Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

عربي ودولي

الجمعة 09 مايو 2025 9:45 صباحًا - بتوقيت القدس

توترات كشمير.. شبح الحرب المدمرة يلوح في الأفق بين الهند وباكستان

رام الله - خاص بـ"القدس" والقدس دوت كوم-

د. أحمد رفيق عوض: أي تصعيد قد يجر العالم إلى حرب أوسع نظرًا للتحالفات الدولية التي تربط الهند بالولايات المتحدة وإسرائيل وباكستان بالصين 

د. جمال حرفوش: النزاع الحالي يُجسد إخفاقات دبلوماسية وقانونية وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته بشأن تقرير مصير كشمير 

نعمان عابد: المناوشات بين الهند وباكستان ستستمر لفترة محدودة كما الجولات السابقة مع ضربات محسوبة لتجنب التصعيد الشامل 

د. تمارا حداد: الضغوط الدولية الحالية قوية لمنع الحرب نظرًا للترابط الاقتصادي والسياسي والأمني الذي تمثله الهند وباكستان د

د. محمد الطماوي: اندلاع حرب شاملة بين باكستان والهند سيعيد تشكيل النظام الدولي عبر اصطفافات جيوسياسية معقدة 

عريب الرنتاوي: اندلاع الحرب سيبقى "قابلاً للاحتواء" لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة نووية كارثية لن يكون فيها أي طرف منتصر    


تشهد منطقة كشمير المتنازع عليها تصاعدًا خطيرًا في التوترات بين الهند وباكستان، بعد مقتل عدد من السياح الهنود، مما يهدد باندلاع حرب تدميرية شاملة قد تمتد تداعياتها إلى السلم العالمي.  


ويحذر كتاب ومحللون سياسيون ومختصون في أحاديث منفصلة مع "القدس"، من خطورة التصعيد كونه يأتي في ظل امتلاك البلدين ترسانات نووية متقدمة وقوات عسكرية ضخمة، مما يجعل أي مواجهة بينهما محفوفة بمخاطر كارثية. 


ويحذرون من أن أي تصعيد قد يجر تحالفات دولية، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، والصين من جهة أخرى، إلى دائرة الصراع، مما قد يزيد من تعقيد الأزمة.  


 رغم التهديدات المتبادلة، فإن العديد من المحللين يرون أن احتمالية اندلاع حرب شاملة تبقى محدودة، نظرًا لسياسة الردع النووي المتبادل بين الهند وباكستان، والضغوط الدولية الرامية إلى منع انهيار الاستقرار الإقليمي، ومع ذلك، يظل الوضع شديد الحساسية، خاصة مع تبادل الاتهامات بين الجانبين حول دعم الجماعات المسلحة في كشمير. 


 إمكانية الانزلاق إلى حرب شاملة 


 ويحذر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني د. أحمد رفيق عوض من تصاعد التوترات بين الهند وباكستان، مشيرًا إلى إمكانية انزلاقها إلى حرب شاملة قد تهدد السلم العالمي.  ويوضح عوض أن الصراع بين البلدين يتغذى على تاريخ طويل من الخلافات السياسية والجغرافية والثقافية، مما يجعل الوضع الحالي شديد الخطورة، خاصة في ظل امتلاك الطرفين ترسانات نووية وقوى عسكرية متقدمة.


 ويرجع عوض جذور الصراع إلى الاحتلال البريطاني الذي، عند انسحابه من شبه القارة الهندية عام 1947، زرع بذور الفتنة عبر تقسيم المنطقة إلى دولتين على أساس ديني: الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة، مع انفصال بنغلاديش لاحقًا.  


هذا التقسيم، وفقًا لعوض، أدى إلى نزاعات حدودية مستمرة، أبرزها قضية إقليم كشمير المتنازع عليه، الذي يتمتع بثروات طبيعية هائلة وموقع استراتيجي. 


 ويؤكد عوض أن الخلافات لا تقتصر على الحدود، بل تمتد إلى قضايا حيوية مثل توزيع مياه الأنهار، حيث تسيطر الهند على منابع الأنهار التي تعتمد عليها باكستان بشكل كبير في الزراعة، وهي العمود الفقري لاقتصادها. ويشير عوض إلى أن الهند، بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي يتبنى أيديولوجية قومية متطرفة، قد تلجأ إلى قطع تدفق الأنهار إلى باكستان، مما سيؤدي إلى أزمة اقتصادية وإنسانية حادة.


  "المياه" قد تكون الشرارة لصراع أوسع ويصف عوض هذا السيناريو بأنه "حرب مياه" محتملة، قد تكون الشرارة التي تشعل صراعًا أوسع.  ويؤكد عوض أن تصاعد التطرف اليميني عالميًا، سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أوروبا، يعزز من احتمال سعي الهند إلى "حسم" الصراع مع باكستان نهائيًا. من الناحية العسكرية، يوضح عوض أن الهند تمتلك جيشًا يُعد من بين أقوى عشرة جيوش في العالم، في حين تمتلك باكستان قوة عسكرية لا يستهان بها.  


 التداعيات لن تقتصر على شبه القارة الهندية  

ويؤكد عوض أن امتلاك الطرفين أسلحة نووية يرفع من مخاطر الحرب، حيث يمكن أن تتحول إلى مواجهة نووية تكتيكية أو تقليدية، مما سيؤدي إلى كارثة إنسانية وإقليمية وربما دولية.  وينبه عوض إلى أن أي تصعيد قد يجر العالم إلى حرب أوسع، نظرًا للتحالفات الدولية التي تربط الهند بالولايات المتحدة وإسرائيل، وباكستان بالصين.


 ويحذر عوض من أن الحرب، إذا اندلعت، قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الدولية، وربما تثير حروبًا دينية وطائفية وإقليمية إضافية.  


ويؤكد عوض أن التداعيات لن تقتصر على شبه القارة الهندية، بل ستمتد لتهدد الاستقرار العالمي، خاصة إذا تم استخدام الأسلحة النووية، وهو ما يحتم على المجتمع الدولي التدخل العاجل لنزع فتيل التوترات ومنع انزلاق المنطقة إلى هاوية حرب مدمرة. ويشدد عوض على أن العالم يقف على مفترق طرق خطير، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة متسرعة من أي من الطرفين إلى عواقب وخيمة تهدد البشرية جمعاء.   


 مواجهة تتجاوز المناوشات التقليدية 

 من جانبه، يحذّر البروفيسور جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، من أن التصعيد العسكري المتسارع على خط السيطرة في كشمير، عقب الهجوم الأخير في بوهالغام، يُنذر بانزلاق الوضع نحو حرب مفتوحة بين الهند وباكستان، وهما دولتان تمتلكان ترسانات نووية.  


ويؤكد حرفوش أن هذه المواجهة تتجاوز المناوشات التقليدية، مشيرًا إلى أن منطق الميدان يُظهر طابعًا استثنائيًا يهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي. ويوضح حرفوش أن الصدام يجمع قوتين عسكريتين نوويتين بقدرات هائلة، فالهند، الخامسة عالميًا عسكريًا، تمتلك جيشًا يضم 1.4 مليون جندي، وأكثر من 4,500 دبابة، ومئات المقاتلات المتطورة مثل "رافال" و"سوخوي"، إلى جانب صواريخ "أغني" النووية بعيدة المدى، وهيمنة بحرية في خليج البنغال والمحيط الهندي، أما باكستان، فتعتمد على عقيدة ردع نووي نشطة، مع حيازتها 170 رأسًا نوويًا، وصواريخ "نصر" التكتيكية الدقيقة، وتفوق قواتها الخاصة في حرب العصابات، المُطوّرة عبر عقود من النزاع في كشمير وأفغانستان.  الضربات الجراحية والضربات الاستراتيجية   ويشير حرفوش إلى أن توازن الردع النووي لم يُختبر في تصعيد بهذا الحجم منذ حرب كارجيل عام 1999، محذرًا من أن الخط الفاصل بين "الضربات الجراحية" و"الضربات الاستراتيجية" قد ينهار تحت ضغط الرأي العام أو الحسابات الخاطئة.


  ويعتبر حرفوش أن هذا الوضع يضع العالم أمام لحظة حرجة، حيث يصبح التدخل الدبلوماسي ضرورة وجودية لتجنب حرب مدمرة تهدد البنى التحتية المدنية، خاصة مع قرب الكتل السكانية من مراكز الاستهداف. ويحذّر حرفوش من أن حربًا مفتوحة لن تقتصر على دمار محلي، بل ستُحدث تغييرات استراتيجية عميقة، فالصين، الحليف الاستراتيجي لباكستان، لن تظل محايدة، خاصة مع أهمية "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني" الذي يمر عبر كشمير. ويشير حرفوش إلى أنه في المقابل، ستدعم الولايات المتحدة الهند سياسيًا واستخباراتيًا، كجزء من استراتيجيتها لاحتواء الصين، مع تجنب التورط المباشر، كما ستُقدم إسرائيل، الحليف العسكري للهند، دعمًا استخباراتيًا متقدمًا.

 

  الدول العربية بين المصالح التجارية والمشترك الثقافي  

أما الدول العربية، بحسب حرفوش، فستواجه معضلة بين مصالحها التجارية مع الهند وميولها الشعبية والثقافية تجاه باكستان، التي ترى كشمير قضية إسلامية، وستسعى روسيا، الحليف التقليدي للهند، للعب دور الوسيط للحفاظ على علاقاتها مع الصين وباكستان. 


ويؤكد حرفوش أن اندلاع الحرب سيؤدي إلى تفعيل قواعد طوارئ إقليمية، ونقل أسلحة وذخائر من الحلفاء، مع تكثيف المراقبة عبر الأقمار الصناعية والاستخبارات الإلكترونية لتعطيل الصواريخ والاتصالات.  


ويشدد حرفوش على أن أي استخدام للأسلحة النووية، حتى التكتيكية، سيُخرج الصراع من إطاره الإقليمي، مهددًا الأمن العالمي. 


ويعتبر حرفوش أن النزاع الحالي يُجسد إخفاقات دبلوماسية وقانونية، وعجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته بشأن تقرير مصير كشمير.  ويحذّر حرفوش من تداعيات كارثية تشمل نزوحًا جماعيًا، واضطرابات اقتصادية، وانهيار فلسفة الردع، داعياً إلى تفعيل القانون الدولي بإرادة جماعية عاجلة لوقف النيران قبل أن تتجاوز النصوص، مؤكدًا أن العالم يقف على مفترق قد يُعيد تشكيل موازين القوى في جنوب آسيا والعالم.    


خلافات العميقة بين البلدين  


بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي المختص في العلاقات الدولية نعمان عابد أن تجدد الصراع بين الهند وباكستان، الجارتين النوويتين، على خلفية التوترات المتصاعدة في منطقة كشمير المتنازع عليها، تهدد بتفاقم الوضع إذا لم يتم احتواء الأوضاع بوساطات إقليمية ودولية.  


ويؤكد عابد أن الخلافات العميقة بين البلدين تعود إلى تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947، حيث برزت كشمير كمحور النزاع الرئيسي بسبب أهميتها الجغرافية والديموغرافية والاستراتيجية.


 ويوضح عابد أن الصراع، الذي بدأ بعد انتهاء الاحتلال البريطاني، شهد تسابقًا محمومًا في التسلح، وصل إلى تبادل التجارب النووية، مع استنزاف الموارد الاقتصادية لكلا البلدين لتعزيز قدراتهما العسكرية.


  ويشير عابد إلى أن كشمير، بموقعها الاستراتيجي ومواردها الطبيعية، تُعد مركز التوتر، لا سيما مع تأثيرها على دول المنطقة، بما في ذلك الصين، التي ترتبط بمصالحها عبر مشروع "خط الحرير".  


ويؤكد عابد أن المناوشات الحدودية تتغذى على هجمات متبادلة تنفذها خلايا مسلحة وانفصالية، يتبادل البلدان اتهامات بدعمها، مما يُعيد الصراع إلى نقطة الصفر بشكل دوري. 


 الهجوم المسلح الأخير في كشمير الهندية 


 ويشير عابد إلى أن الهجوم المسلح الأخير في كشمير الهندية، الذي أسفر عن مقتل عدد من السياح الهنود، أشعل فتيل التصعيد، فقد سارعت الهند إلى اتهام باكستان بدعم المهاجمين، وهو ما رفضته إسلام أباد، لترد الهند بضربات عسكرية على مواقع في الجانب الباكستاني، زاعمة أنها استهدفت مسلحين، في المقابل، اتهمت باكستان الهند بالاعتداء على أراضيها، مما أدى إلى مقتل مدنيين، فردت بضربات مضادة، شملت إسقاط طائرات هندية، مما زاد من حدة التوتر. 


ويستعرض عابد تاريخ الصراع بين الدولتين، مشيرًا إلى حروب كشمير الأولى والثانية، والحرب الشاملة عام 1971، التي أعقبتها مفاوضات لتسوية الخلافات، لكن دون حل نهائي، مشيراً إلى أن الخلايا المسلحة تُعيق أي تقدم نحو السلام، مُعيدة التوتر عبر هجمات متبادلة. 


ويحذر عابد من أن أسوأ السيناريوهات المحتملة هو تطور الصراع بين الهند وباكستان إلى حرب شاملة تستخدم فيها الأسلحة التقليدية أو النووية، وهو احتمال كارثي يُدرك البلدان مخاطره، نظرًا لتداعياته الاقتصادية والإقليمية والدولية.


 ويرجّح عابد أن تستمر المناوشات لفترة محدودة، كما حدث في الجولات السابقة، مع ضربات محسوبة تتجنب التصعيد الشامل.  


 دول إقليمية ستتدخل للوساطة 

ويشير عابد إلى أن دولًا إقليمية، مثل إيران، وروسيا، والصين، والسعودية، والإمارات، التي تربطها علاقات جيدة بالبلدين، ستتدخل للوساطة، مستشهدًا بزيارة لوزير الخارجية الإيراني لمناقشة الأزمة، فيما يؤكد أن الصين، المهتمة باستقرار المنطقة لضمان نجاح مشروع "خط الحرير"، تدعم تسوية سلمية. 


ويدعو عابد إلى تكثيف الوساطات الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة، مع إمكانية فتح مفاوضات شاملة لحل جذور الصراع في كشمير.  


ويؤكد عابد أن كشمير، بموقعها الاستراتيجي ومواردها، تظل هدفًا حيويًا لكلا البلدين، مما يستدعي إرادة سياسية قوية لإنهاء النزاع.  ويحذر عابد من أن أي تصعيد إضافي قد يُطيح بالاستقرار الإقليمي، مؤكدًا أن العالم لن يسمح بحرب شاملة بسبب تداعياتها الكارثية على الجميع.   


 كشمير النقطة المحورية في الحرب

  من جهتها، تعتقد الكاتبة والباحثة السياسية د. تمارا حداد بوجود مخاطر كبيرة من التصعيد العسكري بين الهند وباكستان في منطقة كشمير المتنازع عليها، مشيرة إلى أن النزاع المستمر منذ تقسيم شبه القارة الهندية عام 1947 يُنذر بتداعيات خطيرة إذا لم يتم احتواء الأزمة الحالية.  


وتؤكد حداد أن كشمير تظل النقطة المحورية في الحرب المفتوحة بين البلدين، حيث ينقسم الإقليم إلى أجزاء تخضع لسيطرة باكستان والهند في الجنوب، وفق تقسيم متفق عليه جزئيًا.


 وتوضح حداد أن الأزمة الحالية تفجّرت إثر هجوم نفّذته جماعة أصولية في منطقة كشمير الخاضعة للسيادة الهندية، أسفر عن مقتل عدد من السياح الهنود، ما أدى إلى توترات سياسية ودبلوماسية وعسكرية حادة. 


 وترى حداد أن احتمال انزلاق الوضع إلى حرب شاملة قائم، لكنه منخفض نسبيًا في المدى القصير، بفضل الردع النووي المتبادل منذ تجارب البلدين النووية في التسعينيات، وتجنب اي تداعيات محتملة. 


ومع ذلك، تحذّر حداد من أن أي حرب نووية قد تتجاوز حدود البلدين، سوف تسبب كوارث إنسانية تطال مناطق واسعة من العالم.


 وتشير حداد إلى أن المناوشات التاريخية المتكررة بين الهند وباكستان كادت أن تتحول إلى تصعيد كبير، لولا تدخلات دولية. 


 وتؤكد حداد أن الضغوط الدولية الحالية قوية لمنع الحرب، نظرًا للترابط الاقتصادي والسياسي والأمني بين الهند وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وإسرائيل، وبين باكستان وحليفتها الرئيسية الصين. 


 اصطفافات إقليمية ودولية جديدة  

وترى حداد أن اندلاع حرب قد يُحدث اصطفافات إقليمية ودولية جديدة، حيث قد تستغل الولايات المتحدة الهند لمواجهة الصين، بينما قد تقدم الصين دعمًا لوجستيًا لباكستان دون انخراط عسكري مباشر.


 وتشير حداد إلى أن دول الخليج العربي، التي تربطها علاقات جيدة مع كلا البلدين، قد تلعب دور الوسيط المتوازن لتهدئة التوترات.


 في المقابل، تلفت حداد إلى توتر العلاقات بين باكستان وروسيا، بسبب دور باكستان التاريخي في دعم الجماعات الإسلامية ضد الاتحاد السوفيتي سابقًا، مما يجعل روسيا تميل إلى الهند، التي تربطها بها علاقات عسكرية قوية.


 وترى حداد أن أي تطور ميداني غير محسوب قد يُشعل حربًا شاملة، محذرة من أن التحالفات الدولية الحالية، والصراعات بين الولايات المتحدة والصين، قد تُفاقم الوضع إذا استُخدمت الهند أو باكستان كأدوات في صراعات أوسع.  وتدعو حداد إلى تكثيف الوساطات الإقليمية والدولية لنزع فتيل الأزمة، مشددة على ضرورة معالجة جذور النزاع في كشمير لتجنب كارثة إنسانية وإقليمية تهدد الاستقرار العالمي.


    الردع النووي المتبادل بين البلدين  


الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية د. محمد الطماوي يقول إن سيناريو تصاعد المناوشات الحدودية بين الهند وباكستان إلى حرب مفتوحة، رغم محدوديته، يبقى قائمًا في ظل ديناميكيات سياسية وعسكرية معقدة.


  ويوضح الطماوي أن الردع النووي المتبادل بين البلدين يشكل حاجزًا أساسيًا أمام الحرب الشاملة، لكنه لا يلغي مخاطر الانزلاق العَرَضي الناجم عن أخطاء عسكرية أو استغلال الأزمات الداخلية لتصعيد التوترات.


 ويشير الطماوي إلى جذور التوتر وتاريخ الصراع بين البلدين، اللذين خاضا ثلاثة حروب كبرى منذ انفصالهما عام 1947، مع التركيز على إقليم كشمير المتنازع عليه كبؤرة أساسية للاشتباكات.


  ويلفت الطماوي إلى أن البيئة الاستراتيجية الحالية تختلف عن الماضي، حيث يمتلك كل من الهند وباكستان ترسانات نووية متقدمة، مما يجعل أي حرب شاملة كارثية بكلفة غير محسوبة، قد تمتد تداعياتها إلى الإقليم والعالم، مؤكداً أن الاشتباكات الحدودية تُدار ضمن قواعد غير معلنة، تسمح بتصعيد محدود دون التدهور إلى مواجهة مفتوحة.


 ويوضح الطماوي أن عوامل مثل تصاعد الخطاب القومي المتشدد في كلا البلدين، إضافة إلى ضعف القنوات الدبلوماسية المباشرة، تزيد من احتمالية الانزلاق.  ويشير الطماوي إلى أن أي حادث عسكري مفاجئ، مثل ضربة خاطئة أو استغلال أزمة داخلية لتوجيه الأنظار نحو الخارج، قد يُشعل فتيل الحرب الأوسع. 


  التصعيد غير مرجح في المدى القريب  

ويصف الطماوي المعادلة الحالية بأنها تجمع بين "الردع النووي المتبادل، والضغوط الداخلية، والحساسيات الدينية والقومية، وغياب آليات تفاوض فعالة"، مما يخلق مناخًا محفوفًا بالمخاطر، دون أن يكون التصعيد مرجحًا في المدى القريب.


 وفي حال اندلاع حرب شاملة، يحذر الطماوي من أنها ستعيد تشكيل النظام الدولي عبر اصطفافات جيوسياسية معقدة، فالصين، الحليف التقليدي لباكستان، قد تدعم إسلام آباد سياسيًا واقتصاديًا لحماية مصالحها في مشروع "الحزام والطريق"، لكنها ستتجنب التورط العسكري المباشر للحفاظ على التوازن الإقليمي.  ويوضح الطماوي أن الولايات المتحدة ستميل إلى دعم الهند سياسيًا واستخباريًا، نظرًا لشراكتهما الاستراتيجية المتنامية في مواجهة الصين، لكنها ستسعى لمنع التصعيد الكامل لحماية مصالحها مع الطرفين. 


ويؤكد الطماوي أن الدول الإسلامية ستواجه معضلة بين دعم باكستان كشريك أمني تقليدي، والحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع الهند. 


ويتوقع الطماوي أن تتبنى هذه الدول موقفًا براجماتيًا متوازنًا، بينما ستسعى روسيا للعب دور الوسيط، مستفيدة من علاقاتها التاريخية مع الهند وعلاقاتها المتوازنة مع الصين وباكستان.  ويرى الطماوي أن الحرب حال اشتعالها لن تبقى إقليمية، بل ستسرّع تحول النظام الدولي نحو تعددية صراعية، يتشابك فيها الأمن مع الاقتصاد، والقومية مع الدين. ويرى الطماوي أن تعزيز القنوات الدبلوماسية وآليات الحوار أمر هام لتجنب كارثة إقليمية، محذرًا من أن أي تصعيد قد يعيد رسم الخارطة الجيوسياسية بطرق غير متوقعة. 

 اندلاع حرب شاملة سيناريو مستبعد

  ويرى مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، أن اندلاع حرب شاملة بين الهند وباكستان، وهما دولتان تمتلكان السلاح النووي، يبقى سيناريو مستبعد وغير مرغوب فيه من قبل البلدين أو حلفائهما، ولا من المنطقة أو العالم أجمع. 


 ويشير الرنتاوي إلى أن المناوشات الحدودية الحالية بين الجارتين تنحصر ضمن إطار "الاشتباكات الموسمية" التي تتكرر بين الحين والآخر، على خلفية خلافات تاريخية تعود إلى ما قبل استقلال البلدين عن الاستعمار البريطاني عام 1947.


 ويوضح الرنتاوي أن هذه الخلافات، التي تتسم بطابع سياسي ومذهبي، تتفاقم بسبب وجود جماعات متطرفة في المناطق الحدودية، مما يؤجج التوترات بشكل دوري.


  ومع ذلك، يشدد الرنتاوي على أن اندلاع الحرب سيبقى "قابلاً للاحتواء" لتفادي أي تصعيد قد يؤدي إلى مواجهة نووية كارثية لن يكون فيها أي طرف منتصر.  ويشير الرنتاوي إلى أن كلا من الهند وباكستان لديهما مصالح استراتيجية تجعل الحرب الشاملة خياراً مدمرًا يقوض طموحاتهما.

 ويشير الرنتاوي إلى أن الهند تسعى جاهدة لتسلق سلم الدول الأكثر تقدمًا اقتصاديًا، وتطمح للعب دور ريادي على الساحة الدولية، خاصة في مجال الاقتصاد العالمي، ما يعني أن أي حرب ستحطم هذا الحلم، وبالمثل، فإن باكستان، التي تواجه تحديات اقتصادية وسياسية، لن تجازف بالدخول في صراع يهدد استقرارها.   إمكانية التوصل إلى تسويات سياسية  ويتوقع الرنتاوي أن تتجه الأمور نحو التهدئة، مع إمكانية التوصل إلى تسويات سياسية تحد من التوترات. 


وفي سياق التحالفات الدولية، يوضح الرنتاوي أن العلاقات الإقليمية والدولية للبلدين مستقرة نسبيًا، مع تغيرات طفيفة شهدتها العقود الأخيرة، فالصين تواصل دعمها العلني لباكستان، إلى جانب علاقاتها التاريخية مع دول خليجية وتركيا، في المقابل، طورت الولايات المتحدة علاقات استراتيجية مع الهند وإسرائيل، مع تبنيها موقفًا أكثر حذرًا تجاه باكستان مقارنة بدعمها التاريخي في إطار حلف "سياتو" خلال خمسينيات القرن الماضي.

  ويشير الرنتاوي إلى أن الممر البري يمثل ركيزة أساسية للشراكة الاقتصادية بين الهند وإسرائيل وبعض الدول العربية. وحول العلاقات مع روسيا، يؤكد الرنتاوي أن الهند تحتفظ بعلاقات جيدة مع موسكو، التي بدورها تحرص على عدم تعكير علاقاتها مع الصين، والتي تشكل محورًا رئيسيًا في النظام العالمي الجديد.  ويستبعد  الرنتاوي حدوث تغييرات جذرية في المشهد الدولي نتيجة هذا الصراع، متوقعًا أن يتم احتواؤه قبل أن يتسبب في أي انقلابات جيوسياسية كبرى. 


ويؤكد الرنتاوي أن الحكمة السياسية والمصالح المشتركة ستدفع الطرفين نحو الحوار والتهدئة، لتجنب أي تداعيات كارثية تهدد استقرار المنطقة والعالم.

دلالات

شارك برأيك

توترات كشمير.. شبح الحرب المدمرة يلوح في الأفق بين الهند وباكستان

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%56

%44

(مجموع المصوتين 1230)