عربي ودولي

الثّلاثاء 29 أبريل 2025 6:56 مساءً - بتوقيت القدس

أول مئة من رئاسة ترمب شهدت تراجعًا حادًا في شعبيته

واشنطن - "القدس" دوت كوم - سعيد عريقات

تحليل إخباري:


بعد أشهر قليلة من فوزه بالتصويت الشعبي وعودته المظفرة إلى البيت الأبيض، تتراجع شعبية ترامب بشدة، في وقتٍ كان من المفترض أن ينعم فيه بشهر عسل شعبي مع الناخبين، مع تجاوز المئة يوم الأولى من استلامه البيت الأبيض يوم 20 كانون الثاني الماضي.


وقد عاد ترمب إلى السلطة مُنطلقًا من وعودٍ مُبالغ فيها بخفض أسعار البقالة، وإنهاء الصراعات الخارجية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، كل ذلك في "اليوم الأول".


و بحسب الخبراء ، بدلًا من ذلك، أدى أسلوب حكم ترمب الفوضوي ، والأهم من ذلك، زلاته الاقتصادية المتعلقة بالرسوم الجمركية، إلى انخفاضٍ حادٍّ في سوق الأسهم، وأثار مخاوف بشأن تجدد التضخم وركودٍ اقتصاديٍّ وشيك، مع أثر بشكل سلبي كبير على المواطن الأميركي العادي.


وقد أظهر استطلاع رأي أجرته قناة فوكس نيوز هذا الأسبوع أن نسبة تأييد ترمب بلغت 40% فقط، بينما أبدى 52% عدم تأييدهم، وهي أرقامٌ انخفضت بشكلٍ حادٍّ منذ كانون الثاني عندما أيّدته غالبية الأميركيين، مما وضعه في أقل الرؤساء الأميركيين شعبية بعد مرور 100 من الرئاسة الجديدة في تاريخ الولايات المتحدة . كما انخفض معدل تأييده بنسبة 5% في الشهر الماضي وحده، مع سلسلة من الاستطلاعات التي أظهرت انخفاضاتٍ مماثلة.


وبحسب ما قال لاري ساباتو، المحلل السياسي والأستاذ بجامعة فرجينيا على منصة إكس X: "انتخب ترمب للحد من التضخم وخفض الأسعار. وقد تعهد بذلك مرارًا وتكرارًا". وأضاف: "حتى أن بعض أعضاء قاعدته الانتخابية أدركوا أن ذلك لم يحدث. وبدأوا يشكون في أن الأمور ستزداد سوءًا قبل أن تتحسن".


وقال لورانس ليفي، الأستاذ بجامعة هوفسترا الذي يدرس الاتجاهات السياسية في الضواحي على المنصة نفسها: "إن تراجع ترامب ليس له سابقة، سواء من حيث مدى وسرعة سقوطه، أو المستوى الذي وصل إليه الآن". "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لترامب هو أنه حتى في قضايا كانت تُمثل قوته، ليس فقط مع قاعدته الانتخابية، بل [أيضًا مع الناخبين المتأرجحين]".


لكن ترمب يصرّ على أنه يحقق نجاحًا باهرًا في مقابلة مع مجلة تايم بمناسبة مرور 100 يوم على عودته إلى منصبه. وقال: "ما أفعله هو بالضبط ما دافعت عنه في حملتي الانتخابية. لقد حللتُ المزيد من مشاكل العالم دون أن أطلب أو أن أُنسب الفضل".


ما وعد به ترمب "منذ اليوم الأول":


خلال حملته الانتخابية، صرّح ترمب للناخبين بأنه قادر على إنهاء الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط بسرعة، وإعادة الرهائن المحتجزين في غزة إلى ديارهم.


وصرح المرشح ترمب بأنه سيغلق الحدود الجنوبية ويرحّل عشرات الملايين من المهاجرين.


ووعد بإلغاء أيديولوجيات "الوعي" اليسارية، وبرامج التنوع والمساواة والشمول من الحكومة الأميركية والحياة العامة، وبالتراجع عن حقوق المتحولين جنسيًا على وجه الخصوص.


وبدعم من صديقه الملياردير إيلون ماسك، تحدث عن خفض تريليونات الدولارات من الإنفاق الفيدرالي، دون المساس ببرامج شائعة مثل الضمان الاجتماعي، وبرنامجي ميديكيد وميديكير (للرعاية الصحية).


وأيد فرض مجموعة من الرسوم الجمركية على المنتجات المصنعة في الخارج، والتي وصفها بأنها هبة من السماء للاقتصاد الأميركي ووفرة مالية للحكومة الفيدرالية.


وربما الأهم من ذلك، تعهد ترمب بإنهاء التضخم، بل وحتى خفض الأسعار للمستهلكين الأميركيين. قال ديفيد نير، محرر مجلة "ذا داون بالوت" المختصة بالاستطلاعات التراجعية في تدوينة: "إن الإفراط في الوعود والتقصير في الوفاء بها وصفة أكيدة لإثارة غضب الكثير من الناخبين. قد يكون ترمب بمنأى عن العديد من قوانين السياسة، لكن الغضب من ارتفاع الأسعار أقوى بكثير".


ولا تزال الحروب في غزة وأوكرانيا مستمرة بقوة ، ويبدو أن جميع الأطراف تتجاهل في الغالب إنذارات ترمب المتكررة لإنهاء القتال وإلا. كما لم تصبح غرينلاند وكندا وقناة بنما، وهي أهداف أخرى لغضبه، ساحةً أميركيةً بعد.


لا شك أن ترمب نجح في الحد بشكل كبير من عبور المهاجرين للحدود الجنوبية. لكن طرد المهاجرين غير الشرعيين من المدن والبلدات الأميركية أثبت أنه أكثر صعوبة، وإجمالي أعداد المرحلين هو نفسه تقريبًا كما كان في عهد الرؤساء السابقين، علما بأنه أمر باعتقال المئات من الطلاب الأجانب، خاصة الفلسطينيين، الذين أيدوا الاحتجاجات ضد إسرائيل وحرب الإبادة في غزة .


وسواءً للأفضل أو الأسوأ، نجح ترامب في جعل تعبير "تنوع ، مساواة واندماج DEI" تعبيرا بذيئا في الجامعات وحتى في مجالس إدارة الشركات. لقد قلب قضية حقوق المتحولين جنسياً رأساً على عقب بإصداره أوامر لمسؤولي الحقوق المدنية بفرض حظر على النساء المتحولات جنسياً في الرياضة وغيرها من الأنشطة.


وقد أثارت مساعي ماسك لخفض الإنفاق ضجة إعلامية كبيرة، لكنها لم ترق إلى معاييره الخاصة للادخار الفعلي. وسيتطلب خفض عجز الميزانية بشكل حقيقي من الكونجرس اتخاذ خيارات صعبة، مثل تقليص البرامج التي تحظى بشعبية كبيرة والتي تعهد ترامب بالحفاظ عليها.


امتد التوتر من شارع وول ستريت (البورصة) إلى الشارع العام


بحسب الخبراء الذي يكررون ذلك مئات المرات يوميا، لم تُؤذِ أي قضية ترمب بقدر تعامله مع الاقتصاد، الأمر الذي أثار قلقاً بالغاً لدى معظم الأميركيين من مختلف مناحي الحياة.


حيث كان قد صدق الناخبون من الطبقة المتوسطة والعاملة كلام ترمب بأنه سيجد سبلاً لإلغاء الزيادات غير الشعبية في الأسعار التي ميزت السنوات الأخيرة من ولاية الرئيس السابق بايدن.


وبدلاً من ذلك، استمرت الأسعار في الارتفاع، مدفوعةً بشكل خاص بالارتفاع اللافت في سعر البيض. ولا يزال التضخم عالقاً فوق هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، مما يجعل من الصعب على البنك المركزي تنشيط الاقتصاد عن طريق خفض أسعار الفائدة.


حرب تجارية كارثية


ساند "وول ستريت البورصة والأسواق المالية)" الرئيس القادم ترمب بعد فوزه في الانتخابات يوم 5 تشرين الثاني الماضي، ظنًا منها أنه سيعيد تطبيق أجندته الداعمة للأعمال التجارية التي انتهجها خلال ولايته الأولى، والتي تضمنت تخفيضات ضريبية وتنظيمية عميقة للأثرياء والشركات الكبرى.


أسابيع قليلة اتسمت بالفوضى،


قال جاكوب روباشكين، المحلل في موقع : داخل الانتخابات Inside Elections في تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن تراجع أرقام وشعبيىة ترمب إلى هذا الحد فيما كان يُعتبر في السابق أفضل قضاياه يُعدّ علامة مقلقة، خاصة وأن الناخبين يواصلون اعتبار الاقتصاد شاغلهم الرئيسي". وأضاف: "لقد فقد بسرعة كل النوايا الحسنة التي كان يحملها عند وصوله إلى منصبه".


وقد يزداد الوضع سوءًا بالنسبة لترمب، حيث أنه في هذه المرحلة من ولايتهم، كان معظم الرؤساء ينعمون بشهر عسل ما بعد التنصيب. حتى بايدن، الذي انتهى به المطاف رئيسًا غير محبوب تاريخيًا، كان يحظى بشعبية كبيرة مع نسبة تأييد تقارب 60% في أبريل 2021.


ومن ناحية أخرى، يُعد ترمب بالفعل ثاني أقل رئيس شعبية في العقود الأخيرة في هذه المرحلة من ولايته، ولا يتخلف عنه سوى أرقامه الضعيفة من ولايته الأولى في عام 2017.


وقد عانى كل رئيس في التاريخ الحديث من انخفاض كبير في شعبيته من أول 100 يوم إلى أواخر عامه الأول في المنصب. لكن انخفاضًا مماثلًا لترمب هذه المرة من شأنه أن يضع شعبيته في منتصف الثلاثينيات بحلول الخريف. واستغرق بايدن ثلاث سنوات ودلائل كافية على تقدمه في السن للوصول إلى هذا المستوى المنخفض.


قال ناثانيال راكيتش، خبير استطلاعات الرأي الذي عمل في موقع FiveThirtyEight.com الانتخابي: "يبدأ كل رئيس تقريبًا بحسن نية من الشعب الأمريكي، لكن فترة "شهر العسل" هذه تتلاشى في النهاية".


ويُمنع الدستور الأميركي ترمب من الترشح لولاية أخرى، لذا فمن المرجح ألا يضطر لمواجهة الناخبين الأميركيين مرة أخرى. (لقد فكّر ترمب في إيجاد طريقة للترشح لولاية ثالثة، لكن حتى أقوى مؤيديه يقولون إن ذلك غير واقعي).


ولكن، بحسب الخبراء، هذا لا يعني أن ترامب لن يواجه عواقب إذا فقد دعم الناخبين الأميركيين.فقد يُعيق الاستياء الواسع النطاق من ترمب جهود الجمهوريين لعرقلة حزمة ترامب الضخمة من تخفيضات الضرائب والإنفاق الحكومي من خلال الكونغرس المنقسم.


قال روباشكين جاكوب روباشكين، المحلل في موقع : داخل الانتخابات Inside Elections : "لدى ترامب أفق زمني أطول بكثير، ويمكنه تحمل الانتظار حتى تزول المعاناة الاقتصادية قصيرة الأجل. الجمهوريون في الكونغرس لا يتمتعون بهذه الرفاهية".


وقد تُعيد انتخابات التجديد النصفي الوشيكة مجلس النواب إلى الديمقراطيين، مما يُغلق فعليًا نافذة فرصة ترامب لتحقيق انتصارات سياسية كبرى يدعي أنها إرثه.


يشار إلى أنه لطالما آمن ترمب بقوة علاقته الدائمة بقاعدته الموالية من أنصار الطبقة العاملة البيضاء. لذا، فليس من المفاجئ أنه يُقيم تجمعًا انتخابيًا في منطقة الصدأ للاحتفال بأول 100 يوم له، بغض النظر عن استطلاعات الرأي.


وسيُلقي ترمب كلمة أمام أنصاره مساء يوم الثلاثاء في مقاطعة ماكومب بولاية ميشيغان، وهي منطقة تقع شمال ديترويت، وتُعتبر معقلًا أساسيًا للناخبين ذوي الياقات الزرقاء المحافظين ثقافيًا.


وقد كانت ميشيغان إحدى الولايات الرئيسية المتأرجحة التي انتزعها ترمب من الديمقراطيين العام الماضي بفضل أصوات العرب والمسلمين، بعد خسارته لها أمام بايدن في انتخابات 2020.


يُمثل هذا التجمع نهجًا جديدًا لترمب، الذي لم يُجرِ أي زيارات سياسية منذ أسبوعه الأول في منصبه، عندما زار ولايتي كارولاينا الشمالية وجنوب كاليفورنيا اللتين دمرهما الإعصار، وعقد فعالية في لاس فيغاس للترويج لخطته لإلغاء الضرائب على الإكراميات.


ويأمل أن يُساعده حشدٌ مُشجعٌ من المؤيدين على استعادة سحر شعار "لنجعل أميركا عظيمةً مرة أخرى".

دلالات

شارك برأيك

أول مئة من رئاسة ترمب شهدت تراجعًا حادًا في شعبيته

فلسطيني قبل 11 أيام

نابلس - فلسطين 🇵🇸

وسييجل التاريخ أن ترمب أسوأ زعيم امريكي بالنسبة للقضايا العادلة كقضية فلسطين عامة وغزة خاصة لما عانته من ظلم امريكا في عهد ترمب

المزيد في عربي ودولي

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1215)