أفادت مجلة "ذي أتلانتك" في تقرير مطول لها نُشر على الإنترنت يوم الاثنين أن كبار مسؤولي الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمن فيهم وزير دفاعه، بيت هيجسيث، ووزير خارجيته، ماركو روبيو، ومستشاره لشؤون الأمن القومي، مايك والتز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، أرسلوا خطط حرب لضربات عسكرية قادمة في اليمن إلى محادثة جماعية عبر تطبيق مراسلة آمن، شارك فيها رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك" جيفري غولدبرغ.

وأقر مجلس الأمن القومي إن سلسلة الرسائل النصية "تبدو أصلية".

وأبلغ ترامب الصحفيين في البداية أنه لم يكن على علم بمشاركة المعلومات شديدة الحساسية، وذلك بعد ساعتين ونصف من نشرها. وبدا لاحقًا أنه يمزح بشأن الاختراق.

وأفاد رئيس التحرير جيفري غولدبرغ أن المواد الواردة في سلسلة الرسائل النصية "تتضمن تفاصيل عملياتية للضربات القادمة على المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، بما في ذلك معلومات حول الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجمات".

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت تفاصيل العملية العسكرية سرية، ولكنها غالبًا ما تكون كذلك، وعلى الأقل تُحفظ في مكان آمن لحماية أفراد الخدمة والأمن العملياتي. وشنت الولايات المتحدة غارات جوية ضد الحوثيين منذ أن بدأت الجماعة المسلحة استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر في تشرين الثاني 2023.

وبعد ساعتين فقط من تلقي غولدبرغ تفاصيل الهجوم في 15 آذار ، بدأت الولايات المتحدة في شن سلسلة من الغارات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن.

وقال مجلس الأمن القومي في بيان إنه يبحث في كيفية إضافة رقم الصحفي غولدبرغ المخضرم، إلى السلسلة في محادثة جماعية على تطبيق سيجنال. فبالإضافة إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث، شملت القائمة نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، وتولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية في إدارة ترامب.

وقال غولدبرغ إنه تلقى دعوة سيجنال من مايك والتز، مستشار الأمن القومي لترامب، الذي كان أيضًا في محادثة المجموعة.

وهاجم هيجسيث في أول تعليقاته على الأمر غولدبرغ ووصفه بأنه "مخادع" و"صحفي مزعوم فقد مصداقيته" في حين ألمح إلى تقارير انتقادية سابقة لترامب من المنشور. ولم يُسلِّط الضوء على سبب استخدام سيجنال لمناقشة العملية الحساسة أو كيف انتهى الأمر بغولدبرغ في سلسلة الرسائل.

وقال هيغسيث في حوار مع الصحفيين بعد وصوله إلى هاواي يوم الاثنين في أول رحلة له إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ كوزير للدفاع: "لم يُرسِل أحد خطط حرب، وهذا كل ما لديّ لأقوله في هذا الشأن".

وفي بيان صدر في وقت متأخر من يوم الاثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس لا يزال يتمتع "بثقة تامة" في والتز وفريق الأمن القومي.

وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال ترامب للصحفيين: "لا أعرف شيئًا عن هذا الأمر. أنتم تخبرونني به لأول مرة". وأضاف أن مجلة "ذا أتلانتيك" "ليست مجلةً تُذكر".

وبحلول المساء، تجاهل الرئيس الأمر مازحًا. وقام بتضخيم منشور لإيلون ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي يُسلِّط الضوء على مقالٍ لموقع إخباري ساخر محافظ بعنوانٍ لاذع: "شطرنج رباعي الأبعاد: ترامب العبقري يُسرِّب خطط الحرب إلى "ذا أتلانتيك" حيث لن يراها أحد".

استخدم مسؤولون حكوميون تطبيق سيجنال للمراسلات التنظيمية، ولكنه ليس سريًا وقابلًا للاختراق. يقول خبراء الخصوصية والتكنولوجيا إن تطبيق الرسائل والمكالمات الصوتية المشفر من طرف إلى طرف، والذي يحظى بشعبية واسعة، أكثر أمانًا من الرسائل النصية التقليدية.

تأتي مشاركة المعلومات الحساسة في الوقت الذي أعلن فيه مكتب هيجسيث مؤخرًا عن حملة صارمة على تسريبات المعلومات الحساسة، بما في ذلك الاستخدام المحتمل لأجهزة كشف الكذب على أفراد الدفاع لتحديد كيفية تلقي الصحفيين للمعلومات.

ونقلت مجلة بوليتيكو عن مسؤول أميركي قوله أن مساعدين رفيعا المستوى في البيت الأبيض طرحا فكرة استقالة والتز لمنع إحراج ترامب، وقالت أن الرئيس سيتخذ القرار النهائي بشأن مستشاره للأمن القومي خلال اليوم أو اليومين المقبلين