د. أفنان نظير دروزه
الجسم شيء غال وثمين، لأنه الهيكل الذي تكمن فيه روحه واستعداداته وقدراته وقوته وعافيته وحياته؛ لذا كان لزاماً على كل فرد منا أن يعتني به ويقويه بالرياضة والتغذية الجيدة المتوازنة. وبالتالي، أضحت الرياضة حاجة ضرورية لكل إنسان يريد أن يحتفظ بجسمه سليماً معافى، حتى يتمكن من القيام بأعباء حياته لقول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه" علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل"؛ ولقول المثل الدارج، "الحركة بركة".
والرياضة لا تعني القيام بالتدريبات الشاقة أو الالتحاق بناد أو مؤسسة لكي يقوم بها الفرد، وإنما تعني الحركة والنشاط المنتظم ابتداء من التمارين الخفيفة من تحريك اليدين والرجلين والجذع عن طريق المشي، أو الهرولة، أو السباحة، أو حمل الأثقال الخفيفة، أو ممارسة ألعاب اليوجا والمصارعة وكرة القدم، وكرة السلة، وكرة الطاولة، والتنس الأرضي، والبلياردو، والرمي، وركوب الخيل، وحتى القيام بالأعمال المنزلية والعمل في الحديقة وغيرها من الأعمال التي تحرك الجسم وتقويه وتجعل صاحبه يتمتع بصحة جسمية ونفسية جميلة تجعله يقبل على الحياة بهمة ونشاط.
وإذا ما سألتني عن فوائد الرياضة، فأجيبك أن فوائد الرياضة كثيرة ومتعددة، أولها، أنها تحرك الدم في الجسم من قمة الرأس إلى أخمص القدم؛ مما يجعل الرياضي يتخلص من الشوائب والرواسب والزوائد وتراكم الشحوم سواء في شرايين القلب أو في أماكن أخرى في الجسم. وثانيها، أن تخلص الجسم من الوزن الزائد والدهون الذي يسبب كثيراً من الأمراض الجسمية مثل مرض الركب والمفاصل والعمود الفقري والعضلات والقلب والسكري. علاوة على أن الرياضة تعمل على توازن الكولسترول في الدم، وتحرق الدهون غير الضرورية، وتنظم إفرازات الغدد الصماء وغير الصماء بما فيها غدد الدماغ والبنكرياس والمرارة وغيرها من التمارين التي تقي صاحبها من أمراض عدة سواء أكانت نفسية كالاكتئاب والزهايمر والكسل والخمول وضيق التنفس والتفكير السلبي والهم والغم وعدم الإقبال على الحياة؛ أو جسمية كأمراض الكبد والسكري والجهاز الهضمي وضغط القلب والعينين والسمع وذلك بما تسببه هذه الأعضاء من الإفرازات غير المتوازنة.
ومن فوائد الرياضة أيضاً أنها تنظم عمليات التمثيل الغذائي في الجسم مما يساعده على امتصاص الغذاء بنسب تتوافق ونوع الخلايا التي تمتصها؛ وتخلصه من الخلايا الضعيفة التالفة وتستبدلها بخلايا قوية جديدة عن طريق الانقسامات لهذه الخلايا بما فيها خلايا الدم الحمراء والبيضاء. ولا ننسى أن الرياضة تعمل على تنظيم دقات القلب ومستوى ضغط الشرايين والعينين فتجعلهما ضمن المعدل الطبيعي.
ونتيجة لهذا كله، فيمكن القول أن الرياضة تزيد من قوة جهاز المناعة ومستوى التحمل والاحتمال، وما يتبعها من تقوية الإرادة، واتخاذ القرارات الصائبة، وقوة الشخصية والنجاح في الحياة. ناهيك عما تفعله الرياضة من المحافظة على الشباب والقوة والفتوّة والحيوية التي تساعد على القيام بالأعمال والمسؤوليات والواجبات المطلوبة طوال العمر.
من هنا، فإن فوائد الرياضة كثيرة، ليس للجسم فحسب وشفائه من كثير من الأمراض، وإنما للنفس أيضاً فتخلص صاحبها من المشاكل الروحية والطاقة السلبية وتجعله يقبل على الحياة بهمة ونشاط وصحة وعافية وسعادة، وأظن أن هذا هو ما يطمح له كل إنسان، وهو أن يعيش بصحة وعافية خال من الأمراض والمشاكل نسبيًا.
شارك برأيك
أهميـة الرياضـة