويشكل المواطن فارس نموذجًا لمعاناة العمال اللذين استهدفهم الاحتلال مؤخرًا، فبعد عملية تل أبيب التي نفذها الشهيد رعد فتحي  خازم من مخيم جنين، شن  الاحتلال حملة شرسة وواسعة ضد العمال، تخللها إغلاق الفتحات.


وبحسب مصادر فلسطينية، فإان قوات الاحتلال أغلقت كافة الفتحات التي يتسلل منها العمال للداخل حول جنين، وأقامت خيام ونقاط مراقبة بالقرب من عدد منها، بينما تعرض العمال للقمع والتنكيل والكمائن، كما حدث مع العامل عزام ناصر عبد القادر 35 عامًا من جنين،  والذي تعرض لإطلاق نار ونجا من الموت بأعجوبة.


 وذكر ناصر، أنه خلال عودته من الفتحة القريبة من جدار الفصل العنصري في بلدة برطعة، فوجئ بجنود الاحتلال بنصبون كمائن في المنطقة، وقال: "تحت جنح الظلام توزع الجنود في عدة نقاط لرصدنا وملاحقتنا، وعندما اقتربنا من نقطة العبور، هاجمونا وأطلقوا النار علينا .. لقد شاهدت الموت عن قرب".


وأضاف: "الجنود أوقفونا وفتشونا .. وبعدما أرغمونا على النوم على وجهونا أرضًا،  ضربونا واستمروا باحتجازنا حتى بعد صلاة الفجر، ولم يسمحوا لنا بشرب الماء ثم صادروا هوياتنا وطالبونا بمراجعة الإدارة المدنية في سالم".


ويواجه العمال هجمة اسرائيلية غير مسبوقة، ولم يقتصر الأمر على التنكيل، فقد جرى تحويل 30 عاملاً للتحقيق حول قضايا أمنية، وما زال الاحتلاال يرفض الإفراج عنهم، رغم اعتقالهم خلال بحثهم عن لقمة العيش.


في نفس الوقت، تطارد قوات الاحتلال كل جسم يتحرك ويقترب من الجدار، وتعرض رعاة الماشية لإطلاق نار خلال مروروهم وتنقلهم في المناطق القريبة من جدار الفصل العنصري، كما حظر الاحتلال عليهم الاقتراب والرعاية قرب الحدود.

شارك برأيك

بعد ملاحقتهم على فتحات الجدار .. الاحتلال ينكل بالعمال ويزجهم في المعتقلات

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الجمعة 01 نوفمبر 2024 7:22 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.74

شراء 3.72

دينار / شيكل

بيع 5.24

شراء 5.22

يورو / شيكل

بيع 4.06

شراء 4.04

من سيفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

%100

%0

(مجموع المصوتين 1)