هي تلك التي تجري فصولها الدموية، بعيداً عن عدسات المصورين في حي تل السلطان في رفح، والذي تتناثر في شوارعه وحاراته مئات جثث النازحين، معظمهم من الأطفال والنساء.
في حي تل السلطان، حيث انقطعت الاتصالات، وانهارت كل الخدمات، يلفظ الجرحى أنفاسهم على الطرقات، ويموت الأطفال جوعاً وعطشاً ورعباً من هول الجحيم الذي يطوّق أرواحهم، ويمنعهم حتى من الهرب من منازلهم التي تحولت مقابر لهم.
تقول بلدية رفح في نداء استغاثة، إن ما يحدث في الحي المعزول منذ عدة أيام، مرعب ومحزن، ولا مثيل له منذ الحرب العالمية الثانية. وتعزز هذه الأقوال شهادات الناجين من الجحيم الذين كتبت لهم الحياة بالخروج، بينما كانت الدبابات تسابق السيارات في محاصرة الحي المنكوب.
يجري كل هذا وسط تسريبات عن إنشاء ما تسمى بـ"الفقاعات الإنسانية" التي هي أشبه بالمعازل والجيتوهات المفلترة، حيث يجري تجميع النازحين فيها بعد التدقيق في هوياتهم، وكل من لا ينجح باجتياز الاختبار يتعرض للإعدامات الميدانية، أو يمنع من دخول تلك الفقاعات التي تتغطى باليافطة الإنسانية!
مع توغل الدبابات تحت نيران الغارات، وسط الشوارع والأحياء السكنية في الشمال والجنوب، تتفاقم معاناة الناس، وسط النقص الحاد في الغذاء والدواء، والتدمير الممنهج للمستشفيات.
مجدداً، تعود "خطة الجنرالات" بنسختها المحدثة، مع احتفاظها بعلامتها الإجرامية على نحو أكثر توحشاً وإرعاباً للأفراد.. لكنها هذه المرة تعود بوعيد أمريكي للضحايا بالتهجير، ووعد للمجرمين القتلة، بإمدادات لا تنضب من الذخائر وأدوات الفتك، حتى إتمام المهمة بوضع الغزيين أمام خياري الموت أو الرحيل.
أوقفوا حرب الإبادة الآن..!
شارك برأيك
الإبادة الموضعية!