يتوسّع العدوان، وينفد كل شيء في القطاع المذبوح، إلا الأكفان التي تُجمع فيها أشلاء الضحايا المتناثرة في الشوارع والمنازل والمستشفيات والخيام.
صباح مساء، لا تنقطع شلالات الدماء، ولا يتوقف نحيب الأمهات، بينما يتواصل الحفر في الشوارع والطرقات، لمواراة الشهداء من الأبناء والبنات، والآباء والأمهات، والأجداد والجدات. فقد استحالت غزة كلّها مقبرة ينال فيها الموتى نصيبهم من التنكيل والتمثيل والانتهاك، كما الأحياء، فالمأساة اتسعت، ووسعت كل الكون، فلم يترك القتلة فرصة للمحاصرين في الجحيم لالتقاط أنفاسهم، أو الحزن على أحبّتهم، أو توفير وجبة، أو شَربة ماء لأطفالهم، الذين يتضوّرون جوعاً ورعباً ويحصلون على أقل من وجبة في اليوم.
يتواصل نقيع الدم، من رفح المهدّمة بالكامل، إلى جباليا وبيت حانون المدمّرة والمفخخة بالصواريخ والمسيرات والقنابل، وتنفد مستلزمات الحياة من المستشفيات، ويشحُّ الماء والغذاء من الأسواق، بينما يموت الجرحى والمرضى في مستشفيات خرجت عن الخدمة.
أنقذوا غزة من المقتلة...!
شارك برأيك
ياعالم.. الناس بتموت !