أقلام وأراء
الخميس 14 أبريل 2022 4:57 مساءً - بتوقيت القدس
ثبات إسرائيلي في المقارفات ضد أطفال فلسطين
بقلم:د. أسعد عبد الرحمن
قبل أيام معدودات، ظهر الفشل الأخلاقي والقانوني المزمن للأمم المتحدة، الذي رفض إدراج الدولة الصهيونية على القائمة السوداء التي تضم منتهكي حقوق الأطفال في زمن النزاعات المسلحة، وهي الخطوة الأولى لتحقيق المساءلة والعدالة للأطفال الفلسطينيين، فحرمان الأطفال الفلسطينيين من الحماية التي يحق لهم الحصول عليها بموجب القانون الدولي في مواجهة الجرائم الإسرائيلية المتكررة يقابله تمتع الدولة الصهيونية بالإفلات الكامل من العقاب، مما يشجعها على مواصلة جرائمها. وقد أقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) في العام 2015 عدة قوانين تستهدف واقع ومستقبل الأطفال الفلسطينيين، وبما يسهل إجراءات اعتقالهم ومحاكمتهم وتغليظ العقوبات بحقهم مثل: قانون محاكمة الأطفال دون سن 14 عاماً، وقانون تشديد عقوبة الحد الأدنى على راشقي الحجارة في القدس.
الذاكرة الفلسطينية تعج بآلاف الأطفال الذين قتلتهم واعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي. فالطفل الفلسطيني لم يكن في يوم بمعزل عن مقارفات الاحتلال الإسرائيلي، بل كثيرا ما كان في مقدمة ضحاياها رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال وفي مقدمتها “اتفاقية حقوق الطفل”، التي تنادي بحقوق الطفل وعلى رأسها حقه بالحياة والحرية والسلام.
مواصلة جيش الاحتلال استهداف الأطفال الفلسطينيين بشكل متعمد، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني، ويعد جريمة حرب. فالاحتلال ينظر إلى اعتقالات الطفل الفلسطيني كوسيلة لإرهاب جيل كامل من التحدث علانية تمهيدا لسحق أرواحهم. فالاحتلال يرى ما رسخته الأحداث المواكبة لحي الشيخ جراح والعدوان على قطاع غزة وانتفاضة شباب وشابات مدن فلسطين 48، حيث أدرك الاحتلال فشل رهانه على كسر إرادة الأجيال الفلسطينية.
وبحسب ما وثقته “الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال/ فرع فلسطين”، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال منذ عام 1967 عشرات الآلاف من الأطفال الفلسطينيين. ومنذ انتفاضة الأقصى في العام 2000، اعتقل أكثر من 10 آلاف طفل بمعدل 700 طفل سنوياً. وبحسب أحدث تقرير للحركة صدر نهاية أيار الماضي، فإن هؤلاء الأطفال يتعرضون لما يتعرض له الكبار من قسوة التعذيب والمحاكمات الجائرة، والمعاملة غير الإنسانية، التي تنتهك حقوقهم الأساسية، وتهدد مستقبلهم بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولي و”اتفاقية الطفل”. ويضيف التقرير إن سلطات الاحتلال “تحرم الأطفال الأسرى الفلسطينيين من حق عدم التعرض للاعتقال العشوائي، والحق في معرفة سبب الاعتقال، والحق في الحصول على محامٍ، وحق الأسرة في معرفة سبب ومكان اعتقال الطفل، والحق في المثول أمام قاضٍ، والحق في الاعتراض على التهمة والطعن بها، والحق في الاتصال بالعالم الخارجي، والحق في معاملة إنسانية تحفظ كرامة الطفل المعتقل”. وبحسب “هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية” فقد “تم اعتقال نحو 543 طفلاً في 2020، فيما سُجل اعتقال نحو 230 طفلا منذ مطلع 2021 وحتى 4 نيسان يوم الطفل الفلسطيني، غالبيتهم من القدس، فيما لا يزال الاحتلال يحتجز نحو 140 طفلا”.
الاحتلال ينظر إلى الطفل الفلسطيني كـ “مشروع مخرب” وهو في معتقله يذوق أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة، التي تتضمن الضرب والشبح، والحرمان من النوم ومن الطعام، والتهديد والشتائم، والتحرش الجنسي، والحرمان من الزيارة، وتستخدم معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات، والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.
أطفال فلسطين هدف أساسي للدولة الصهيونية ولغاراتها واجتياحاتها العسكرية، وهي سياسة ثابتة منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي استمرت دون توقف طيلة العقود الطويلة الماضية، ورافقها كثير من الانتهاكات الجسيمة والجرائم الفظيعة، بهدف تشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم والتأثير على توجهاتهم المستقبلية بصورة سلبية وخلق جيل مهزوز ومهزوم. وخلال السنوات الأخيرة تمادت سلطات الاحتلال في إمعانها وجرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين، وخاصة أطفال القدس.
المزيد في أقلام وأراء
تقليص مساحة غزة وتهجير أهلها.. أخطر المخططات الإسرائيلية
حديث القدس
2024 عام الزلازل و2025 عام الهزات الارتدادية
راسم عبيدات
غزة.. بداية عام جديد والإبادة مستمرة
بهاء رحال
رغم المجاعة.. التكافل في غزة بـ"الرغيف"
ريما محمد زنادة
وكالة الغوث.. ومعركة نزع الشرعية
فتحي كليب
مهابةُ الفكرةِ وهيبةُ المسيرةِ
عام التحديات
حديث القدس
ستون عاماً من الثورة.. النصر آت ؟
د. فوزي علي السمهوري
توثيق التعذيب في فلسطين.. بين الأمل بالإنصاف والتحديات العملية
سماح جبر
معركة غير متكافئة
حمادة فراعنة
الحرديم ولماذا يرفضون قانون التجنيد؟ حرب أهلية مقبلة
إسماعيل المسلماني
تمر الأعوام وتبقى الآلام
حديث القدس
انكشاف المستعمرة وعريها
حمادة فراعنة
2024 عام الكارثة والبطولة.. 2025 عام الحسم
هاني المصري
نحن في حالة ضياع وتيه... والبداية من مخيم جنين
راسم عبيدات
حسام أبو صفية.. الطبيب يتحدى الإبادة
جمال زقوت
صناعة القائد في وسائل الإعلام.. بين التلميع والتضليل
د. أسامة ارميلات
تصعيد مرعب للجرائم الإسرائيلية الفظيعة
حديث القدس
لسان الحال والأحوال.. علقم يا وطن
إياد أبو روك
صباحُ الخَيْر يا غزَّة
بهاء رحال
الأكثر تعليقاً
قرار بوقف بث وتجميد كافة أعمال فضائية الجزيرة والعاملين معها ومكتبها في فلسطين
النداء الأخير من المحرقة...صرخة أنس تقرع جدران الخزان
بهدوء.. أسئلة وأجوبة!
إسرائيل ترفض تزويد السلطة الفلسطينية بالسلاح لدعم عملية جنين
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
في الذكرى الـ60 لانطلاقة "فتح".. تحديات راهنة وآفاق واعدة
"حارس أملاك الغائبين".. الحرامي يسطو على أراضي السكان الأصليين
الأكثر قراءة
طلبة الإعلام في العربية الأمريكية يزورون "القدس"
نيويورك تايمز: وراء تفكيك حزب الله عقود من الاستخبارات الإسرائيلية
هآرتس: اختفاء غزيين كانوا معتقلين لدى الجيش الإسرائيلي
مقتل الصحفية شذى الصباغ في جنين.. دعوات لتحقيق مستقل وشفاف تشارك فيه جميع الأطراف
مفاوضات الصفقة.. المحتجزون يُلدغون من جُحر نتنياهو عشر مرات!
القسام تقتل 5 جنود إسرائيليين من المسافة صفر في مخيم جباليا
2025 عام التحولات وسقوط الأقنعة والسرديات.. تحديات خطيرة تُحدّق بالقضية الفلسطينية
أسعار العملات
الأربعاء 01 يناير 2025 2:37 مساءً
دولار / شيكل
بيع 3.65
شراء 3.64
دينار / شيكل
بيع 5.15
شراء 5.12
يورو / شيكل
بيع 3.79
شراء 3.77
هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟
%59
%41
(مجموع المصوتين 336)
شارك برأيك
ثبات إسرائيلي في المقارفات ضد أطفال فلسطين