أقلام وأراء
الثّلاثاء 19 أبريل 2022 11:22 صباحًا - بتوقيت القدس
في "غزوة" الأقصى واقتحام المسجد القبلي وإعتقال الأطفال
بقلم : راسم عبيدات
في "غزوة" الأقصى التي أقدمت عليها حكومة الإحتلال بواسطة جيشها وشرطتها فجر أمس 15/4/2022 ، الجمعة الثانية من شهر رمضان الفضيل،والتي إقتحمت خلالها المسجد القبلي متجاوزة كل الخطوط الحمر،حيث عمدت إلى الدوس على السجاد بأحذية جنودها وشرطتها ورجال مخابراتها،وما خلفته تلك الغزوة من دمار وخراب من تكسير للزجاج والأبواب والثريات التاريخية،وإطلاق للرصاص المطاطي والمعدني والقنابل الغازية والصوتية،وكذلك القيام بعملية اعتقال وحشي بحق شبان وأطفال (470) طفلا وشابا جاؤوا للإعتكاف في المسجد الأقصى،من أجل منع تدنيسه وحمايته من قبل الجماعات التلمودية والتوراتية التي هددت بإدخال قرابين الفصح الى ساحاته بهدف تغيير طابعه وهويته وتقسيمه مكانياً،حيث رصدت جوائز مالية لمن يقومون بعملية إدخال تلك القرابين،تصل الى عشرة الآف شيكل لمن ينجح في إدخالها ،كما جرى تحديد الأماكن التي ستجري فيها عملية الذبح،ووقع الإختيار على قبة السلسلة،التي يعتقدون بانها مبنية فوق ما يسمى بمذبح الهيكل،والمهم هنا ليس الجانب السردي،ولكن ما هو المهم الأطفال الذين اعتقلوا ونقلوا بواسطة حافلات الى معسكر الإحتلال في مستوطنة "معاليه ادوميم" للتحقيق معهم،قبل نقلهم الى مركز تحقيق " مسلخ" المسكوبية الشهير،والذين أطلق سراحهم لاحقاً،شرط الإبعاد عن الأقصى لمدد تراوحت بين اسبوعين الى ثلاثة شهور،هم والعشرات من الشبان الذين جرى اعتقالهم وأطلق سراحهم كذلك،هؤلاء الأطفال هم جيل ما بعد بعد أوسلو،إمتلكوا الجرأة وكسروا حاجز الخوف مع المحتلين،لم تعد ترهبهم لا مناظر جنود ولا شرطة الإحتلال المليئة بالحقد ولا هروات بطشهم وقمعهم ولا أسلحتهم المصوبة نحوهم والجاهزة لإطلاق النار عليهم،مناظرهم وقسمات وجوههم في الحافلات التي نقلتهم ،تشير الى أنهم يقولون بأنه في سبيل الدفاع عن الأقصى والقدس،نحن جاهزون لدفع الثمن ...مناظرهم وعلامات الفرح والسرور بادية على وجوههم وهم يرفعون شارات النصر، تؤكد على ان شعبنا سينتصر بهذا الجيل،مناظرهم تقول لكل العربان الذين هرولوا للتطبيع مع المحتل ونسجوا الأحلاف الأمنية والعسكرية الإستراتيجية معه ،وتأمروا على قضية شعبنا من أجل شطبها في لقاءات وقمم عقدوها في أكثر من دولة عربية،ولعل أخطرها القمة التي عقدت في كيبوتس "سديه بوكير" في النقب مكان مدفن بن غوريون،أول رئيس وزراء لدولة الإحتلال،وأحد قادة الصهيونية ،حيث ذهبوا للإعتذار منه ووضع الأكاليل على قبره وقرأوا عدة فقرات بالعبرية من التوراة على روحه،وليصل الأمر الى حد تصريح احد قادة تلك الوفود المهرولة للتطبيع بعد عودته من تلك القمة،بأن مشيخته تعتذر عن عدم تطبيعها لعلاقاتها مع دولة الإحتلال قبل 43 عاماً.
مناظرهم هي لائحة اتهام لأمة يشاع انها مليار و 700مليون مسلم، يبدو انه لا وجود لهم على أرض الواقع ...يبدو انهم خرافة وليس حقيقة،وهم كغثاء السيل،فلو كانوا امة مؤمنة بكتاب الله ورسولة،لهبت لكي تدافع عن مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،ولكن كيف لها ان تهب واغلبها خانع ذليل،في ذيل التبعية لأمريكا وقوى الإستعمار الغربي،بل وصل "العهر" في البعض منها لتبني رواية الإحتلال بدل الرواية الفلسطينية،الأمة التي لم تهب لنصرة مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام،عندما أقدم المتطرف الصهيوني مايكل روهان من اصول استرالية على حرق المسجد الأقصى في 21/أب/1969،حيث طال الحريق منبر صلاح الدين الشهير،ورئيسة وزراء الإحتلال أنذاك" غولدا مائير" قالت بأنها لم تنم طوال الليل من الخوف على وجود دولة الإحتلال،اعتقاداً منها بان جيوش حملة الأوسمة والنياشين المزيفة على أكتافها وصدورها من جيوش العرب والمسلمين ستتقاطر للقضاء على دولة الإحتلال،ولكنها اكتشفت منذ ذلك التاريخ بأن هذه الأمة ليست اكثر من ظاهرة صوتية .....نحن نثق بجيل ما بعد الهزائم فلسطينياً وعربياً وإسلامياً،فهم قادة المستقبل وصناع النصر واعادة المجد لهذه الأمة.
فهذا المحتل الذي أقدم على تلك " الغزوة" كان يقوم بها في إطار جس النبض وردة فعل أبناء شعبنا ،ليبني عليها مخططاته وسياساته القادمة،وكيفية التعامل والتعاطي مع جماعات الهيكل والمعبد، بمواصلة إعطائها الضوء الأخضر من أجل إدخال قرابين الفصح،او التراجع خطوة للوراء،لحين ظروف ناضجة اكثر لتمرير هذا المخطط.
ردة الفعل والمقاومة الشرسة من قبل أبناء شعبنا من القدس والداخل الفلسطيني- 48 – ومن تواجدوا من الضفة الغربية في الأقصى،والرسائل التي نقلتها الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية على لسان قادتها واجنحتها العسكرية،بأن أي عبث بمصير الأقصى،يعني تدخل المقاومة على خط الأقصى والقدس،وهي لن تستجيب لا لوساطات مصرية وغيرها من عراب النظام الرسمي لتسويق دولة الاحتلال،ولتنفجر الأوضاع وليكن ما يكن.
عملية "تبريد" الوضع والتهدئة المؤقتة لن تطول،فحكومة بينت المأزومة سياساً،بفعل أوضاعها الداخلية غير المستقرة،وفقدانها للنصاب في "الكنيست"بسبب إنسحاب رئيسة ائتلاف حكومة " التغيير" المحسوبة على بينت كونها من حزب "يمينا"،وكذلك الإتهامات الموجهة لها من قبل رئيس وزراء الاحتلال السابق نتنياهو والأحزاب اليمنية بالضعف امام ما يسمى ب" الإرهاب،عقب العمليات الأربعة التي نفذها شبان فلسطينيون في قلب دولة الإحتلال ،النقب والخضيرة وتل ابيب- بني براك وتل ابيب شارع " ديزنكوف"،والتي ضربت منظومة الأمن الإسرائيلي في عصبها الرئيسي،وأشعرت المجتمع الإسرائيلي بفقدان الأمن الشخصي،ولذلك سيجد بينت وحكومته وجيشه في حالة من الإرتباك والقلق، فهم لا يمتلكون خطة للتحرك، فهم عاجزون أمام توحش المستوطنين، وعاجزون عن جعل الحراك الفلسطيني المتصاعد تحت السيطرة،بعدما تلاقى بصورة لافتة التحرك الشعبي والشبابي المنتفض، مع أفعال المقاومين. ومع زيادة منسوب الدماء جددت فصائل المقاومة تحذيراتها من خطورة الوضع مؤكدة جهوزيتها للتدخل مع المساس بالخطوط الحمراء التي رسمتها تحت عنواني، تهديد المسجد الأقصى مع تصاعد دعوات المستوطنين المتطرفين لإحياء أيام الفصح اليهودي وذبح القرابين في باحات المسجد الأقصى هذا من جهة، ومن جهة موازية، مواصلة محاولات جيش الاحتلال لاقتحام مخيم جنين.ومن هنا يبقى عنوان المرحلة القادمة تصعيد ينذر بإنفجار الوضع على نحو أوسع وأشمل من معركة "سيف القدس" ،ولكي يجد المحتل نفسه امام معركة "سيف القدس 2"،بمفاعيلها وتداعياتها قد تتجاوز مساحة فلسطين التاريخية،نحو تدخلات ومشاركة إقليمية في المواجهة العسكرية،وبما يدفع الإقليم نحو ما هو اكبر من معركة وأقل من حرب شاملة على شكل حرب محدودة يحدد تطوراتها الواقع والميدان.
[email protected]
المزيد في أقلام وأراء
منع الدواء والطعام في غزة.. سلاح إسرائيلي قاتل
حديث القدس
رسالة فلسطين في عيد الميلاد
فادي أبو بكر
معركة المواجهة وشروط الانتصار
حمادة فراعنة
احفظوا للمخيم هيبته وعزته وللدم الفلسطيني حرمته
راسم عبيدات
مئوية بيرزيت.. فوق التلة ثمة متسع رحب لتجليات الجدارة علماً وعملاً!
د. طلال شهوان ، رئيس جامعة بيرزيت
لجنة الإسناد.. بدها إسناد!
ابراهيم ملحم
من التغريد إلى التأثير .. كيف تصنع المقاطعة الرقمية مقاومة شعبية فعالة
مريم شومان
الحسم العسكري لغة تبرير إسرائيلية لمواصلة قتل الفلسطينيين
حديث القدس
سعيد جودة طبيب جراحة العظام في مشفى كمال عدوان شهيداً
وليد الهودلي
بوضوح.. الميلاد في زمن الإبادة الجماعية
بهاء رحال
ولادة الشهيد الأول
حمادة فراعنة
(الْمَجْدُ لِلّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلامُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ)
حديث القدس
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
عيسى قراقع
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
هاني المصري
ما يجري في جنين يندى له الجبين
جمال زقوت
شرق أوسط نتنياهو لن يكون
حمادة فراعنة
في ربع الساعة الأخير للإدارة الموشكة على الرحيل!
حديث القدس
العام الثلاثون.. حلم جميل وواقع أليم
الأب إبراهيم فلتس نائب حارس الأراضي المقدسة
بلورة استراتيجيات للتعامل مع الشخصيّة المزاجية – القنبلة الموقوتة
د. غسان عبدالله
من الطوفان إلى ردع العدوان.. ماذا ينتظر منطقتنا العربية؟ الحلقة الثانية
زياد ابحيص
الأكثر تعليقاً
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
ما الذي يحدث في جنين، ولماذا الآن، وما العمل؟
دويكات: أجندات خارجية لشطب المخيمات الشاهد الحي على نكبة شعبنا
نابلس: تشيع جثمان شهيد الواجب الوطني الرقيب أول مهران قادوس
مقتل عنصر من الأجهزة الأمنية في الأحداث المستمرة بجنين
مقتل أحد عناصر الأجهزة الأمنية خلال الأحداث المتواصلة في جنين
مصطفى يبحث مع خارجية قبرص الرومية إنهاء الإبادة الإسرائيلية بغزة
الأكثر قراءة
اعتقال المسيح على حاجز الكونتينر
تحديات كبيرة وانغلاق في الأفق السياسي.. 2025 في عيون كُتّاب ومحللين
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة "إف-18" واستهداف مدمرة
السماح بنشر تفاصيل محاولة إنقاذ فاشلة لأسيرة في غزة
وقف إطلاق النار في غزة "أقرب من أي وقت مضى"
الكرملين يكشف حقيقة طلب زوجة بشار الأسد الطلاق
يسوع المسيح مُقمّطاً بالكوفية في الفاتيكان.. المعاني والدلالات كما يراها قادة ومطارنة
أسعار العملات
الأربعاء 25 ديسمبر 2024 9:36 صباحًا
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.13
يورو / شيكل
بيع 3.8
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%57
%43
(مجموع المصوتين 303)
شارك برأيك
في "غزوة" الأقصى واقتحام المسجد القبلي وإعتقال الأطفال