Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

السّبت 26 أبريل 2025 11:05 صباحًا - بتوقيت القدس

من يوقف حرب الإبادة في غزة


بهاء رحال

تتواصل حرب الإبادة بكل بشاعتها ووحشيتها في غزة، ولا تهدأ عمليات القصف والمجازر، ولا تتوقف المجازر التي قضت على مئات العائلات التي لم يبق منها أحدًا أو فردًا يحمل اسم العائلة، وذكرياتها وطقوسها ويورث صفاتها وملامحها،وأسماء من ماتوا وقضوا بنيران القصف وقنابل الموت، فتلك العائلات لم يبق لها أثرًا وبعضها بلا قبر يحفظ موتها، بل دفنت في مقابر جماعية مع آخرين، والبعض لا يزال تحت الركام مفقود الأثر.

عائلات اندثرت ومسحت من السجل المدني، وأخرى نجا منها بعض الأفراد الذين أصيبوا، فبترت أعضائهم وباتوا يتامى ومعاقين، لا حول لهم ولا عون في زمن الإبادة والسحق الذي لم يرحم طفلاً ولا شيخا ولا عجوز.

مشاهد تدمي القلب والروح، وصور تنقلها الفضائيات والجرائد لمن بترت أذرعهم، وكأنها تقول لا عناق بعد اليوم، وأخرى لمن بترت أقدامهم وهم في عمر الأشهر الأولى، فأي المصائر تنتظر تلك الطفولة اليائسة، وأي مستقبل يمكن أن يرحم أولئك الذين وجدوا أنفسهم يولدون تحت وقع الإبادة الجماعية، وأي حياة يمكن أن ينتظرونها بأجساد ناقصة وأمنيات مفقودة.

إنها أشهر الحرب المستمرة بكل بشاعة ودموية، والحصار يزيد من ثقل الأيام على الناس في غزة، حيث لا ماء ولا دواء ولا طعام، وبلا حياة وسط جحيم الموت والحرب، والناس يستصرخون الضمائر ويناشدون العالم بالتدخل، ولا أحد يسمع نداء المستغيثين، والكل يقف في زاوية الحياد، وما أقبح هذا الصمت وهذا الحياد. إن أسوأ ما يعيشه الناس في غزة هو هذا التخلي الأممَّي عنهم، فما أقبح هذا العالم الصامت وما أقذر هذا التخلي.

لقد فعلت أشهر حرب الإبادة فعلها، فبعد أن قضت على كل أشكال الحياة، فلم تبق جامعة ولا جامع ولا مستشفى ولا مركز صحي ولا مدرسة ولا مسرح، وقد نكست الآمال والأمنيات، وفضحت زيف وكذب القانون الدولي، وكشفت حقيقة المؤسسات الدولية، وادعاء حقوق الإنسان، وما إلى هناك من مواثيق كانت في السابق تشكل حماية وضمانة للبشر، قبل أن تأتي الحرب في غزة، وقبل أن يتخذ العالم هذا الحياد الجبان الذي ارتضى الصمت، ولم يتحرك فعليًا ليمنع جحيم الإبادة ويوقف الحرب.

وبين صمت العالم وتخاذل المؤسسات الدولية والأممية، تبقى غزة شاهدة على خيانة القيم والأخلاق، وخيانة القانون الدولي، وخيانة الشرائع الأرضية والسماوية، وهي تنتظر من الضمير الإنساني أن يستفيق من سباته الطويل، ليقول كلمة حق توقف النزيف، وتمنح الناس فيها حقهم في الوجود والطمأنينة، وحقهم في النجاة من ويلات الإبادة التي حولت حياتهم إلى جحيم يتربص بهم في كل مكان.

دلالات

شارك برأيك

من يوقف حرب الإبادة في غزة

المزيد في أقلام وأراء

ماكرون أول مستقبلي الشرع الاوروبيين في قصر الاليزيه باريس

صراع الماء بين الهند وباكستان

مصطفى شلش

ذاكرة الانتقاء الرحيم

رمزي الغزوي

لماذا قد تنقلب إسرائيل على نتنياهو قريباً؟

حلمي مُوسى كاتب صحفي متخصص في الشؤون الإسرائيلية

الملك في واشنطن

حمادة فراعنة

شخصية ترامب وصناعة التاريخ

مجدي الشوملي

مرة أخرى بعد الألف...ارحمونا يرحمكم الله

فراس ياغي

المرأة الفلسطينية.. من دور "الضحية" إلى بطلة الرواية

أمين الحاج

زيارة ترمب!

د. عبد المنعم سعيد

متى ستنهض دول الشرق العربي بعد فوضى الربيع العربي؟

من أصبح منكم آمنا في سربه؟

نتائج الحروب العالمية الثلاث - الحلقة الثانية

هل يعيد اليمن تأسيس محور المقاومة وهل يعيد تشكيل قوة الردع...؟؟؟

غزة في عين العاصفة: احتلال دائم وتهجير ممنهج !!

السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية

في زمن الإبادة.. الدولة تُبنى بالمؤسسات وليس بالشعارات

”مراكب جدعون”

كلا الإسرائيليين والفلسطينيين خسروا مستقبلهم

ترجمة بواسطة القدس دوت كوم

المئة يوم الأولى لترامب على الساحة الدولية

مجلة Foreign Policy الأمريكية

صنعاء تغلق الجو بعد البحر.. رب إبراهيم لا يهلك البار مع الأثيم

حمدي فراج

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1199)