Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo
Logo

أقلام وأراء

الأحد 23 مارس 2025 9:30 صباحًا - بتوقيت القدس

غزة.. إبادة ممنهجة

يفترشون العراء تحت المطر والبرد، وفوق وحل الأرض، ومن حولهم ركام البيوت المدمَّرة وبقايا المنازل، بلا طعام أو شراب، ووسط قصف مستمر وجحيم النيران والإبادة الجماعية المتواصلة أمام أعين العالم الذي فقد إنسانيته. لقد أثبت الاحتلال قدرته على ضرب القيم الإنسانية والمواثيق الدولية وقوانين ومبادئ الأمم المتحدة، من دون أن يكترث لكائنٍ من كان، في عالمٍ يزداد سخافةً كلما استمرت حرب الإبادة، وظهر ضعفه وصمته وعجزه عن وقف الجحيم الذي يتربص بالناس في غزة، فقد كشف واقع الحال ضعف المنظومة الدولية وعدم قدرتها على وقف المجازر والمذابح التي تحدث في غزة.

مشاهد من الحزن والألم، وصرخات الأمهات وبكاؤهن، وعويل الثكالى، وطفولة تموت وتُعذَّب طوال الوقت بمذابح بشعة، وسط دعوات متصاعدة للتهجير والتطهير العرقي، بدعم من الرئيس ترامب، بعد أن تجدَّدت الحرب وأُجهضت كل جهود استمرار الهدنة، ورفضت قرارات القمة العربية الأخيرة التي عقدت في القاهرة. 

لقد اتخذ نتنياهو قراره باستئناف القصف والقتل والدمار، فيما كشفت الأيام الماضية أن خطط استئناف الحرب وُضعت منذ أسابيع، ولم تكن مجرد نتيجةٍ لتعثر المفاوضات. فنتنياهو، كما هو معروف، يسعى لاستمرار حرب الإبادة، غير مكترثٍ بكل الجهود المبذولة لوقفها.

أما أهداف الاحتلال المعلنة حول اقتطاع مساحات شاسعة ضمن ما يُسمَّى "المناطق الآمنة"، فغايتها زيادة خنق الناس وتضييق واقعهم الصعب والرثّ، والضغط بكل السبل والوسائل العسكرية والحربية، وصولًا إلى تنفيذ خطط الاحتلال البري، التي تتماشى مع مشاريع التهجير والتطهير العرقي. 

لم يتوقف الاحتلال عن تلك المخططات، بل إنه يحظى بدعم أمريكي غير مسبوق في هذا الإطار، في حين يذهب الرئيس ترامب إلى ما هو أخطر وأبعد من ذلك، في سيناريو أشد تطرفًا وعنصرية.

لقد كشفت حالة الخلاف الداخلي بين نتنياهو ومعارضيه الكثير من الخطط والمكائد، لكن نتنياهو لا يأبه لمزاج الشارع في الكيان، بل يواصل سياسات التطرف والحرب التي تضمن له استمرار ائتلافه الحكومي، لا سيما بعد عودة حزب بن غفير، الذي كان قد استقال احتجاجًا على الهدنة، ثم عاد فور استئناف حرب الإبادة.

إن حالة الضعف الدولي، التي كشفتها أشهر حرب الإبادة في غزة، أثبتت أنه لا جدوى من القرارات الدولية ولا من المؤسسات الأممية، وعلى رأسها مجلس الأمن، العاجز عن تنفيذ قراراته المتعلقة بالاحتلال وعدوانه المستمر.

لقد بات التعويل على مواقف عربية أو دولية قادرة على وقف حرب الإبادة غير مجدٍ، في ظل هذا التطرف الأعمى الذي يسكن عقيدة حكومة الاحتلال، والتي تدفع بآلاف الجنود إلى غزة، وتصعّد المجازر التي ترتكبها بحق الأطفال والنساء، وتمنع وصول المساعدات، من غذاء ودواء، بينما لا يملك الناس سوى الصبر وهم في ضيق شديد، ولا حول لهم ولا قوة إلا الدعاء.


..............

حالة الضعف الدولي، التي كشفتها أشهر حرب الإبادة في غزة، أثبتت أنه لا جدوى من القرارات الدولية ولا من المؤسسات الأممية، وعلى رأسها مجلس الأمن، العاجز عن تنفيذ قراراته المتعلقة بالاحتلال وعدوانه.


دلالات

شارك برأيك

غزة.. إبادة ممنهجة

المزيد في أقلام وأراء

الاعتراف المزعوم والهراء المعلن

أمين الحاج

إسرائيل على مفترق طرق.. احتلال، إبادة جماعية، وموت رؤية

ألون بن - مئير

انكشاف الغرب الاستعماري وتعريته

حمادة فراعنة

الإدارة على مفترق طرق.. كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل دور القادة والمؤسسات؟

د. عمر السلخي

بين خطاب فريدمان ومصالح ترامب.. فلسطين قضية تحرر وطني وليست ورقة على طاولة الصفقات

مروان إميل طوباسي

شكوك حول نوايا وجدوى خطة المساعدات الأمريكية لغزة !

نبهان خريشة

كل الجهود لوقف حرب الإبادة وإفشال مخططات التهجير والترحيل

وليد العوض

في جدلية التناقض الرئيسي والثانوي

محسن أبو رمضان

تجارة لا تبور

إسماعيل الشريف

جائحة الركود التضخمي الجديد

حسام عايش

عائلة بأكملها في قبضة الغياب... حين تُقصف السماء الذاكرة

بن معمر الحاج عيسى كاتب وباحث جزائري

رفح.. سنة في درب المعاناة وسبع محطات من الصبر الجميل المقدّس

حلمي أبو طه

الهجمة على القدس تشتد وتمتد وتتسع

راسم عبيدات

اصلاح حال بال المراهقين/ المراهقات (3)

غسان عبد الله

قراءة في مذكرة التفاهم الثنائية بين الحكومتين الفلسطينية والبريطانية

د. دلال صائب عريقات

أوروبا تحتفل.. ونحن ننتحب

أمين الحاج

كُـنْ مســاعداً...!

د. أفنان نظير دروزه

حين تُمنع الكلمات.. تكميم البحث العلمي وطمس المعرفة في زمن الإبادة

د. سماح جبر/ استشارية الطب النفسي

بعد ٨٠ عاماً من الانتصار على النازية.. شعبنا بإرادته وإتقان شروط المواجهة سينتصر أيضاً

دروز سوريَة بين نار داعش ونار إسرائيل!

أسعار العملات

الأربعاء 07 مايو 2025 11:16 صباحًا

دولار / شيكل

بيع 3.62

شراء 3.61

دينار / شيكل

بيع 5.11

شراء 5.1

يورو / شيكل

بيع 4.11

شراء 4.1

هل تنجح المساعي الإسرائيلية لضم الضفة الغربية في 2025؟

%55

%45

(مجموع المصوتين 1215)