برلين (أ ف ب) -لا يبدو أن شيئاً أو حتى الفوز بلقب عاشر توالياً في الدوري الالماني لكرة القدم، يمكن أن يبلسم جراح المتصدر بايرن ميونيخ بعد خروجه القاسي أمام فياريال الاسباني في ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا.
تكمن المشكلة بالنسبة لعملاق بافاريا الذي يحلّ الأحد ضيفاً على أرمينيا بيليفيلد المهدد بالهبوط ضمن منافسات المرحلة الثلاثين، في أن هيمنته على "بوندسليغا" لم تعد مهمة كثيراً لجماهيره وإدارته.

يتجه بايرن هذا الموسم لإحراز لقبه العاشر توالياً من دون أن يعاني كثيراً إذ يتصدر مع 69 نقطة ويبتعد بفارق 9 نقاط عن مطارده المباشر بوروسيا دورتموند قبل خمس مراحل من النهاية، ما يعني أنه، وفي حال تتويجه، سيحرز لقبه الـ 31 من أصل 59 نسخة وذلك منذ اعتماد النظام الجديد للدوري في عام 1963، فيما فاز ثاني أفضل نادٍ في "بوندسليغا" بخمسة ألقاب فقط.
وتشكّل المسابقة القارية الأم السّاحة الأبرز لأحلام بايرن الذي تلقى صفعة قوية في ربع النهائي بخسارته 1-2 في إجمالي المباراتين أمام فريق "الغواصات الصفراء" الذي يحتل المركز السابع في الدوري الإسباني.

خرج بايرن في الموسم الماضي أمام باريس سان جرمان الفرنسي وهدافه كيليان مبابي من ربع النهائي بخسارته ذهاباً على أرضه 2-3، برغم فوزه 1-صفر إياباً في ظل اعتماد أفضلية الهدف خارج الديار.
غادر هانزي فليك الذي قاد بايرن للفوز باللقب القاري عام 2020 لتولي إدارة الـ"مانشافت" وحلّ الشاب يوليان ناغلسمان (34 عاماً) بدلاً منه، في سادس عام له على مقاعد التدريب بعد هوفنهايم ولايبزيغ، حيث ينظر إليه كـ"الطفل العجيب" بين المدربين الألمان.
قال عقب الخسارة أمام فياريال "بصراحة، هي واحدة من أسوأ ثلاث هزائم في مسيرتي". وإزاء ما حصل بدأت تطرح علامات الاستفهام حول مستقبل ناغلسمان في بافاريا، حيث من المحتمل أن يمنحه النادي فرصة أخرى، في حين احتاج الفريق إلى غطاء خط الوسط في مباراة الذهاب عندما كان ليون غوريتسكا عائداً للتو من الإصابة.
إضافة إلى الاعتماد الكليّ في الهجوم على البولندي روبرت ليفاندوفسكي الذي سينتهي عقده بعد نهاية الموسم المقبل وقد رفض حتى الآن توقيع صفقة جديدة.
تحرك الرئيس التنفيذي وحارس بايرن السابق أوليفر كان للاعتراض على التقارير التي تحدثت عن رحيل النجم البولندي، وتحديداً إلى برشلونة الاسباني.
ومن بين المباريات الأربع التي أشرف ناغلمسان عليها والتي يتم من خلالها الحكم على مدربي بايرن، من دون أن يشمل ذلك الخروج من الدور الثاني في الكأس المحلية بعد الهزيمة المذلة أمام بوروسيا مونشنغلادباخ صفر-5، فاز ناغلسمان بمباراة واحدة فقط.
يدرك المدرب الشاب حقيقة متطلبات بايرن، إذ يقول "إذا فزنا بالدوري، فسنعادل ما حققناه في الموسم الماضي، وهذا لا يكفي لبايرن ميونيخ"، مضيفاً "كان يجب أن يكون نصف نهائي (دوري أبطال أوروبا) هدفنا الأدنى، لكننا لم نحقق ذلك".

دورتموند الوصيف يستقبل فولفسبورغ السبت وهو يعاني من العديد من الاصابات في صفوفه، حيث باتت جلّ اهتماماته انهاء الدوري في المركز الثاني.
ويتقدم الفريق "الأصفر والأسود" بفارق 8 نقاط عن باير ليفركوزن والذي يواجه منافسه المباشر على المركز الثالث لايبزيغ مع فارق نقطة بينهما الأحد في ختام المرحلة.
ومن المرجح أن يغيب عن دورتموند ماتس هوملس والبلجيكي توماس مونييه، فيما أكد مدربه ماركو روزه خلال المؤتمر الصحافي عشية المواجهة غياب المولود في سوريا الالماني الدولي محمود دحود والشكوك حول مشاركة البرتغالي رافايل غيريرو، في حين أن مهاجمه النروجي إرلينغ هالاند الذي بات تحت مجهر غريمه بايرن يخوض المباريات وهو مجبر على تناول مسكنات الألم.

أما فولفسبورغ الثالث عشر فقد حصل على جرعة ثقة إضافية من فوزه برباعية نظيفة على أرمينيا بيليفيلد في المرحلة الماضية بعد ثلاث هزائم توالياً.
في المقلب الآخر، ساعد باتريك شيك بتسجيله 20 هدفاً في الدوري فريقه بايرن ليفركوزن للبقاء في المراكز الأربعة الأولى لمعظم الموسم.
لم يسجل المهاجم التشيكي منذ تعرضه لإصابة في الخسارة أمام ماينتس في المرحلة الثالثة والعشرين، لكنه تمكن من خوض 77 دقيقة في مباراة التعادل السلبي في بوخوم، حيث من المرجح أن يبدأ اساسياً مرة جديدة الأحد.

ويخوض لايبزيغ المباراة منتشياً من تأهله إلى نصف نهائي مسابقة يوروبا ليغ بفوزه إياباً على أتالانتا الإيطالي 2-صفر الخميس بفضل ثنائية مهاجمه المتألق الفرنسي كريستوفر نكونكو، بعد التعادل 1-1 ذهاباً.
ويسعى لايبزيغ لتحقيق انتصاره الثالث توالياً في الدوري بعد فوزه على بوروسيا دورتموند 4-1 وهوفنهايم 3-صفر في المرحلتين السابقتين، علماً انه لم يذق طعم الخسارة في مبارياته الـ 13 الاخيرة في مختلف المسابقات (9 انتصارات مقابل 4 تعادلات)، وتحديداً منذ خسارته أمام بايرن 2-3 في المرحلة الـ 21.