تلازمها الأوجاع والأمراض رغم انها لم تعاني منذ سنوات طويلة من أي مشاكل صحية، لكن تشريدها ونزوحها القسري وبعدها عن بيتها في مخيم جنين، سبب لها كل المآسي التي تعيشها حاليا النازحة أنعام عواد "أم محمد" حاليا، كما قالت.
وأضافت النازحة عواد، وسط دموعها: "حالتنا يرثى لها، لم نتوقع يوما أن نعيش نكبة الأجداد، بل إن هذه الأيام أصعب واقسى من النكبة التي سمعنا عنها ونحفظ تفاصيلها وقصصها، فإلى متى سنبقى ندفع الثمن ؟".
في منزل مستأجر في برقين غرب جنين، تعيش النازحة أم محمد وأسرتها المكونة من ٦ أنفار، وتواجه صعوبة بالغة في التأقلم مع حياة النزوح والتشرد، خاصة في شهر رمضان المبارك، وتقول: "كنا نتمنى أن تنتهي هذه الكارثة ونعود إلى منازلنا ونقضي رمضان فيها، مهما كان الدمار والخراب، فلا توجد بقعة في العالم أروع وأجمل من مخيم العزة والصمود بالنسبة لنا".
وأضافت " ٥٤ يوما مرت وما زلنا نازحين، وفي كل لحظة نتحسر ونتوجع لبعدنا عن المخيم. هذه ليست حياة، فنحن نموت كل لحظة الف مرة، وكل العالم غارق في الصمت، وما من أحد يشعر بمرارتنا وخيبتنا ووجعنا".
وقالت: "انه أصعب رمضان في حياتي، فكيف نشعر بمذاقه ومعانيه ونحن مشردين وعاحزين عن العودة للمخيم، فلا طعم لشراب أو مأكل ما دمنا نازحين".
لم تجلس أم محمد على مائدة الإفطار التي أعدتها لأسرتها سوى دقائق، وأدت صلاة المغرب، وجلست حزينة بين أبنائها الذين يتحدثون فقط عن أوضاع المخيم وأخباره، وقالت: " أجسادنا هنا، لكن ارواحنا وقلوبنا هناك. ننتظر نهاية هذا الكابوس لنعود الى منازلنا مهما كان وضعها. لا نفكر سوى بالمخيم ومستقبلنا المجهول خاصة في ظل حديث الاحتلال عن مواصلة عدوانه حتى نهاية العام".
وأضافت: "لن نستوعب استمرار هذا الكابوس أكثر. نحن نعيش جميعا في حالة صدمة وحزن، فكل شيء في الحياة مختلف ونحن نازحين ومحرومين من ابسط حق لنا.. استعادة منزلنا والعودة اليه".
وقالت: "رغم محبة الجميع لنا وتقديرهم واحتضانهم لنا، لكن لا شيء يعوضنا عن المكان الذي ولدنا ونعيش فيه، حيث كل ذكرياتنا وحياتنا وأحلامنا التي سرقها الاحتلال منا.. لم نعد قادرين على احتمال هذا الوجع والجرح النازف".
ويقع منزل عائلة عواد ، في شارع سكة القطار العثماني وسط مخيم جنبن، ومنذ نزوحها عنه، لم تتمكن من الوصول اليه ومعرفة مصيره، بسبب موقعه وسيطرة جيش الاحتلال على تلك المنطقة، وتقول: "منذ اللحظات الاولى للهجوم على المخيم، كانت منطقتنا من اوائل المناطق التي استهدفها الجيش لقربها من المدخل الغربي ودوار العودة، فقد اقتحموا منازلنا وطردونا بلمح البصر، وأخرجونا بملابسنا ودون ان يسمحوا لنا حتى بإحضار أوراقنا الثبوتية".
وتضيف " لقد أرغمونا على النزوح القسري، ولم نصدق اننا بعد ٧ عقود على النكبة، سنعيش فصولها وتتكرر امامنا مجددا، وسنصبح نازحين مرة اخرى".
وتكمل " توقعنا ان يقف العالم معنا، لكنهم خذلونا كما خذلوا اجدادنا في النكبة التي نخشى أن تتكرر نتائجها ونصبح نازحين للابد".
وتقول: " رغم ويلات النزوح وما نتعرض له، الا اننا لن نتخلى عن المخيم، وقد اخترنا قرية برقين لنبقى قريبين منه، ونصلي لرب العالمين في أيام رمضان المباركة، ان يفرج كربنا وسنبقى ثابتين حتى نعود للمخيم قريبا بإذن الله تعالى".
شارك برأيك
النازحة أنعام عواد لـ"القدس": نكبتنا الحالية قاسية ورمضان حزين بعيداً عن المخيم