Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

فلسطين

الثّلاثاء 29 أبريل 2025 8:51 صباحًا - بتوقيت القدس

حين يسخف نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية.. إنه يقوض القوانين الدولية وينسف أسس الحلول السلمية

خـاص بـ"القدس" و"القدس" دوت كوم

د. جمال حرفوش: وصف نتنياهو إقامة الدولة الفلسطينية بـ"الفكرة السخيفة" نسف للقانون الدولي الذي يكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها

سري سمور: الانشغال الدولي والإعلامي بقضية التهجير غطى على الجريمة الأكبر وهي الإبادة الجماعية للفلسطينيين

فايز عباس: نتنياهو يواصل الكذب بشأن الدولة الفلسطينية وخطته لقطاع غزة فشلت في السابع من أكتوبر

د. سهيل دياب: ما يقوم به نتنياهو مقامرة خاسرة على مستقبله السياسي مثل لاعب كازينو خسران يراهن بكل ما يملك

سامر عنبتاوي: إسرائيل لم تعد ترفض فقط فصيلاً أو جهة فلسطينية معينة بل ترفض وجود أي كيان فلسطيني من حيث المبدأ

ياسر مناع: تصريحات نتنياهو تعكس التوجهات العميقة للتيار اليميني بالنفي الكامل للحق الفلسطيني في الأرض والسيادة


 يثير خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير، الذي وصف فيه فكرة إقامة دولة فلسطينية بأنها "فكرة سخيفة"، موجة من الانتقادات الحادة، وسط تأكيدات بأن هذه التصريحات تمثل إعلانًا صريحًا لنسف القانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.


ويرى كتاب ومحللون سياسيون ومختصون وأساتذة جامعات في أحاديث منفصلة مع "القدس"، أن خطاب نتنياهو يكشف عن نوايا إسرائيلية مبيتة لإفشال أي مسار سياسي، وإعادة تعريف الصراع من صراع سياسي إلى صراع ديني، بما ينسف أسس الحلول السلمية المتعارف عليها دوليًا.


ويؤكدون أن حديث نتنياهو لم يحمل جديدًا من حيث موقفه التاريخي الرافض لقيام دولة فلسطينية، لكنه يعكس بوضوح تصعيدًا خطيرًا في الرؤية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة والضفة الغربية، إذ يتجه نحو تكريس واقع استيطاني عنصري، وتسويق فكرة أن مجرد الوجود الفلسطيني ككيان سياسي، ولو كان مدنيًا منزوع السلاح، يمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل. 


ويرون أن تصريحات نتنياهو تمهد لشرعنة سياسات التهجير والفصل العنصري، في ظل تجاهل مقلق للمجتمع الدولي.


ويذهب عدد من المتحدثين إلى اعتبار أن خطاب نتنياهو يعبر عن مقامرة سياسية خطيرة تهدف إلى إنقاذ مستقبله الشخصي والسياسي، حتى لو أدى ذلك إلى جر المنطقة نحو المزيد من الحروب وعدم الاستقرار. 


ويشيرون إلى أن السياسة الإسرائيلية الحالية تتجه بشكل واضح نحو تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، عبر فرض وقائع ديموغرافية وجغرافية قسرية، مما ينذر بتداعيات كارثية إقليمياً ودولياً ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل فوري وفاعل.



نتنياهو يكشف عن نوايا مبيّتة


يقول البروفيسور د. جمال حرفوش، أستاذ مناهج البحث العلمي والدراسات السياسية في جامعة المركز الأكاديمي للأبحاث في البرازيل، إن خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، والذي وصف فيه فكرة إقامة دولة فلسطينية بأنها "سخيفة"، يُمثل إعلانًا صريحًا لفشل الجهود التي كانت تروّج لإمكانية تحقيق "السلام" عبر حل الدولتين.


ويؤكد حرفوش أن خطاب نتنياهو يكشف عن نوايا مبيّتة تهدف إلى إجهاض أي تطلع فلسطيني نحو تقرير المصير، في مخالفة فاضحة لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولا سيما القرارين 181 و242.


ويوضح حرفوش أن وصف نتنياهو لفكرة الدولة الفلسطينية بـ"الفكرة السخيفة" لا يُعد تصريحًا عابرًا، بل هو بمثابة نسف كامل للقانون الدولي الذي يكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها، وفق المادة الأولى المشتركة للعهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966.


ويشير حرفوش إلى أن إصرار نتنياهو على اشتراط "يهودية الدولة" يعكس محاولة خطيرة لإعادة تعريف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من صراع على الأرض والحقوق إلى صراع ديني، في تجاهل واضح للمبادئ الدولية التي تحظر التمييز الديني والعرقي، وتؤكد على مبدأ المساواة المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.


شرعنة سياسات الفصل العنصري


ويعتبر حرفوش أن هذه الأطروحات تمهد لشرعنة سياسات الفصل العنصري (الأبارتهايد)، وتكريس منظومة استعمارية تمييزية ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل عام 1948، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة.


ويؤكد حرفوش أن ادعاء نتنياهو بأن الفلسطينيين "يريدون دولة داخل الدولة" يكشف عن الرؤية الأمنية الإسرائيلية العميقة التي ترى في مجرد الوجود الفلسطيني، حتى لو كان منزوع السلاح، تهديدًا وجوديًا.


ويبيّن حرفوش أن نتنياهو، بموقفه هذا، لا يسعى فقط إلى القضاء على حماس كحركة مقاومة، بل إلى تفريغ غزة بالكامل من أي سيادة فلسطينية، سواء عبر إدارة إسرائيلية مباشرة أو عبر ترتيبات محلية شكلية لا تمتلك أي إرادة وطنية. 


ويشير حرفوش إلى أن السياسات الإسرائيلية في الضفة الغربية تأخذ شكلاً مغايرًا من خلال التوسع الاستيطاني، والتهجير القسري، وتفكيك النسيج الوطني الفلسطيني، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى القضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية.


تحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة إنسانية


ويوضح حرفوش أن تداعيات هذه السياسات خطيرة للغاية، من أبرزها تحويل القضية الفلسطينية إلى مسألة إنسانية بحتة تدار عبر المساعدات، بعيدًا عن جوهرها كقضية حقوق سياسية ثابتة، مما يهدد بتفجير الأوضاع الإقليمية وزعزعة الاستقرار في المنطقة بأكملها.


ويحذر حرفوش من أن استمرار هذه السياسات دون رد فعل دولي جاد سيؤدي إلى تآكل شرعية القانون الدولي، وتحويل مواثيق الأمم المتحدة إلى نصوص فارغة بلا تأثير.


ويشدد حرفوش على أن ما يجري في غزة والضفة الغربية يرتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية والتهجير القسري، ويستوجب تحركًا عاجلًا للمساءلة الدولية، بما في ذلك تفعيل دور المحكمة الجنائية الدولية وفق نظام روما الأساسي.


ويؤكد حرفوش أن نتنياهو لا يستهدف فقط إنهاء التهديد الأمني كما يدعي، بل يسعى إلى إنهاء القضية الفلسطينية برمتها عبر الإبادة السياسية والديمغرافية، داعيًا إلى تصعيد المقاومة السياسية والقانونية دفاعًا عن الحق الفلسطيني في الحرية والسيادة.


رفض نتنياهو للدولة الفلسطينية ليس جديداً


من جانبه، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي سري سمور أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير حول الدولة الفلسطينية لم يحمل أي جديد فيما يتعلق بموقفه من إقامة دولة فلسطينية.


ويوضح سمور أن "نتنياهو منذ شبابه، ومنذ أن بدأ نشاطه السياسي، كان يرفض بشكل قاطع فكرة إقامة دولة فلسطينية، وحتى بعد وصوله إلى الحكم لم يغير موقفه، بل ظل ثابتاً على هذا النهج، معتبراً أن فكرة الدولة الفلسطينية تمس السردية الإسرائيلية التي تنكر وجود شعب فلسطيني له هوية وطنية مستقلة، وتصرّ على تصوير الفلسطينيين كمجرد سكان بلا كيان أو حقوق سياسية حقيقية".


وفيما يتعلق بتصريحات نتنياهو حول "عدم بقاء حركة حماس في غزة" و"رفض تولي السلطة الفلسطينية الحكم هناك"، يشدد سمور على أن هذه العبارات يكررها نتنياهو منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لكن سمور يؤكد أن "اللافت أن الإعلام الإسرائيلي نفسه بات يسخر من تكرار هذه التصريحات، مشيراً إلى أن نتنياهو لم يقدم أي طرح جديد في خطابه الأخير".


ويرى سمور أن إصرار نتنياهو على تكرار نفس العناوين يأتي ليؤكد أنه "يسعى لكسب المزيد من الوقت، لإطالة أمد الحرب ومواصلة حرب الإبادة والتهجير القسري بحق الفلسطينيين في القطاع".

حرب استنزاف طويلة الأمد


ويعتقد سمور أن "الانشغال الدولي والإعلامي بقضية التهجير قد غطى على الجريمة الأكبر، وهي الإبادة الجماعية للفلسطينيين، حيث تم تحوير التركيز من ضرورة وقف الحرب إلى منع التهجير فقط، وهو كارثة إنسانية وسياسية".


وحول تداعيات خطاب نتنياهو، يؤكد سمور أنه "لا يمكن لأحد التنبؤ بنتائج محددة، فالحرب لا تزال مستعرة والعدوان مستمر.


ويشير سمور إلى أن "بعض المصادر الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام العبرية بدأت تتحدث بوضوح عن أن إسرائيل تغرق أكثر فأكثر في مستنقع غزة، وتدخل في حرب استنزاف طويلة الأمد".


ويبيّن سمور أن "نتنياهو لو كان قبل بإدارة مجتمعية للقطاع كما عرضت بعض الفصائل الفلسطينية، بما فيها حماس، لكان ربما حقق هدفه المعلن المتمثل بعدم بقاء حماس في الحكم، لكن إصراره على القضاء التام على الحركة يعني في الواقع السعي للقضاء على الشعب الفلسطيني نفسه، بالنظر إلى أن حماس متجذرة في الوعي الشعبي الفلسطيني".


ويقول سمور: "خطاب نتنياهو لا قيمة له إذا كان الأمريكيون يريدون خياراً آخر، فهم في النهاية من يملكون التأثير الأكبر على السياسات الإسرائيلية في هذه المرحلة".



إفشال جهود المصالحة الفلسطينية


بدوره، يؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي فايز عباس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو استخدم مصطلحًا جديدًا في خطابه الأخير حول الدولة الفلسطينية، حين وصفها بأنها "فكرة سخيفة"، مشيرًا إلى أن تجربة إقامة دولة في غزة قد فشلت، مستشهدًا بما حدث في السابع من أكتوبر 2023.


ويوضح عباس أن حديث نتنياهو عن فشل تجربة غزة يؤكد أن خطة حكومته كانت تقوم على الإبقاء على حكم حركة حماس في القطاع، وذلك بهدف منع عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى غزة وإفشال جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.


ويشير عباس إلى أن السابع من أكتوبر شكّل "ضربة قاضية" لكل المخططات الإسرائيلية بشأن قطاع غزة، ما دفع نتنياهو إلى إعادة تكرار ادعائه بأن الفلسطينيين يرفضون الاعتراف بيهودية إسرائيل، مبررًا بذلك رفض إسرائيل لأي اتفاق يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة.


نتنياهو يدخل موسوعة غينيس بالكذب


ويؤكد عباس أن ادعاءات نتنياهو بهذا الخصوص "محض كذب"، مشددًا على أن نتنياهو "يدخل موسوعة غينيس بالكذب"، لأن القيادة والشعب الفلسطينيين، حتى لو قدما اعترافًا بيهودية إسرائيل، فإن الأخيرة لن توافق بأي حال من الأحوال على قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967.


وفيما يتعلق بالحرب الجارية على قطاع غزة، يبيّن عباس أن نتنياهو أعلن منذ البداية عن عدة أهداف، منها إعادة المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء سلطة حماس العسكرية والمدنية، بالإضافة إلى منع عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، مشيرًا إلى أن الخطة الإسرائيلية الحقيقية تكمن في البقاء داخل قطاع غزة وإقامة مستوطنات يهودية فيه، ضمن رؤية طويلة الأمد.


ويوضح عباس أن إسرائيل تعمل حاليًا على تنفيذ عملية تهجير قسري لسكان غزة، مستندة في ذلك إلى ما وصفه بخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تسعى إلى تغيير التركيبة السكانية للقطاع عبر التهجير.



نتنياهو يعيش مرحلة العد العكسي


من جهته، يقول أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشأن الإسرائيلي، د. سهيل دياب، إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعيش مرحلة العد العكسي لانتهاء مسيرته السياسية والشخصية، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤشرات المتزايدة داخلياً وخارجياً، وخاصة بعد إقالة رئيس "الشاباك" وعودته لإشعال الحرب مجددًا في قطاع غزة، تدل على ذلك بوضوح.


ويوضح دياب أن ما يقوم به نتنياهو اليوم لا يعدو كونه مقامرة خاسرة على مستقبله السياسي، شبيهة بلاعب كازينو خسران يراهن بكل ما يملك، بل ويستدين، على أمل تعويض خسائره. 


ويشير دياب إلى أن آخر استطلاعات الرأي في إسرائيل، إلى جانب تفاقم الملفات الساخنة داخل المجتمع الإسرائيلي، تؤكد هذا المسار الانحداري لنتنياهو.


ويرى دياب أن تفسير تصريحات نتنياهو، وخاصة المتعلقة برفض فكرة الدولة الفلسطينية، يجب أن يتم من خلال هذا التقييم لوضعيته الشخصية والسياسية والأيديولوجية، فنتنياهو، منذ العام 1996 حينما قَلَب الطاولة على اتفاقية أوسلو، لم يتخل عن رؤيته التقليدية الرافضة لأي حل سياسي حقيقي، وهي الرؤية التي تجد ترجمتها العملية في القرارات الأخيرة التي اتخذها الكنيست بعد السابع من أكتوبر 2023، والتي حظيت بدعم أكثر من 109 أعضاء، وهدفت إلى منع قيام دولة فلسطينية بأي صيغة كانت، لاعتبارها تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل، بغض النظر عن الجهة الفلسطينية التي قد تديرها، سواء حماس أو الجهاد الإسلامي أو فصائل منظمة التحرير.


المرحلة الأخطر منذ بدء الحرب


ويوضح دياب أن تصريحات نتنياهو الأخيرة تعبر عن محاولته المستميتة للتمسك بائتلافه الحاكم، وكسب الوقت بانتظار تغيرات ميدانية أو سياسية قد تخدمه. 


ويحذر دياب من أن هذه المرحلة باتت الأخطر منذ بدء الحرب، إذ إن هامش المناورة لدى نتنياهو وصل إلى أقصاه، ما قد يدفعه إلى إطلاق تصريحات "جنونية" أو تنفيذ مغامرات عسكرية خطيرة لقلب الطاولة لصالحه.

ويؤكد دياب أن نتنياهو، عبر إعلانه الواضح لرفض وجود حماس أو السلطة الفلسطينية في غزة، لا يسعى فقط لإدارة الصراع، بل لتصفية القضية الفلسطينية برمتها.


"الحرب الحالية ليست حربًا على حركة حماس ولا لاستعادة الأسرى، بل تهدف، وفق دياب، إلى تنفيذ حلول ديموغرافية قسرية ضد الشعب الفلسطيني، سواء عبر التهجير أو الإبادة أو الإخضاع الكامل، في غزة والضفة الغربية معاً".


ويشير دياب إلى أن الضفة الغربية ستكون الخاسر الأكبر مهما كانت مآلات الحرب في غزة، حيث أنه في حال التصعيد وتحقيق نتنياهو مكاسب ميدانية، فإن المرحلة القادمة ستشهد استهداف الضفة الغربية بتصعيد الاستيطان والضم والتهجير، أما إذا تم التوصل إلى تسوية أو صفقة، فستكون الضفة الغربية أيضًا ضحية، عبر مقايضتها بغزة ضمن ترتيبات إقليمية قد تُبرم برعاية الولايات المتحدة.



النهج التاريخي للحركة الصهيونية


الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي  يقول إن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخيرة، والتي أنكر فيها مجددًا حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته، لم تكن مفاجئة، بل تأتي في سياق النهج التاريخي للحركة الصهيونية التي ترفض وجود أي كيان فلسطيني بين النهر والبحر، وتسعى إلى تكريس يهودية الدولة والسيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية.


ويوضح عنبتاوي أن السياسات الإسرائيلية، الأمنية منها والسياسية، على المستويين الداخلي والدولي، لطالما ارتبطت بهذا التوجه، مشيرًا إلى أن من كان يعتقد بإمكانية تغيير هذه العقلية كان مخطئًا. 


ويوضح عنبتاوي أن الحركة الصهيونية، منذ نشأتها، قامت على أساس إحلال الإسرائيليين مكان الفلسطينيين، وهو ما يفسر الإصرار الإسرائيلي المستمر على إفشال أي إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.


ويلفت عنبتاوي إلى أن نتنياهو، من خلال تصريحاته المتبجحة أمام المجتمع الدولي، ينكر بشكل صارخ حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، ضاربًا عرض الحائط بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. 

ويؤكد عنبتاوي أن إسرائيل تستند في ذلك إلى منطق القوة، مستغلة حالة الانقسام والضعف في المنطقة العربية، والانحياز الغربي الداعم لها، لفرض رؤيتها على الأرض.


خطأ التفاوض مع حركة استعمارية استيطانية


ويوضح عنبتاوي أن الاتفاقيات التي وقعتها بعض الأطراف العربية والإسلامية مع إسرائيل ساهمت، للأسف، في إضعاف القضية الفلسطينية، معتبرًا أن من الخطأ التفاوض مع حركة استعمارية استيطانية كالحركة الصهيونية، خاصة في ظل موازين قوى مختلة لصالح الاحتلال.


ويشير عنبتاوي إلى أن المشروع الصهيوني أصبح اليوم مكشوفًا بالكامل، إذ يعمل على تهجير سكان غزة والسيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وتهجير أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين. 


وبات واضحًا، بحسب عنبتاوي، أن إسرائيل لم تعد ترفض فقط فصيلاً أو جهة فلسطينية معينة، بل ترفض وجود أي كيان فلسطيني من حيث المبدأ.


ويشدد عنبتاوي على أن التحدي اليوم يكمن في كيفية مواجهة هذا المشروع الاستيطاني الصهيوني، داعيًا إلى إطلاق مشروع "فلسطيني – عربي – إسلامي" موحد وقوي للتصدي له. 


ويحذر عنبتاوي من أن نتنياهو يستخدم ذريعة محاربة حماس والمقاومة الفلسطينية، ليس بهدف القضاء على حركة بعينها، بل لمنع وجود أي قيادة وطنية فلسطينية في قطاع غزة، تمهيدًا لتنفيذ مشروع التهجير الجماعي وتصفية الوجود الفلسطيني.



تكريس واقع استيطاني دائم


بدوره، يرى الكاتب والمختص بالشأن الإسرائيلي ياسر مناع أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الأخيرة، التي وصف فيها فكرة إقامة الدولة الفلسطينية بأنها "فكرة سخيفة"، تعكس بوضوح التوجهات العميقة للتيار اليميني الإسرائيلي الحاكم، الذي يقوم على نفي كامل للحق الفلسطيني في الأرض والسيادة.


ويوضح مناع أن تركيز نتنياهو على مسألة "يهودية الدولة" واتهام الفلسطينيين بأنهم يسعون إلى إقامة "دولة داخل الدولة"، يمثل إعادة إنتاج للسردية الصهيونية التقليدية التي تعتبر أن الصراع مع الفلسطينيين هو صراع وجودي وليس صراعاً سياسياً. ويؤكد مناع أن هذه التصريحات ليست مجرد موقف سياسي مؤقت، بل تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية أشمل تهدف إلى تكريس واقع استيطاني دائم، وإلغاء فكرة إقامة أي كيان سياسي فلسطيني من أساسها، بما يتماشى مع الأدبيات الصهيونية الأولى.


ويبيّن مناع أن حكومة نتنياهو لم تعد تكتفي بإدارة الصراع كما كانت الحكومات السابقة، بل تسعى الآن إلى حسمه بشكل نهائي عبر نفي الآخر الفلسطيني، وإنهاء وجوده السياسي، سواء في غزة أو الضفة الغربية.


سياسة ترتبط بمفهوم "الإبادة المتدحرجة"


وحول موقف نتنياهو من حركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، يؤكد مناع أن إصراره على عدم السماح ببقاء أي منهما في قطاع غزة يعكس مشروعًا خطيرًا يتجاوز استبعاد طرف لصالح آخر.


نتنياهو يهدف، بحسب مناع، إلى تفريغ الساحة الفلسطينية من أي تمثيل وطني جامع، وتحويل غزة إلى كيان منزوع السيادة، يخضع لشبكات من الإدارات المحلية أو الإقليمية تحت إشراف أمني إسرائيلي مباشر.


ويشير مناع إلى أن هذه السياسة ترتبط عضوياً بمفهوم "الإبادة المتدحرجة" التي يتم تنفيذها حاليًا في غزة والضفة الغربية، عبر تدمير البنية التحتية والاجتماعية والسياسية للشعب الفلسطيني بشكل تدريجي ومدروس، مما يؤدي إلى تحويل الإبادة إلى حالة طبيعية تمهيداً لتهجير السكان قسرياً وطوعياً.


ويحذر مناع من أن نتائج هذه السياسة ستكون كارثية، إذ ستطيل أمد الإبادة، وتقضي على أي فرصة مستقبلية لحل سياسي قائم على حقوق الفلسطينيين، وفي هذا السياق، يندرج رفض نتنياهو لأي وجود سياسي فلسطيني مستقل أو موحد، في إطار السعي إلى فرض "حسم الصراع" بالكامل، سياسياً وجغرافياً وديموغرافياً.


ويؤكد مناع أن تصريحات نتنياهو واستراتيجيته تمثل تطوراً خطيراً في طبيعة التعامل الإسرائيلي مع القضية الفلسطينية، وتحولاً جذريًا من إدارة النزاع إلى محاولات تصفيته كليًا.

دلالات

شارك برأيك

حين يسخف نتنياهو فكرة الدولة الفلسطينية.. إنه يقوض القوانين الدولية وينسف أسس الحلول السلمية

المزيد في فلسطين

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1204)