منذ اللحظة الأولى التي وقّع فيها نتنياهو مرغماً على اتفاق وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل، لمجاراة ترمب الهائج الذي أراد أن يدخل البيت الأبيض برجله اليمنى، استجابة لتعهدات قطعها لناخبيه من العرب والمسلمين بوقف الحرب، ظل الثعلب يتحيّن الفرص لتأليبه، بمساعدة مستشاريه الذين يتقنون فن الزّن على رأس الرجل المتأجج دائماً، والقابل للاشتعال من أول قدحة نار، حتى بلغ هدفه، وتمكّن من تحقيق مبتغاه بتعيينه خازناً للجحيم، كما سبق ووعده، ليقيم الريفيرا على الأطلال والجثامين.
فجر الثلاثاء، فُتحت أبواب الجحيم بمئات الطائرات، وتفجّرت في كل بيت وخيمة وشارع نوافير الدماء من الأبرياء، وتناثرت أشلاء الرضّع والنساء الحوامل، واحترق الناس، وقضى الكثير منهم وهم نيام في الخيام.
تهديد "كاتس" أمس بتهجير وتقتيل الناس، بالتزامن مع بدء عملية برية وصفت بالمحدودة في غزة، يكشف المزيد من أهداف العودة للحرب المجنونة، وعلى رأسها الانتقام من الناس، لا من حماس، فقد توعد سكان غزة بالتهجير من جديد، بينما لم يتوقف عن التقتيل والتدمير، طيلة أيام الهدنة المفخخة.
"أعاد بن غفير عوضاً عن إعادة المخطوفين"، قول لإحدى المشاركات في تظاهرات الاحتجاج المتصاعدة في تل ابيب، يضيف المزيد من الوضوح لأهداف نتنياهو، التي أراد من ورائها الحفاظ على بقاء سموتريتش، وإعادة بن غفير، ليضمن تصليب ائتلافه، وتمرير الميزانية التي وضع سموتريتش العودة إلى الحرب شرطاً لتمريرها.
المرحلة المقبلة شديدة الخطورة، فالناس في غزة باتوا هدفاً رئيساً من أهداف الإبادة المتجددة، لقتلهم وتهجيرهم وتهديم ما تبقى من منازلهم.
كان الله معيناً وحامياً لأهلنا مما يخطط لهم..
شارك برأيك
خازن الجحيم!